-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كيف نحارب “الضعف اللغوي “… في جامعاتنا؟

حسن خليفة
  • 1172
  • 13
كيف نحارب “الضعف اللغوي “… في جامعاتنا؟
ح.م

كثيرا ما تساءلنا ـ جميعا ـ حول الإشكال القائم المتمثل في ضعف المستوى لدى نخبتنا الجامعية بصفة خاصة، ولدى لفيف من الباحثين والإعلاميين والكُتاب وسواهم من المثقفين، وإنما أتحدث عن نوع خاص من الضعف وهو الضعف اللغوي بكل معانيه؛ حيث يظهر في شكل أخطاء مفجعة في ورقات الإجابات لدى الطلبة والطالبات، وسوء تعبير وعجزا في التركيب، كما يبدو أخطاء قاتلة لدى بعض الباحثين والأساتذة الذين وصلَ الأمر ببعضهم إلى التدريس بالدارجة في المدرّجات والأقسام، بما في ذلك بعض كليات الآداب واللغة العربية !!.

وأما بالنسبة للمتحدثين من السياسيين والإعلاميين وسواهم ومن في حكمهم فالبعض منه نراه يوميا في أسلوب الكلام وطريقة التعبير التي لا تكاد تُبين عن مقصده وتبلّغُ ما يريد إيصاله إلى الناس وهو يتحدث في بلاطو ربما يتابعه ملايين، سواء تعلق الأمر بالشأن السياسي أو بشؤون الحياة الأخرى كالاقتصاد والاجتماع والرياضة إلخ.

إنها ظاهرة لا تخطئها العينُ… وهي إشكال من الإشكالات التي نحتاج إلى تحليلها ومن ثمّ تجاوزها وصولا إلى القوّة في التعبير الذي لا يمكن أن يستقيم إلا إذا تساوق الشكل مع المضمون.

لكن دعنا نخصص هذه السطور للحديث عن مشكلة الضعف اللغوي وشيوع الأخطاء اللغوية: إملائية خاصة، ونحوية وصرفية وتركيبة بعد ذلك ..

السؤال هل من سبيل إلى معالجة هذه الظاهرة التي تشي بدلالات سيئة، وتصنع غيوما قاتمة في سماء نظامنا الأكاديمي الذي ينبغي أن نحرص على صفائه ونقاوته بكل ما أوتينا.

ثمة مقترحات عملية أرجو أن نناقشها ونجعلها محورا من محاور تطوير منظومتنا التعليمية، وفيها بعض ما تم تجريبه في أرض الواقع.

نقرُّ جميعا أن هناك غلبة في ضعف التعبير اللغوي لدى طلابنا وكثرة أخطائهم. يظهر ذلك في إجاباتهم في الامتحانات، ويظهر أكثر في أبحاثهم التي يُكلفون بها، كما يمكن تبيّنُه بوضوح أيضا في مذكرات التخرّج ..

• المقترح العمَلي الذي جُرب بالفعل: تتبّع تلك الأخطاء، خطأ خطأ، وتصنيفها (إملائي، نحوي، صرفي، تركيبي، إلخ) ثم كتابتها وطبعها وتوزيعها على الطلاب بعد الامتحان ضمن سياق معاينة الإجابات النموذجية. إنه أمر يحتاج إلى جهد وفيه بعض المشقة، ولكنه عملي وفعّال في تعريف الطلبة بأخطائهم والتأكيد على عدم تكرارها مستقبلا. تصوّر كم من طالب وطالبة في كل قسم وكلية سيتعرّف بشكل منهجي على أخطائه في الكتابة. وكيف يمكن أن يستفيد من ذلك؟

• تحليل تلك الأخطاء لمعرفة مصادرها وأسبابها. وسيكتشف الأساتذة، في كل التخصصات أمورا مفيدة وطريفة ولافتة.

• إيجاد طريقة في التقييم ذات صلة بتعزيز السلامة اللغوية وتتمثل في إلزام الطلبة بالقراءة (والقراءة هي السبب الأول في تجنّب الأخطاء الإملائية: كتاب، رواية، مسرحية إلخ)

• ابتكار طرائق لتصويب الأخطاء اللغوية في جامعاتنا ومؤسساتنا بالتركيز على محاربة هذا الضعف المشين.

• إطلاق ورشات تكوينية في مجال “مهارات الكتابة”.. لتعويد الطلبة على الكتابة السليمة.
… وللحديث بقية

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • شخص

    يجب رد الاعتبار للمدارس القرآنية و الرسوم المتحركة الهادفة و البرامج التثقيفية و المسابقات العلمية. كل هذه الأمور تم القضاء عليها بشكل ممنهج من طرف (الأقلية الساحقة) التي لا تريد للغة القرآن أن تزدهر.

