-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أسعارها ملتهبة وعرضها محدود

كورونا والدخول المدرسي يقهران المفرقعات في المولد النبوي

كريمة خلاص
  • 808
  • 4
كورونا والدخول المدرسي يقهران المفرقعات في المولد النبوي
الأرشيف

شهدت سوق المفرقعات في الجزائر تراجعا ملحوظا خلال الأيام والساعات القليلة التي تسبق إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف وذلك على غير العادة، حيث تراجع عدد الطاولات المنصّبة لبيعها على الأرصفة والطرقات وغاب عنها سيل الزبائن من الشباب والمراهقين وحتى الآباء الذين تعوّدوا على مرافقة أبنائهم لتلبية رغباتهم، كما أن أسعارها عرفت ارتفاعا كبيرا حال دون شرائها.
وخلال جولة قادت “الشروق” إلى معقل بيع المفرقعات بالعاصمة وبالتحديد في “جامع اليهود” بالقصبة السفلى وبعض الأحياء الشعبية على غرار باب الوادي وقفنا على هذا الواقع غير المسبوق فالمكان الذي كان يعج بطاولات بيع المفرقعات بات يعدها على أصابع اليد كما أن السلع المعروضة في غالبها من المخزون القديم ومحدودة الكميات، ناهيك عن أسعارها الملتهبة.

السلعة ناقصة والبيع ماكانش..

“السلعة ناقصة والبيع ماكانش” بهذه العبارات استقبلنا عديد الشباب الذين سألناهم عن أجواء بيع المفرقعات لهذا العام الذي يمر فيه العالم والجزائر بوضع استثنائي صحي واقتصادي جراء وباء كورونا، وأجمع باعة الأرصفة أن العرض قليل جدا ويقتصر على المخزون القديم في ظل انعدام الاستيراد نظرا للتضييق الأمني والرقابي الممارس في الآونة الأخيرة.
وبرر بعض الشباب الذين تحدثنا إليهم الوضع بقلة العرض ومداهمات مصالح الأمن التي تترصد لهم وتمنعهم من البيع وكذا مداهمات عديد المخازن التي كانت تهيئ لإغراق السوق بكميات معتبرة وإنجاز عمليات حجز نوعية لمصالح الدرك في كل من عنابة وسطيف وميلة وتبسة وورقلة وبشار وغليزان أسفرت عن حجز ملايين الوحدات.
وقال أحد الشباب الباعة “السلعة ناقصة والبيع ماكانش كيما العادة” ليضيف أحد الزبائن أن “الأمر بات كماليا، فكيف لعائلات انعدم دخلها وأخرى تراجع بسبب وباء كورونا أن تصرف الملايين على مفرقعات تذهب سدى، خاصة وأن المولد تزامن هذا العام مع الدخول المدرسي”.

المستلزمات المدرسية تنافس المفرقعات وتتغلب عليها

على امتداد أزقة وطرقات جامع اليهود وبعض الأحياء الشعبية نصب شباب طاولاتهم لبيع مستلزمات الدخول المدرسي التي يبدو أنها حققت انتصارا سحيقا على حساب المفرقعات، حيث كثر عليها التردد والإقبال.
ويفضل الأولياء كما صرحوا به تحديد أولوياتهم وتقديم مصلحة الأطفال التعليمية على المصلحة الترفيهية، فالدخول المدرسي يتطلب مصاريف كبيرة على اعتبار أن أغلبهم لديه 3 أطفال متمدرسين أو أكثر.

