-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“كوفيد 19”.. هل هو مؤامرة ضد الدّين؟

“كوفيد 19”.. هل هو مؤامرة ضد الدّين؟
رويترز
صورة من صندوق الاستثمار المباشر الروسي لعينة من لقاح كوفيد-19 يوم 6 أوت 2020

هناك فرضية تقول إن وباء “كوفيد 19” هو بالدرجة الأولى مؤامرة ضد الدين بشكل عام والإسلام بشكل خاص. لم تتوقف شعيرة الحج منذ بزوغ فجر الإسلام إلا بسببها، ولم يتم تشتيت الصفوف المتراصة للمسلمين أثناء الصلاة إلا بسببها، ولم يتم تعليق صلاة التراويح إلا بسببها… إلخ، أي أنه تم تجميد ولأول مرة عبر التاريخ كل شكل من أشكال التدين التي تقوم على مبدأ الجماعة، عند المسلمين أو عند غيرهم. إلا أن المسلمين كانوا الأكثر تضررا؟ هل هي فرضية صحيحة؟ لنختبر ذلك:

كان عدد المسلمين في سنة 1800 (90 مليونا) حسب التقديرات الغربية (PewResearch Center، globalstats.net،The Future of World Religions… الخ)، مقابل 205 مليون للمسيحية و108 مليون للهندوس و9 ملايين لليهود… أي أن الديانة الإسلامية كانت تحتل المرتبة الثالثة عالميا، والرابعة إذا ما حسبنا أتباع ما يُعرَف بالطقوس الشعبية الذين كانوا في تلك الفترة يحتلون المرتبة الأولى بـ320 مليون… وجاءت التوقعات المستقبلية في السنوات الأخيرة تقول انطلاقا من عدد من المؤشرات فإن الإسلام سيُصبح الديانة الأولى في العالم بعد 50 سنة من الآن، أي في حدود سنة 2070 متفوقا على المسيحية لأول مرة في التاريخ،  بل وعلى جميع أشكال التدين الأخرى … في هذه السنة سيُصبح عدد المسلمين 3.42 مليار نسمة ويستمر في التصاعد بعد ذلك، أما عدد المسيحيين فسيستقر في حدود 3.4 مليارولن يزيد إلا ببطء، أما عدد اليهود فسيتناقص في هذه السنة ليصل إلى 8.17 مليونا فقط بعد أن يكون قد خسر أتباع الديانة اليهودية 310 ألف في حدود سنة 2050، (وهو رقم كبير مقارنة بالعدد الإجمالي لأتباع هذه الديانة نحو13.86 مليون  في 2010)…

وإذا ما اختبرنا مدى صدقية المؤشرات التي تم بناء التوقعات على أساسها فإننا سنميل إلى تأكيد هذه التوقعات:

ـ مؤشر انعدام تحول المسلمين نحو ديانات مقارنة بالديانات الأخرى (خسارة المسيحية لـ106 مليون في حدود سنة 2050 حسب PewResearch Center  وخسارة اليهودية كما سبق ذكره… توقع أن يفقد المسيحيون في فرنسا مثلا الأغلبية لأول مرة في تاريخ هذا البلد سنة 2050، حيث سيشكلون 43 بالمائة فقط من إجمالي عدد السكان مقارنة مع غير المتدينين 44 بالمائة والمسلمين 11 بالمائة).

ـ مؤشر ارتقاع نسبة الخصوبة عند المسلمين (3.1)لكل امرأة، وانخفاضها عند اليهود (2.3)، و(2.7 )بالمائة عند المسيحيين، كما أنها الأضعف عند غير المتديِّنين.

ـ مؤشر الجغرافية الاقتصادية المرتفع بالنسبة للمسلمين، حيث إن الطلب على اليد العاملة المسلمة يزداد في كافة القارات (الكفاءات، اليد العاملة الرخيصة، الهجرة غير الشرعية، المرافقة الاقتصادية “الحلال” كما يحدث في البرازيل مثلا…الخ، بما يعني انتشارا أوسع مقارنة مع اللائكية التي لن تبقى سائدة سوى في أوروبا (انظر دراسة europeanvaluesstudy.eu).

ـ مؤشر شباب المجتمعات المسلمة نحو 70 بالمائة.

ـ مؤشر بداية تحسن الأوضاع الاجتماعية والصحية في العالم الإسلامي مقارنة مع الحقب السابقة.