  • سعودي ب

    مشكل الضعف اللغوي مشكل أساسي و جوهري في العملية التعليمية خاصة الطور الجامعي حيث يتحول التلاميذ اى طلبة و تتحول لغة الدراسة من اللغة الأم الى اللغات الأجنبية و هذا تحول كبير لم يتم مراعاة عواقبه للأسف حيث يؤثر تأثيرا بينا و كبيرا في التحصيل العلمي للطلبة. و هذا ما أدى للأسف لضعف التحصيل و بالتالي ضعف المستوى العلمي عموما فعلى الحكومات و صناع القرار مراعاة هذه الإشكالية و السعي إلى تطوير المناهج التعليمية بما يخدم طالب العلم في تحصيله و الله الموفق...

  • س ب

    مشكل الضعف اللغوي مشكل أساسي و جوهري في العملية التعليمية خاصة الطور الجامعي حيث يتحول التلاميذ اى طلبة و تتحول لغة الدراسة من اللغة الأم الى اللغات الأجنبية و هذا تحول كبير لم يتم مراعاة عواقبه للأسف حيث يؤثر تأثيرا بينا و كبيرا في التحصيل العلمي للطلبة. و هذا ما أدى للأسف لضعف التحصيل و بالتالي ضعف المستوى العلمي عموما فعلى الحكومات و صناع القرار مراعاة هذه الإشكالية و السعي إلى تطوير المناهج التعليمية بما يخدم طالب العلم في تحصيله و الله الموفق...

  • الاصمعي

    وكيف يستطيع الكاتب أن
    يؤلِّف رواية، وهو في كل خطوة يعثر بمسميات لا أسماء لها؟ ولذلك يهرب كثير من
    الأدباء من التعبير الخاص إلى التعبير العامواختم بقول المتنبي
    وترى الفضيلة لا ترد فضيلة
    الشمس تشرق والسحاب كنهورا !
    هل يعلم القارئ الكريم ماذا تعني كلمة ( كنهورا ) انا عن نفسي أجدها كلمة ثقيلة على اللفظ وكريهة على السمع

  • فتح الله

    اصل المشكل هو المدرسة الجزايرية التي فشلت منذ الاستقلال في تعليم كل اللغات دون استثناء.
    و قد زاد الامر حدة مع تطبيق طرق بيداغوجية لا تلائم الطفل مطلقا(مثل طريقة بافلوف) مع بداية الثمانينات، ليزيد الامر سوءا مع اخر الوزراء في القائمة ( بن بوزيد و خاصة بن غبريط) حيث اصبحت المدرسة الجزايرية حقل تجارب لكل الطرق الفاشلة المقترحة من اشباه خبراء اجانب.
    و النتيجة اليوم، طلبة حاصلون على الليسانس و اكثر، لا يجيدون كتابة جملة مفيدة!

  • الاصمعي

    والعصر الآن أميل إلى السرعة
    و ألفاظ تُخلَق خلقًا، تلك الألفاظ التي تساير المدنية الحديثة بكل ما اخترعت من )
    أدوات وصناعات، وما ابتكرت من فن وعلم ومعاني وآراء، واللغة العربية اليوم قاصرة
    كل القصور في هذا الباب؛ فليس لدينا ألفاظ لكثير مما اختُرع وابتُكر، وهذه مشكلة
    المشاكل اليوم وقبل اليوم، تَجادَل العالم العربي فيها طويلًا ولمَّا يستقر على حال.
    المشاكل اليوم وقبل اليوم، تَجادَل العالم العربي فيها طويلًا ولمَّا يستقر على حال.
    وكان لقصور الألفاظ أثر كبير في ضعف الأدب؛ فكيف يستطيع الأديب أن يصف
    حُجرة وكل ما فيها من أثاث ليس له ألفاظ تدل عليه؟

  • محمد

    مما يحتم على المربين صقل تعبيرهم وتحضير وسائل تعليمهم. المدرسة مؤسسة تختلف عن الشارع فيما يخص مستوى لغته ومضمون نشاطاتها يعبر عن قدر اهتماماتها الحضارية الراقية.نطلع على ذلك الاهتمام الأساسي في تعليم النشء فيما رسخته توصيات الأدباء الإغريق والرومان الذين وصوا الأولياء على اختيار المربيات لأبنائهم حتى يسلم تعبيرهم من كل الشوائب ولتدل فصاحتهم على الرقي الفكري والسلوكي لكل مواطن جدير بانتمائه إلى أمته ودولته.والمدرسة تجد نفسها في مستوى أرقى من الوسط العائلي فما بالك بالمعاهد والثانويات.أما الجامعة فلا مجال للحديث عنها لا خلقيا ولا سلوكيا ولا حتى علميا في بلدنا.

