-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
منهم باشين وبايلاش وبونعاس والعالمي سقراطيس

لاعبون وأطباء يتذكرهم العالم مع عاصفة فيروس كورونا

الشروق الرياضي
  • 1195
  • 0
لاعبون وأطباء يتذكرهم العالم مع عاصفة فيروس كورونا
منير.إ

في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها العالم، نسي الجميع كرة القدم وسحرها وعبقرية نجومها، وصار الاهتمام منصبا على مهنة واحدة، وهي الطب ومشتقاته. وفي تحية التصفيق التي ابتكرها الإنجليز وشاركت فيها ملكة بريطانيا والأمير تشارلز كتحية للطواقم الطبية وشاركت كل الأندية فيها ومنها عناصر ليفربول الذين قدموا تحية خاصة للأطباء الإنجليز الذين عرّضوا أنفسهم للخطر من أجل حياة الآخرين، شوهد اللاعب السابق لمانشستر يونايتد وريال مدريد دافيد بيكام وهو مع عائلته في جوّ من التصفيق تحية للأطباء.

كما شوهد نجم ليستر سيتي رفقة زوجته وهو يقوم بتحية قلبية حارة لأصحاب المآزر البيضاء، وفي العاصمة الإسبانية سواء بالنسبة لريال مدريد أو أتليتيكو مدريد كانت تحية الأطباء خاصة جدا، وعلم الجميع بأن اللاعبين مهما بلغت شهرتهم والأموال التي يتحصلون عليها، إلا أنهم يبقون دون ما يقدمه الأطباء للإنسانية خاصة في هذه الحرب الطاحنة مع فيروس كورونا.

ويعتبر الطب من أبعد المهن عن لاعبي الكرة، وعدد اللاعبين الذين امتهنوا الطب أو مارسوه موازاة مع ممارستهم للعبة الشعبية قليل جدا، سواء على المستوى العالمي أو المستوى المحلي الجزائري، ويبقى أشهر لاعب كان طبيبا في تاريخ اللعبة هو النجم البرازيلي الراحل سوقراطيس، وهو واحد من أساطير الكرة البرازيلية الذي لم يتوج بكأس العالم، ولكنه ترك بصمته بلعبه الاستعراضي بالعقب في كأسي العالم سنتي 1982 و1986، كما لعب لنادي فيورنتينا الإيطالي، وكان واضحا بأن النجم الكبير، لا تهمه الألقاب الكروية، حيث ضيع ضربة جزاء في الدور ربع النهائي من مونديال 1986 أمام فرنسا، وخرج وأخرج البرازيل الرائعة من المونديال، وعندما اعتزل الكرة فتح عيادة وعاش للأطفال طبيبا وفيلسوفا ومفكرا، إلى أن وافته المنية، وبقي في الذاكرة باسمه المشتق من اسم أحد فلاسفة اليونان ومهنته الإنسانية الشريفة، وفنياته الكروية الساحرة. ويبقى من أشهر اللاعبين المدربين الذين نالوا كأس العالم وامتهنوا الطب، المدرب الأرجنتيني كارلوس بيلاردو، الذي كان يكنّ له دييغو مارادونا الاحترام الكامل، فكان قائدا للفريق الفائز بكأس العالم في المكسيك 1986، كما وصل بالأرجنتين إلى نهائي مونديال 1990 وخسره بهدف نظيف أمام ألمانيا في العاصمة الإيطالية روما، ورغم أن علاقة مارادونا مع المدربين لم تكن جيدة دائما إلا أنها مع الدكتور بيلاردو كانت سمنا على عسل، خاصة أن المدرب تمكن بحكمته من جعل مارادونا يشعر بالمسؤولية عندما منحه القيادة وأفهمه بأن التتويج بكأس العالم سيجعله خالدا في الذاكرة.

في الجزائر عدد النجوم الذين مارسوا الطب يعدّ على أصابع اليد، ويبقى أشهرهم على الإطلاق زبير باشي قائد مولودية العاصمة لأول وآخر لقب إفريقي في سنة 1976، ومازال باشي يخطف احترام الجميع ويراه آخرون الأمثل لرئاسة النادي الباحث عن الألقاب الكبيرة، منذ أن اعتزل باشي اللعب رفقة الكثير من زملائه ومنهم باشطة والمرحوم درواي وزنير وآيت موهوب وزمور وعمروس وكاوة، وفي منتصف سبعينات القرن الماضي بزغ نجم لاعب مهاجم في شبيبة القبائل يدعى مقران بايلاش، بعد أن صار على كل لسان، فاجأ هذا اللاعب الذي تزامن تألقه مع الجيل الذهبي للشبيبة، بالاعتزال من عالم الكرة، وقيل حينها بأن اللاعب النجم، فضّل مهنة الطب التي انتسب لها كطالب جامعي في العاصمة، على لعب كرة القدم، وتأسف عشرات الآلاف من مناصري الشبيبة ومنتخب الجزائر ولكنهم علموا بعد ذلك بنبل مهنة الطب وإنسانيتها، كما فاز لاعب الموك نورالدين بونعاس بلقب الدوري الجزائري مع مولودية قسنطينة في سنة 1991 وكان حينها طالبا في السنة الرابعة بمعهد العلوم الطبية بقسنطينة وكان قبلها قد أحرز مع الخضر لقب أمم إفريقيا 1990 مع المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي.

في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها العالم، نسي الجميع اللون الأحمر لليفربول والأزرق والأحمر لبرشلونة والأبيض لريال مدريد والسماوي لمانشستر سيتي والمزركش بالسواد لجوفنتوس، ولم يبق سوى لون المئزر الأبيض الذي يقود التضحية الكبرى في سبيل حياة الناس ومنهم لاعبو الكرة الذين قرّوا جميعا في بيوتهم وبقي الطبيب وحده يخوض الحرب العالمية الثالثة التي حيّرت العالم وأوقفت كل النشاطات وتساوى الجميع، وارتفعت قيمة الأطباء في زمن لم تنفع فيها الجيوش ولا الفنانون ولا الساسة ولا لاعبو الكرة، وبقي الأطباء وحدهم يخوضون المعركة الكبرى.
ب.ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!