-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كونوا شعبويين وانزلوا إلى الميدان!

كونوا شعبويين وانزلوا إلى الميدان!
ح.م

الخرجات الميدانية لوزير التجارة كمال رزيق وبغض النظر عن القراءات السلبية التي أعطيت لها من قبل البعض، فإنّها أعطت صورة مغايرة لشخصية “الوزير” التي تكرّست منذ عقود بأنها شخصية بروتوكولية تحيط بها هالة من الهيبة والقداسة، لدرجة أصبح من يتصرف بعفوية وينزل إلى الميدان يُتهم بالشّعبوية والرّياء والتّوظيف السّياسي لعمله الحكومي وغيرها من الأوصاف والاتهامات.

ليت كلّ الوزراء في حكومة “جرّاد” وعددهم 39 تصرفوا بشعبوية ونزلوا إلى الميدان في هذا الظّرف العصيب، ووقفوا على سير مؤسسات الدولة كأعضاء في الحكومة لا كمسؤولين في قطاعاتهم فقط، وحاولوا تقديم المساعدة في مناطق الظّل التي تحدّث عنها التّحقيق الشّهير الذي تابعوه بحضور رئيس الجمهورية، وبعضهم ذرف الدّموع عن المآسي التي تحدث في الجزائر في الظّروف العادية، فما بالك الظّرف الخطير الذي نعيشه هذه الأيام مع جائحة كورونا.

نفس الشّخص الذي يزدري خرجات وزير التّجارة في أسواق الخضر والفواكه على السّاعة الرّابعة صباحا، ينظر للوزراء في أوروبا الذين يتبضّعون بأنفسهم، ويتواجدون في مطاعم عادية أو يركبون وسائل النّقل الجماعية، أو يذهبون إلى مقرات عملهم على دراجات نارية، دون أن يتهموهم بالشّعبوية والتّوظيف السياسي، مع أنه يستحيل أن تغيب الحسابات السّياسية عن تحرّكات السّياسيين الغربيين!

لذلك؛ ينبغي التّوقف عن القراءات السّياسية لخرجات المسؤولين والتّركيز على الإنجازات التي يحققونها في قطاعاتهم، ولا أحد يُنكر الحيوية المسجّلة هذه الأيام في قطاع التّجارة عبر الولايات، حيث تعمل فرق المراقبة ليل نهار لمطاردة المحتكرين والمضاربين بالتنسيق مع مصالح الأمن، وقد تابعنا جميعا حجم المخالفات، بل الجرائم التي كان مسكوتا عنها قبل أن يستلم الوزير “رزيق” قطاع التّجارة.

لو تحرّكت كل القطاعات بالوتيرة التي تحرّك بها قطاع التّجارة، لدخلنا عهدا جديدا، خاصة بعد أن أظهر وباء كورونا أن الاعتماد على الخارج وتهميش القدرات الذاتية هو أكبر جريمة ترتكب في حق الشّعب والوطن، ذلك أنّ العصابة التي سيطرت على نظام الحكم خلال العشريتين الماضيتين رهنت البلاد للخارج، وجعلت الأمن الغذائي في أيدي لوبيات التّجارة الدولة، وهمّشت المقدرات الفلاحية الداخلية، وإذا فتح ملف استيراد الحبوب لاطّلع الجزائريون على تفاصيل مروعة عن الطريقة التي جمع بها المسؤولون الفاسدون ثروات طائلة من خلال استيراد وتوزيع مادة القمح الاستراتيجية.

وليس هذا فحسب، بل إن الجرائم المرتكبة في حق أمننا الغذائي متعددة ومتنوعة، فكم من مشروع فلاحي واحد تم إجهاضه وقبره في مرحلة التحضير لا لشيء إلا لأن صاحب المشروع أراد تحقيقه بعيدا عن الرّشاوى والهدايا القيّمة للمسؤولين؟ وكم من مستثمر أجنبي جاء إلى البلاد بمشاريع كبرى، لكنه اصطدم بحواجز الفساد والبيروقراطية والحسابات المرتبطة بالنفوذ الأجنبي وتحديدا الفرنسي في الجزائر؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • أمين جيجل

    أحيي وزير التجارة وكل مخلص في عمله، وأتمنى له التوفيق
    للأسف، لو عملها وزير ألماني أو فرنسي أو ... أو... لـلقى المديح والإشادة من الجميع،
    لماذا ننظر إلى كل شيء عندنا بسلبية بينما نشجع تفاهات الغرب وسخافاته؟؟

  • فاعل خير

    لماذا يا اخي لا تقولون حقيقة ان المواطن في عز أزمة كورونا والحجر الصحي لا يجد كيس سميد او كيس حليب ويترك المواطن للازدحام من اجل الحصول عليه الحقيقة نريد وزير يجلس في مكتبه مع خبراء ويجد حلول... لا ان يعين التاجر في حمل صندوق

  • ابونواس

    ...رب صدفة خير من ألف ميعاد....أو كماقيل.....فقد صدفت خطاب أو كلمة لرئيس حكومة غينيا..جاء فيها تحمل الدولة والحكومة الغينية كل المصاريف خلال ( من أفريل الى ديسمبر).وتحميلها للحكومة ..حيث قررت الحكومة مايلي....المياه والكهرباء والغاز مجاني..للجميع خلال هذه المدة......النقل في الحافلات والقطارات الحكومية مجاني خلال هذه الفترة.....الانترنت مجانية خلال هذه الفترة......غينيا الأفقر في افريقيا....يا حناني.......ونحن البلد البترولي والغازي نسدد الضرائب الواهية ...فمابالك بالكهرباء والغاز والماء والانترنت والنقل ......

