-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" تسرد حكايات ومواقف اللاعبين الجزائريين مع رمضان

لاعبو “الخضر” أفطروا في إسبانيا والمكسيك لكنهم صاموا وأبدعوا في البرازيل

صالح سعودي
  • 1110
  • 0
لاعبو “الخضر” أفطروا في إسبانيا والمكسيك لكنهم صاموا وأبدعوا في البرازيل
أرشيف

كشف العديد من اللاعبين عن مواقف وحكايات مختلفة مع شهر رمضان الكريم، بخصوص مسألة إلزامية الصيام في الحالات العادية، ومدى لجوئهم إلى الفتاوى الشرعية التي تجيز لهم الإفطار خاصة أثناء اللقاءات الحاسمة والمصيرية، وهي الفتاوى المبنية أساسا على ثنائية السفر والقدرة على الصوم.

ارتبطت مسيرة المنتخب الوطني في بعض المنافسات الكروية بعديد الأحداث والذكريات مع شهر رمضان الصيام، من ذلك مباراة ألمانيا في الدور الثاني لمونديال 2014 بالبرازيل، ما جعل الكثير يستفسر عن مواقف دوليينا حول مدى صيامها من عدمه، وقد كشف قائد “الخضر” بوقرة قبل تلك المباراة أن زملاءه قرروا الصيام بصرف النظر الظروف التي ستميز مجريات التسعين دقيقة، ويظهر أن الصيام كان له اثر ايجابي على مردود عناصر “الخضر” التي تألقت وأبدعت باعتراف الألمان أنفسهم، بدليل أن النتيجة النهائية لم يحسم فيها إلا بعد اللجوء إلى الشوطين الإضافيين.

“الخضر” أدهشوا الجرمان في رمضان وحيمودي صنع الحدث

لا تزال الجماهير الجزائرية تتذكر موقف زملاء فيغولي أمام المنتخب الألماني سنة 2014، حيث جرت في المباراة في أولى أيام شهر رمضان، ورغم الفتوى المقدمة لأبناء خاليلوزيتش، إلا أن أغلب الأسماء فضلت الصوم وقدمت مردودا جيدا وأرغموا الجرمان على لعب الشوطين الإضافيين، مثل مبولحي وسليماني وبلكالام وحليش وغولام وجابو وبراهيمي وغيرهم، والتقطت الكاميرات تناول مبولحي وبعض زملائه لحبات من التمر وكمية من الماء موازاة مع حلول موعد الإفطار، كما صنع الحكم حيمودي الحدث في ذات المونديال، خلال إدارته لمباراة الدور ثمن النهائي بين المنتخبين البلجيكي والأمريكي، حيث كان توقيت الإفطار في حدود الدقيقة الـ20 من زمن المباراة، ما جعله يستغل سقوط اللاعب الأمريكي جونسون بسبب إصابة، فطلب حيمودي من الطاقم الطبي للمنتخب الأمريكي قارورة ماء للشرب وتكسير الصيام، ليواصل المهمة بصورة عادية رفقة مساعديه إيتشعلي والمغربي عشيق اللذان فضلا أيضا خيار الصوم.

نجوم الثمانينيات “أفطروا” في مونديالي إسبانيا والمكسيك

في المقابل، اعترف نجوم المنتخب الوطني في فترة الثمانينيات بأنهم أفطروا في مونديالي اسبانيا 82 والمكسيك 86، حيث كشف الدولي السابق لخضر بلومي أنه أفطر 8 أيام رفقة أغلب زملائه، وفق فتوى الشيخين محمد الغزالي وأحمد حماني رحمهما الله، قبل أن يعيد قضاءها مباشرة بعد العودة إلى الجزائر، وقال بلومي إنه لم يندم على هذا الإفطار مبررا ذلك بصعوبة المهمة وشرعية الفعل، أما الحارس دريد فيقول في هذا الجانب:”استشرنا الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، وأعطى لنا فتوى تبيح لنا الإفطار، حيث قال لنا بصريح العبارة:”أنتم وكأنكم في حرب أمام عدو كافر، ويمكنكم أن تأكلوا دون مشكل”، ما جعلنا نتنقل إلى المكسيك بتلك النية، ولا تنسى أننا لعبنا في أجواء صعبة، بسبب الحرارة والرطوبة العالية، إضافة إلى الأجواء الرمضانية، كما أن المباراة المذكورة برمجت في منتصف النهار”.

