-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كورونا أنهت 10 صور نَمَطية عن الجزائر والعالم

كورونا أنهت 10 صور نَمَطية عن الجزائر والعالم
ح.م

أسقطت “كورونا” وببساطة تامة، أو على الأقل زَعْزَعَتْ، عشرات الأفكار المسبقة والصور النمطية عن بلادنا وعن واقع المجتمع الجزائري والدولي، أي عن نظرتنا لأنفسنا والآخرين.

عن نظرتنا إلى أنفسنا:

ـ أسقط التعامل الكفء للسِّلك الطبي وشبه الطبي مع الوباء فكرة كادت تُصبِح مُسلَّمة لدينا، وهي أنَّ بلادنا أفُرِغَت من كفاءاتها في هذا الميدان، وفي الميادين الأخرى، ولم يبق فيها مَن يستطيع رفع التحديات أو مواجهة الصعاب مهما كانت.

ـ كما كذَّب التفاني الكبير لهذا الجيش الأبيض فكرة أنه لم يعد هناك في الجزائر من يستطيع أن يُضحِّي أو يُدرِك معنى التضحية. وأكد ما بذله ومازال يبذله هذا السلك من جهود أن هذه القيمة لم تنته مع الثورة التحريرية، بل مازالت حية في صدور أبناء وأحفاد الشهداء والمجاهدين الأخيار.

ـ أبرز انخراط الفقراء والأغنياء في عملية التكافل الاجتماعي خَطَأَ ذلك الحُكم القائل بأنانية الجميع وامتناع بعضهم عن مساعدة بعضهم الآخر. وكذّب بوضوح تلك المقولة التي رَوَّجَ لها صُنَّاعُ الفتنة أن الحقد أصبح سيِّدا في هذه البلاد.

ـ كشف تجُنُّدُ المجتمع المدني وتضحياته في سبيل الآخرين، أَنْ ليست كل الجمعيات الوطنية والمحلية هي لأجل الاستفادة من الرِّيع وتحقيق المكاسب على حساب الدور الاجتماعي والانساني النبيل الذي تقوم به، إنَّما من بينها جمعياتٌ هي بحق وطنية، وبها رجال مخلصون ونساءٌ مخلصات.

ـ بيّنت الأزمة قدرة الشباب الجزائري على الابتكار والمبادرة في مجال الصناعة والبحث العلمي وإنجاز أكثر من مهمة بإمكانات بسيطة ومن دون دعم مالي أو مادي من أي كان.

أما على صعيد نظرتنا إلى العالم:

ـ فقد قدَّمت هذه الأزمة الوبائية الدليل القاطع لنا على أن الصورة “المثالية” التي ترسَّخت في أذهاننا عن قوة الغرب وقدراته المتناهية، العلمية والتكنولوجية والعسكرية والتنظيمية، على مواجهة الصِّعاب، هي صورة على الأقل مُبالَغٌ في توصيفِ محاسنها، إن لم تكن وهمية في بعض الجوانب، بدليل عدم قدرة  أيٍّ من الدول الكبرى على الصمود أمام فيروس غير مرئي، وانكشاف كافة عيوبها في أيام معدودات، وفشل معظمها في توفير كمامات لرعاياها حتى ماتوا بالآلاف، بل عجزت حاملاتُ طائرات أكبر دولها كأمريكا وفرنسا عن حماية جنودها بداخلها وهي أكبر قطع حربية كانت تُرهب بها العالم.

ـ كما يبدو أن هذه الأزمة وضعت بداية فعلية للتوقف عن الانبهار بالغرب بشكل عام، إنْ في نموذجه السياسي أو في قِيمه أو في حالة الرفاه التي يعرفها، بل وبيّنت من الناحية العلمية استغلاله الكبير لكفاءات الجنوب التي تفرّ من بلادها نتيجة تواطُئه بالأساس مع أنظمتها الفاسدة والدفاع عنها رغم مزاعم الدفاع عن الديمقراطية (أكبر الدكتاتوريات صنعتها وتدعمها أمريكا وفرنسا وبريطانيا والغربُ بشكل عام).

ـ ومن ناحية الكيفية التي تعامل بها الغرب مع هذا الوباء، تبيَّن للجميع كيف ساد لديه منطق “نفسي نفسي”، بما يكشف عمقه الأناني المادي وغير الإنساني والعنصري أحيانا، رغم مظاهر التعاون المصلحي والحقوقي الذي يُسوِّقه لنا عبر أكثر من وسيلة.

ـ وعلى صعيدٍ آخر، اكتشف الغرب في هذا الظرف بالذات الخواء الروحي الذي يعيشه، وبات يقبل سماع الآذان، ونسي التعرُّض للحجاب والنقاب، وسَمَح  للرُّهبان والقساوسة بالسير في الشوارع وطَلَبِ الرحمة للناس، والوقوف إلى جانبهم في محنتهم.

ـ وأخيرا وليس آخر، بيَّنت لنا هذه الأزمة على صعيد الداخل والخارج وحدة أبناء الشعب الجزائري، وأن بلادهم عزيزة وإن جارت عليهم.. وقومهم كرام وإن ضنُّوا عليهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • محمد احمد علوي

    كما اظهرت تلاحما كبيرا بين العرش والشعب المغربي من خلال التسابق على تمويل الصندوق الخاص لكوفيد بالإضافة إلى التزام خيالي بالاحترازات التي وضعتها السلطات الصحية تحية القطر الجزائري الشقيق