  • نمام

    ما نخشاه الا ننتبه مما ضيعنا الا بعد فوات الاوان هذه الطوارئ قد تصبح طبيعية ومن الصعب تفكيكيها لان الثورة لا جل التغيير اجلت حريتنا كانت منقوصة و اليوم بحكم الوباءطوعا سلبت لان الخطر افدح الشوراع التي كانت مملوؤة افرغت والحجر لا ترى الا الامن لا لقاء لا تجمع الا افتراضا و الافتراض لا خصوصية فيه لا صوت يعلو على اعلام الدولة واهل الدين بفتاويهم و اهل الاعشاب بقنواتهم ظرف مناسب لاهل الاستبداد من ملوك و سلاطين العالم العربي فليعثوا فسادا بحكم الظرف و صعب ظهور ربيع عربي واسترداد ما ضاع من حريتنا المنقوصة ستعود مهزوما يا ولدي وما ضاع من تضحيات واعتقلات وربما ارواح ولم يظهر تغيير فلنعيد رسم المعركة

  • و احد فاهم اللعبة

    العبرة ليس بالنزول الى الميدان العبرة بالقدرة على التحكم وضبط الامور بدقة والاشراف والمتابعة
    بمصداقئة وحزم والكفاءة في التسيير فليس كل وزراء العالم يضلون اليوم بطوله يتجولون بين الدكاكين والاسواق الممتازة لتسير الامور وتوفير حاجيات اسواقهم بشكل سليم
    ما هذا الغباء

  • عبد الرحمن

    الوزير له كل الشكر و التقدير و الاحترام. ولكن لا شيء تغير في الواقع ، فالحليب المدعم لا أثر له و لا وجود له منذ شهرين وربما اكثر من ذلك ، أما السميد فصار أعز من مخّ الباعوظ منذ ظهور كورونا ، فلا وجود له أصلا . فهناك من المواطنين من غادروا بيوتهم ، للبحث عن المادتين (الحليب و السميد)، ليلا ونهارا ، ولكن بدون جدوى . فالمواطن يريد أن يشتري بماله ، ولا يريد صدقة من أحد . فالرجاء كل الرجاء كيف يمكن الحصول على هاتين المادتين ( الحليب و السميد)؟ وشكرا جزيلا.

  • mahi

    حين يتعلق الامر بنفس الصوره .في الغرب عن وزير يمشي وحيدا في الشارع .او يتبضع او ياتي باي عمل تاتي به العامه نقول عنه متواضع .اما عندنا فنقول عنه شعبوي ومدعي تواضع .الرجل فعلا منذ توليه نزل للميدان وخالط الناس البسطاء عن قرب .كان يكفيه العمل من مكتبه.ولا احد يلومه بوصفه مسؤولا او ما اعتدنا علبه من نظرة للمسؤول . ونفس ما قيل عن الرئيس التونسي قيس سعيد وهو يساعد في حمل علب المواد الغذائيه . لكن الشعب بفطرته يستطيع التفريق بين الشعبوي .والشخص الحقيقي الذي يتصرف بعفوية شخصيته.

  • محمد

    لما تكون الفعالية شاملة في ربوع الوطن لا يجب لأحد أن يهضم حق الوزير في إيجابيات خرجاته وذلك يختلف تماما عن الشعبوية التي عانينا منها منذ الاستقلال إذ تين أن من اتبعوا هذا الأسلوب في السياسة كانوا أكثر خداعا للمجتمع.من ذلك وقد اطلعنا على ما نهبه بعضهم من أموال الخزينة العمومية من كان أكثرهم شعبوية مثل سلال وخرجاته الكلامية.فعالية وزير مهما كان ميدانه لا تظهر إلا من خلال نشاط كل موظفي قطاعه.نحن نشد على نواه المعلنة لكن نفضل أن تقدم لنا إدارته يوميا معطيات رسمية عن كل بلدية من كل الولايات إذ أن ميدان التجارة يزخر بالعناصر الانتهازية والمحتكرة للبضائع الضرورية.صحيح أن بعض المسؤولين بينوا تقاعسهم

  • ابن الجبل

    كلام صادق ورأي سديد : أي لو أن كل مسؤول ينزل الى الميدان ،ليرى الواقع ،ويحتك بالمواطن البسيط ...كما نزل وزير التجارة ، لدخلنا عهدا جديدا ، ولحلت في بلادنا كثير من المشاكل ... فعمر ابن الخطاب "ر" ينزل بنفسه للأزقة ، ليرى وضعية رعيته ... ياليتنا نهجنا نهج السلف الصالح !.

  • كريم

    بكل صدق اقول للسيد رزيق بارك الله فيك والله يرحم والديك اديت واجبك كما يجب وكنت رجل ميدان وبعتباري موضف تحت وصاية وزارة التجارة اشهد على اخلاصك في العمل وجعل عجلة وزارة التجارة تدور خاصة مديريات التجارة التي بعثت فيها الروح بعد أن انحرفت عن دورها إلا أن الطريق مزال طويل امامك لتصفية القطاع من الفساد والمفسدين الذين حكموا الاقتصاد الوطني

  • الجزائر الجديدة

    السيد كمال رزيق معدن نفيس الله يفرحو في الدنيا و يوم يقوم الأشهاد نشاء الله كل قدم بحسنة لقد أسعدتنا مصالح التجارة و مصالح الأمن بالملاحقات الأخيرة للمضاربين و الدليل شرينا البطاطا ب 80 دج و بعد يومين أو ثلاثة و الله نفس المحل باعها ب 47 دج