قصة اللاعبين مع الصوم في أدغال إفريقيا

وبخصوص محطات منتخبنا وبعض الأندية في أدغال إفريقيا، فقد نفى الدولي الأسبق طارق لعزيزي أن يكون قد أرغم على الإفطار سواء مع المنتخب الوطني (رغم فتوى الشيخ حماني بمناسبة “كان 96”) أو مع مولودية الجزائر، وكذا خلال تجربته الاحترافية مع نادي الملعب التونسي، مؤكدا أنه يفضل الصوم بصرف النظر عن مشقة الإرهاق، كما نفى الدولي الأسبق سليم عريبي أن يكون قد أرغم على الإفطار، وأكد أنه لعب مباريات رمضانية في ظروف استثنائية سواء على صعيد البطولة، حين كانت تبرمج المباريات على الساعة الواحدة في أجواء مناخية قاسية، أو خلال بعض خرجاته الإفريقية مع اتحاد الجزائر، مثلما حدث أمام نادي إنيمبا النيجيري، لحساب نصف نهائي رابطة أبطال إفريقيا، أما الدولي الأسبق كريم غازي فقد كشف عن موقف صارم، حين رفض مقترح رئيس الترجي التونسي سليم شيبوب الذي طلب منه الإفطار عام 2004، ما جعله يفضل إنهاء مشواره الاحترافي بدلا من انتهاك حرمة الشهر دون مبرر واضح، أما الحارس الدولي الأسبق عنتر عصماني فاعترف أنه أفطر في يوم واحد من هذا الشهر الكريم، وذلك في دورة أجراها المنتخب للأواسط سنة 1979، فيما صرح المهاجم الأسبق مصطفى بوكار، أنه أفطر لمدة 10 أيام، حين شارك مع المنتخب الوطني للأواسط في تربص بفرنسا عام 1985، مرجعا ذلك إلى عدم تحمله مشقة التدريبات التي كانت تجري بمعدل 3 حصص يوميا.

عصاد وجابو وزيدان دخلوا تاريخ المونديال في شهر الصيام

تحتفظ الجماهير الجزائرية بمباريات تاريخية في أجواء رمضانية، ففي نهائيات كأس العالم عرف كل من عصاد وزيدان وجابو دخول تاريخ المونديال من بوابة شهر رمضان، فاللاعب عصاد سجل ثنائية في مرمى الشيلي خلال مونديال 82 بإسبانيا، وفي مونديال مكسيكو عرف اللاعب جمال زيدان كيف يعادل النتيجة في لقاء الافتتاح أمام ايرلندا بمخالفة أرضية، وفي مونديال 2014 بالبرازيل، كان للاعب جابو شرف توقيع هدف في مرمى بطل العالم منتخب ألمانيا في أمسية رمضانية، وقلص النتيجة (2-1) موازاة مع إرغام الجرمان على تنشيط الشوطين الإضافيين.

في المقابل، شهد رمضان 2003 ملحمة كروية صنعها شبان “الخضر” بتلمسان أمام نجوم غانا بقيادة أبيدي بيلي، للمرور إلى الدور الثاني من تصفيات مونديال 94، حيث قلب البديل براهيمي الموازين بهدفين حاسمين في المرحلة الثانية محولا الخسارة إلى فوز تاريخي بتشكيلة محلية شابة تضم عاصيمي ودحلب ودزيري وتاسفاوت وبلعطوي وخريس ولعزيزي وغيرهم.

اكتشاف زياني كان في رمضان

عرف رمضان 2001 اكتشاف اللاعب زياني خلال اللقاء الودي لـ”الخضر” أمام نادي تروا الفرنسي تحضيرا لنهائيات “كان 2002″، وانتهى اللقاء بفوز “الخضر” بـ(2ـ1) سجلهما أكرور، حيث أقحم زياني بديلا في تشكيلة تروا، وأبهر جمهور ملعب 5 جويلية الذي اكتشف إمكاناته عن قرب، وفي رمضان 2003 سحق “الخضر” منتخب النيجر بسداسية نظيفة في إطار تصفيات مونديال 2006، وفي رمضان 2008 لم يكن أمام أبناء سعدان سوى الفوز أمام السنغال بملعب تشاكر لمواصلة مسيرة تصفيات مونديال 2010، وعرفت البداية ارتباكا مكن الزوار من افتتاح النتيجة، فيما عادل “الخضر” النتيجة بعد ربع ساعة من المرحلة الثانية بفضل بزاز، ومنح صايفي هدف السبق عشر دقائق بعد ذلك، قبل أن يعزّز عنتر يحيى النتيجة بهدف ثالث حسم به نتيجة المباراة، وفي رمضان 2009 حقق “الخضر” فوزا ثمينا أمام زامبيا بفضل هدف مطمور، وهو الفوز الذي عزز حظوظ “الخضر” في تعبيد المسار نحو مونديال جنوب إفريقيا.

