-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كورونا صارت من الماضي!

كورونا صارت من الماضي!
ح.م

في الوقت الذي أعلنت فيه أكثر من عشرة بلدان أوروبية كبيرة عن دخولها إعصار الموجة الوبائية الثانية، ونبّهت منظمة الصحة العالمية إلى أنها ستكون أكثر فتكا، وفي الوقت الذي قارب معدل الإصابات بفيروس كورونا اليومي في الهند المائة ألف مصاب، ولم ينزل معدل الوفيات اليومية عن الألف في البرازيل والولايات المتحدة الأمريكية، وعادت بلدانٌ كثيرة إلى الحجر والغلق الشامل وإجبارية وضع الكمامة والتباعد الاجتماعي، وصارت أرقام جناحي المغرب العربي من سوسة إلى أغادير لا تنزل عن الألف مصاب يوميا بالفيروس الذي مازال موعدُ علاجه أو حقن الناس لتفاديه بعيدا، تعرف الجزائر لامبالاة شعبية صارت تمشي بين الناس في الشوارع والأسواق وحتى في المراكز العمومية إما استهتارا بالوضع، أو مواجهة للفيروس ضمن لعبة مناعة القطيع التي صار يطبِّقها الكثير من الناس في العالم.

القول إن الكمامة إجبارية في الجزائر، يبدو مبهما وغير دقيق، فالشارع يقدّم صورا طاغية ومسيطرة عن أناس فرادى وجماعات وأمام الملأ وفي العلن من دون كمامات، وتعطي الانطباع بأن فيروس كورونا صار من الماضي أو أنه لم يكن أبدا، والأمرّ أن مواطنين صاروا يلجأون إلى مداواة أنفسهم من دون العودة إلى المراكز الصحية المختصة في متابعة كوفيد 19، على طريقة بقية الأمراض التي صار الجزائريون يواجهونها بالأعشاب والطرق التقليدية وحتى بالخرافات و”الحروز”، فغابت الإحصائيات الدقيقة عن كل الأمراض المزمنة والخطيرة والمُعدية، كما غابت الإحصاءات الدقيقة عن فيروس كورونا باعتراف من المسؤولين على الصحة في الجزائر.

لا يمكن إطلاقا مقارنة وباء كورونا ببقية الأمراض، فكل الذين توفوا في العالم وعددهم تجاوز المليون نسمة، انتقل إليهم الفيروس من محيطهم ضمن جرائم القتل من دون قصد أو نية أو القتل الخطأ المسكوت عنه في حالة كورونا إلى حد الآن، ولكن مع مرور الوقت تصبح جريمة يعاقب عليها القانون إذا اقترنت بعدم الاحترام والرُّعونة والإهمال، أما إذا أصرّ الشخص على مخالفة القوانين وهو مدرك بأنه قادر على وضع حياة أناس طاعنين في السن أو مرضى مزمنين في خطر، فإنه سيكون قد ارتكب جناية مع سبق الإصرار.

لقد أمضى الجزائريون مثل كل شعوب العالم فترة عصيبة بلغ عمرها الآن قرابة السبعة أشهر من دون أن ينعم أبناؤهم بنور العلم ولا بالتفسح والراحة، وستكون مصيبةً بكل المقاييس لو واصلوا إفساح المجال للوباء القاتل بالعودة بنفس القوة التي كتمت أنفاسهم خوفا، وحرمتهم من الراحة المعنوية وأدخلتهم في أزمة مازالت خامدة مثل البركان.

كل الدراسات الاستشرافية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان والصين والبرازيل، تتحدث عن سنوات طويلة ليتعافى اقتصادُها ومعنويات شعوبها، وهي التي تسيطر على الأسواق العالمية، وتتبختر بمنظوماتها الصحية المتطورة، فكيف سيكون حال شعوب البلدان الضعيفة التي مازالت تواجه الداء باللامبالاة، ومنها الجزائر؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • nacer

    لا تخشى على الجزائر فلديها أفضل منظومة صحية في إفريقيا و هي قوة إقليمية لا يشق لها غبار و سوف نواجه كورونا بسوف و لعل و لكن و ربما وكل حروف الجر و الكذب

  • عابر سبيل

    الصين طردت اليوم طاقم طائرة جزائري سبعة افراد و كلهم مصابين بكوفيد والطائرة كانت فارغة في مهمة لجلب عمال صينيين بمعنى لو كانت الطائرة مملوءة بالجزائريين كانوا سيكونون كلهم مصابين بمعنى اخر كورونا عششت وفرخت و انتجت فراخ وكتاتكيت في الجزائر والنظام يضحك عليكم بمئة ومئتين حسب الاتفاق المبرم مع كورونا هههههه

  • abdou

    أثلجت قلبي

    سلام