-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“كوراج وقادور”!

جمال لعلامي
  • 556
  • 1
“كوراج وقادور”!
ح.م

بعض المترشحين أو بالأحرى الراغبين، “خسارة فيهم” الـ50 ألف استمارة اكتتاب، فهم لا يملكون القيمة المالية لهذه القناطير من الأوراق، لكنهم مع ذلك يظهرون ويسحبون ويستغلون الثغرة القانونية التي تضمن لكلّ شخص الترشح إذا توفر حدّ أدنى من الشروط!

صحيح أن “المهرّجين” الذين تدافعوا في طابور الترشح لرئاسيات أفريل التي أسقطها الحراك السلمي، لم يظهر لهم أثر هذه المرة بالنسبة لاستحقاق 12 ديسمبر، لكن هذا لا يعني عدم وجود كائنات غريبة، كان من الأفضل لها أن تلزم بيوتها، وتنشغل بأمورها الروتينية، من محاولة التسلّل إلى سباق لا مكان فيه لتفويت الوقت!

الذي لا يتمكن من جمع 50 ألف توقيع، لا يمكنه أبدا أن يكون مترشحا ولا راغبا، ولا حتى “راغب علامة” يغني ليلاه ويُرقص الناس إلى غاية مطلع الفجر، كما أن فاقد الشيء لا يعطيه، وهو ما يكشف غياب برامج واعدة، أو حتى أنصاف برامج عند أغلب الراغبين إلى حدّ الآن!

الجزائريون بحاجة إلى مرشح “يُبكيهم”، فيكون لسانه جامعا بين مخاطبة العاطفة والقلوب والعقول معا، ومرشح يملك رؤية وتصوّرا لمعالجة المشاكل المطروحة، ومرشح يملك بالفطرة من الجرأة والشجاعة التي تتركه يواصل مهمة محاربة الفساد والمفسدين و”الباندية”، ومرشح يعرف قيمة الرجال ووزن ودور المؤسسات السيادية، “يزوّق” واجهة البلد خارجيا ودوليا وإقليميا ودبلوماسيا، ومرشح يغري الأغلبية الشعبية!

هذه الشروط البسيطة والمقاييس المعقولة، قد تصيب الكثير من الراغبين بالوهن وتنتهي بهم إلى التعجيز، والملاحظ أنه مع انطلاق العدّ التنازلي لانتهاء آجال سحب الاستمارات، باستثناء بعض التصريحات والخرجات والاستعراضات القليلة، يلتزم أغلب المترشحين الصمت، ومنهم من اختفى، أو اختبأ، ينتظر “الجديد”، حتى لا يُخطئ فيقع في المحظور!

الظاهر أن الانتخابات المفتوحة، وإعادة كلمة الفصل للشعب والصندوق، قد أخلطت أوراق الراغبين، ودوّختهم، ودوّخت معهم الانتهازيين والوصوليين و”الغمّاسين” الذين يحومون حولهم، بلا حسيب ولا رقيب، وهو ما يبرّر تريث هؤلاء وتباطؤهم في الحركة والنشاط والدفاع والهجوم والشروع في مخاطبة الناخبين لإقناعهم واستدراجهم بالحجة والبرهان!

ما ينتظر الرئيس القادم رهانات وملفات وأولويات ثقيلة، ولذلك فإن البلد بحاجة إلى “رجل كوراج وقادور”، يُكمل المهمة التي بدأها الحراك السلمي، بشأن الإصلاحات والتغيير، وقد تطهّرت الساحة من أغلب “الألغام” التي زرعتها العصابة، بعد ما ثبت ولاء الشعب لجيشه، وانتماء الجيش لشعبه، بما قوّى روابط ومخرجات ومقدّمات بناء الجزائر الجديدة.

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • Mohamed

    تتحدثون و كأنه ستكون هناك انتخابات؟!