  • الأصمعي

    كيف نحارب الضعف اللغوي ? الجواب بكل بساطة لا نستطيع
    لذلك أصبحت في معاجم لغتنا ألفاظ كثيرة ليس لها قيمة إلا أنها أثرية، تُحفَظ
    فيها كما تُحفَظ التحف في دار الآثار.
    ويستحسن اختيار الألفاظ التي تناسب العصر ويرضاها ذوق الجيل الحاضر؛ لأن لكل )
    أمة في كل عصر ذوقًا خاصٍّا بها،عليه من شعر أو نثر.
    ومن أجل هذا أيضًا ترى الفرق واضحًا بين لغة الأدباء الآن وبين لغتهم قديما
    وتجد الفرق واضحًا بين لغة الجرائد المصرية اليوم وبين لغة الجرائد السورية
    والعراقية، وإن كانت كلها تصدر باللغة العربية، وتشترك في العناصرالأساسية.

  • محمد

    تبعث في نفس التلميذ البهجة والسرور.من هنا تنطلق عملية تحفيظ النصوص الجميلة أدبيا وفكريا.وهي عمدة ثقافة مترسخة في أذهان الطلبة يبنون عليها تعابيرهم الشخصية المتنوعة.وما نصوص القراءة إلا اقتباس من الكلام الأدبي الذي من شأنه إحياء الروح الجمالية الكامنة في كل إنسان يعيش في أي مجتمع.اختفاء حصص المحفوظات ومراقبة المكتسبات سببه تجنب المعلمين إلزام طلابهم بذل الجهد الضروري لكل عملية تعليمية.إن تعليم أية لغة لا ينحصر في مادة معينة لذلك كم سمعنا من أساتذتنا للمواد العلمية أنهم قبل كل شيء معلمو اللغة.فالمفردات التي يستعملها الطالب هي جزء من رصيده اللغوي لذلك تتعدد فرص اكتساب اللغة مما يحتم على المربين,,

  • محمد

    المهارة اللغوية تنطلق من التعبير الشفوي الطبيعي منذ ولادة كل إنسان ثم تتحسن قبل أن تصل إلى لغة مكتوبة سليمة من كل الأخطاء الشكلية والتركيبية بالمدرسة الابتدائية.بعد ذلك تتكفل المرحلة المتوسطة بترسيخ الفنون النحوية والبلاغية.أما الثانوي فيركز على توسيع مجال التفكير السليم واكتساب مصادر الثقافة الأدبية والفلسفية.للوصول إلى هذا المستوى يجب تمكين المتعلم الواثق بنفسه من التعبير الطليق المبني على سماع الكلام الواضح السليم المعتمد على الملاحظة.ركيزة المدرسة هي ذلك المعلم القدير على استعمال لغة راقية جميلة تبعث في الصبي الدهشة اللازمة الجاذبة للانتباه المحفزة على ترديد صيغ نموذجية تبعث في نفس ,,,,

  • أيوب

    أي الجامعات تخرج منها سلال...؟...أكيد الجامعة الليلية..

  • الدعوة في مساجدنا

    كان اخي غزالي يدعوني الى الصلاة في كل يوم جمعة وقت الظهيرة فاقبل. بالذهاب معه. لكن في صفوف النساء وعند بداية. الخطبة. يستهل الكلام بالصلاة وازكى التسليم. على سيد خلق. والمرسلين. محمد صلى الله عليه وسلم اما بعد
    لقد جاء الشباب. اليوم مفعمين. مهللين. بالفرح. وكأن الفتح والنصر. بدى بزوغ فجره. في ظلمة. المظالم التي يعيشها هؤلاء الشباب اذا بنا نرى المساجد. تعزو. من خيرتهم. والملاعب ما يعمرها. الا. جلهم فقلت اما آن لنا ان نربي ...!؟ا . نزيد الطينة بلة ونسوق باعلاظنا وجرائدنا ما يؤجج. تهورهم

  • أستاذ متقاعد

    كيف نحارب “الضعف اللغوي “… في جامعاتنا؟
    أولا : لا يمكن محاربة الضعف اللغوي أو أي ضعف اخر في جامعاتنا ان لم نحاربه منذ الطور الأول للمرحلة التعليمية أي الابتدائي ثم المتوسط وبعده الثانوي وهكذا سوف يبلغ طلبتنا الجامعات وهم مدركين بقواعد اللغة مما يجعلهم يتقونها كتابة ونطقا
    ثانيا : اللغة في القرن 21 لها علاقة وطيدة مع العولمة والتكنولوجيات الحديثة وبالتالي فاللغة التي لا تنتج ولا تنافس ولا توفر للمتعلم مستقبل زاهر ومنصب شغل محترم... لا يمكن للمتعلم أن يثابر من أجلها وأن يجتهد لاتقانها لأنه يعلم مسبقا أنها لغة سوف لن يحتاج اليها في دراساته العليا وحياته العملية