هذه المؤشرات وغيرها مما لا يسمح المجال هنا لتفصيله، تؤكد أن الديانة الإسلامية، ستخسر على الأقل أكثر من غيرها نتيجة الاحترازات الصحية المرافقة لـ “كوفيد 19″، سواء أكان ذلك مؤامرة أو نازلة من النوازل، وأنه على المسلمين التفكير بجد في أساليب مُبتكَرة للتكيف معها أو مع غيرها من الأوبئة القادمة، بما لا يضر دينهم ودنياهم، وقبل ذلك علينا جميعا التفكير بجد في كيفية تحويل التفوق الكمي المرتقب إلى تفوق نوعي مطلوب، لأنه وحده الذي سيمنَع وقوعنا في الغثائية ويُحبِط أي مؤامرة، إِنْ وُجِدت…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • nacer

    لم تتوقف شعيرة الحج منذ بزوغ فجر الإسلام إلا بسببها!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    tu es sur ou c est le populisme

  • أحمد / الجزائر

    بين المسيحية و الإسلام :
    - تراجعت المسيحية لأنها لم تعد دينا مطبقا و معترفا به لدى الشعوب التي كان أجدادهم مسيحيين. غلبت على أجيالهم منذ بداية القرن العشرين التخلي عن التدين في الأسر و المجتمعات وغلبتهم النزعة إلى الكفر بالدين و الإلحاد.كنائسهم خاوية، رابطتهم الأسرية مفككة ،زواجهم ظرفي ومصلحي, دينهم المادة،,,,,,,,,,
    - أما المسلمون فلا وزن عالمي لكثرتهم. تأثروا بالحياة الغربية المنحلة فتخلوا عن ما أحل لهم الله و أباحوا المحرمات الشرعية . مساجدهم عامرة و قلوبهم خاوية.
    ذلك علم الله وتلك إرادته ولا حول ولا قوة إلا بالله.

  • مجمود

    نشاطرك الرأي أستاذ قلالة في أن أعداء الإسلام لا يحصون، لكننا نطمئن حضرتك بأن رعاية هذا الدين هي مما تكفّل الله به، وقرره سبحانه في سابق علمه، وأوضحه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث هي نبوءات مستقبلية لا شك ولقعة.وكما قال عبد المطلب: إن للبيت ربّا يحميه.طبعا، أنا معك في مناداتك للعمل والاستعداد للمستقبل والتحضير القائم على الفكر والعقل والعلم.

  • البشير

    كوفيد 19مؤامرة ضد المسلمين وهو كان أكثر حدة لدى الشعوب الغير مسلمة؟راسك يحبس. مؤامرة ضد الدين بصفة عامة دون ادنى دليل.النجدة.

  • زياد

    القضية لها علاقة بتغيير التوجه الاقتصادي العالمي لان خطر الزحف الاسلامس ليس في العدد و الدليل هو تاثير الامريكان بهدا الفيروس اولا و اوروبا كدلك مقارنة بلمسلمين ادن هي نظرية تحويل الديون الالمريكية و مسحها لانها تمثل ثلث الدين العالمي و تكوين عملة جديدة لتكون سوقا عالمي جديد و تسويق اللقاح باسعار مرتفعة للبلدان المتخلفة و شراء الدمم و التبعية المطلقة لامريكا و كبح التغلغل الصيني في العالم.

  • نسومر الأوراس

    يبدو أن الكاتب لم يطلع جيدا عن التالايخ ، فالحج لبيت الله الحرام عُطل عبر العصور وهاهو التفصيل:
    - مجزرة القرامطة الذين تم نفيهم بعد ذلك لشمال افريقيا حيث قتلوا الألاف من الحجيج و سرقوا الحجر الأسود لمدة 22 سنة .
    - توقف الحج سنة 357 بسبب أنتشار وباء فتك بالكثير من الأشخاص.
    - كما توثق المصادر وقوع حروب حالت دون وصول الحجاج إلى مكة ما بين عام 654 و658 هجري، ما عدا أهالي الحجاز.
    - توقف الحج عام 1213 ه بسبب الحملة الفرنسية" القائمة آنذاك، والتي تسببت بانعدام الأمان على الطريق المؤدي إلى مكة.

  • الجوده في الأخلاق و الاستقامة

    قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت».

  • كمشة نحل خير من قفة ذبان

    العبرة بالنوعية و ليس بالعدد, فركزوا على التكوين و الانتاج النوعي في شتى المجالات و الميادين. ماشي الفايدة عندي قفة دينار الفايدة تقضي بيها ولا تبقى حاير مع روحك. ركزوا على النوعية مع البشر الحيوان الشجر الحجر العسكر ...

  • ماسي

    … وجاءت التوقعات المستقبلية في السنوات الأخيرة تقول انطلاقا من عدد من المؤشرات فإن الإسلام سيُصبح الديانة الأولى في العالم بعد 50 سنة من الآن، أي في حدود سنة 2070 متفوقا على المسيحية لأول مرة........ العبرة ليست في العدد فاسرائيل ذات 8 ملايين نسمة محاطة ب 1.5 مليار نسمة منهم 400 مليون عربي لكن تأثير كل هؤلاء في الأحداث والتوازنات أقل لعشرات المرات من تأثير اسرائيل الصغيرة في المنطقة والعالم برمته