أسعار صادمة للمفرقعات وإقبال محتشم

تميز المولد النبوي الشريف لهذا العام بإقبال محتشم من قبل المواطنين على اقتناء المفرقعات والشموع ومختلف أنواع البخور حيث قلل الزبائن من الكميات المعهودة واكتفوا كما قالوا بفأل المولد من شموع وبخور وكمية قليلة جدا من المفرقعات، وذلك بالنظر إلى محدودية أمنياتهم وغلاء الأسعار التي تجاوزت المعقول.
وتتراوح أسعار بعض أنواع المفرقعات بين 200 إلى 300 دج لعلبة من نوع الزندة و50 دج لحبة مرقازة وبالونة شيطانة، فيما بلغ سعر علبة الثومة 200 إلى 250 دج وناهزت أسعار النوّالات حدود 100 إلى 150 دج فيما يبيعها البعض بـ 200دج لثلاث علب، أما الشموع فاختلف سعرها باختلاف نوعها منها ما يباع بـ10 دج و20دج ومنها ما يباع بـ100دج وقد يصل إلى 300دج بالنسبة للشموع العطرية.
الشماريخ والصواريخ كانت السيدة وتربعت على العرش بأسعارها التي تخطت حدود 1000 دج وبلغت أحيانا أخرى 3000 دج.

المفرقعات..عادة آيلة للزوال

ويبدو أن تنامي الوعي لدى الأطفال والآباء وتراجع القدرة الشرائية لأغلبهم جعلهم يعيدون حساباتهم ويصرفون النظر عن تبذير أموالهم في عادات مضرة لا تمت لديننا الحنيف بأي صلة.
وبات الأولياء أكثر حرصا على زرع الوعي لدى أطفالهم وبإحياء سنة الرسول وتذاكر سيرته العطرة بدل نفث سموم ودخان المفرقعات في الهواء.
وفي هذا السياق أوضح مصطفى زبدي رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك وإرشاده في تصريح للشروق أن تراجع تسويق المفرقعات هذا العام مرتبط بثلاثية هامة تتمثل في إجراءات أمنية مشدّدة مورست هذا العام لمنع تسويق المفرقعات وهو ما حال دون وجود كميات معتبرة في السوق، خاصة وأن القانون يجرّم ويمنع تسويقها.
بالإضافة إلى غلاء أسعارها مقارنة بتدني القدرة الشرائية للمواطنين حيث يكلّف كيس صغير من هذه المفرقعات قرابة مليون سنتيم فكيف تستطيع العائلات المحدودة اقتناءه وهي التي ينتظرها دخول مدرسي مكلف جدا والتزامات عائلية وأسرية أكثر كلفة، وإلى ذلك تحدث زبدي عن تنامي الوعي الفردي والجماعي للمواطنين بخطورة هذه الظاهرة صحيا وتأثيرها اقتصاديا على ميزانية العائلات وعلى صحتهم، خاصة في ظل الظروف الصحية الاستثنائية وتجنب التنقل للمستشفيات لتفادي الإصابة بالعدوى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • قناص قاتِل الشـــــــــــر

    اللي يحب الشباح ما يقول أح

  • محمد

    الآية تقول "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين"، وللأسف شباب وعائلات تتذكر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في ما يزعم الجهلة بأنه مولد النبي وهو كما يجمع عليه العلماء بأنه يوم وفاته كذلك! فهل نحتفل بيوم وفاته؟
    لو نريد الاحتفال بظهور نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، فعلينا اتباع سنته والاقتداء بهديه والصلاة عليه عشر مرات عند أذكار الصباح وبالمساء وقراءة القرآن وكل ما نهانا عنه وكل ما أوصانا بفعله!
    ولكن من منا يواضب على قراءة القرآن أو الاطلاع على السيرة النبوية أو التفقه في الدين أو المواضبة على الصلوات بالمسجد وقراءة الأذكار أو تعليم اطفالنا القرآن وتحفظيهم اياه ولو بضع أحزاب!!

  • ahmed

    ومن كان يدخل الالعاب النارية في المولد النبوي غير العصابة
    وبعد حبسهم بدات الظاهرة تختفي او على الاقل تنقص

  • سمير

    المفرقعات لا علاقة لها بالمولد النبوي فهي اتلاف للمال و للصحة