غازي وتاسفاوت وصايفي تألقوا في أوروبا رغم الصيام

أعطى اللاعب الجزائري دروسا عديدة في مراعاة حرمة رمضان، من خلال مواقف العديد من اللاعبين الذين خاضوا تجارب احترافية في أوروبا، على غرار غازي وتاسفاوت وصايفي وغيرهم، فقد كان تاسفاوت يصوم خفية عن مدربه غي رو حين كان بألوان أوكسير الفرنسي، فيما كان يشترط زياني الصوم طيلة الشهر الكريم، والكلام ينطبق على اللاعب صايفي باعتراف المدرب الوطني الأسبق غوركوف الذي أشرف عليه في نادي لوريون، فيما اعترف اللاعب الأسبق فريد غازي بحجم الصعوبات والخلافات التي واجهها مع المدرب آلان بيران بسبب رمضان حين كان ينشط مع نادي تروا الفرنسي، والمشكل نفسه حدث لكريم غازي مع الترجي التونسي. وكان الفرنسي غي رو، مدرب أوكسير سابقا، قد لجأ إلى إمام مسجد باريس للحسم في وضعية صايفي وتاسفاوت، حيث أخذ رخصة تبيح لهما عدم الصوم في المباريات الرسمية على الخصوص.

دوليون سابقون يتحدثون عن ذكرياتهم الرمضانية
كريم غازي: خسرت مشواري في تونس حتى لا أخسر ديني

لم ينس الدولي الأسبق كريم غازي الضغوط الممارس عليه من قبل رئيس الترجي التونسي عام 2004 الذي طلب منه ألا يصوم، ما جعله يرفض ذلك جملة وتفصيلا، حث يقول في هذا الجانب:”أتذكر ما حدث لي عام 2004، حين خضت تجربة احترافية مع الترجي التونسي، حيث وقعت لي عدة مشاكل لا علاقة لها بالجانب الفني بقدر ما هي مرتبطة بحرمة شهر رمضان. طلبوا مني عدم الصوم، بحجة أن ذلك سينعكس سلبا على مردودي الفني والبدني، وأكدوا لي أن الفريق تنتظره تحديات كبيرة على الصعيد المحلي والقاري، وهو ما يتطلب عدم الصوم”، قبل أن يضيف:”بطبيعة الحال رفضت وتمسكت بديني، لأنه رأسمالي الحقيقي..رئيس الترجي آنذاك سليم شيبوب قال لي عليك ألا تصوم حتى لا تخلق لنا مشاكل مع بقية اللاعبين”، وتابع:”نحن الجزائريون تربينا على احترام مقاصد الشريعة وعدم الاستهانة بأركان الإسلام، وهو الأمر الذي جعلني أفضل أن أخسر مشواري الاحترافي حتى لا اخسر ديني، والدليل على ذلك أن الله لم يوفقنا في إحراز كأس رابطة إفريقيا بعدما أقصينا في الدور نصف النهائي، ربما بسبب مثل هذه التصرفات المسيئة لديننا ولحرمة الشهر الكريم”.

سليم عريبي: عذبونا بلعب مباريات البطولة ظهرا في رمضان

يؤكد الدولي الأسبق سليم عريبي أن النقطة السلبية التي لن ينساها هي برمجة مباريات البطولة على الواحدة زوالا مطلع التسعينيات، ما يرهق اللاعبين تحت تأثير الصيام والحرارة الشديدة، مشيرا إلى تأثير ذلك في إقصائهم أمام نادي اينيمبا في نصف نهائي رابطة أبطال إفريقيا، ونوه في الوقت نفسه برد الفعل الايجابي العديد من اللاعبين والمدربين الأجانب الذين كانوا يحترمون حسب قوله حرمة الشهر الكريم.

ويقول عريبي:”هناك ذكريات جميلة لا يمكن حصرها، لكن الذكرى السيئة التي تبقى عالقة في ذهني، هي برمجة مباريات البطولة على الساعة الواحدة في التسعينيات، صراحة عذبونا بمثل هذا القرار، خصوصا أننا نغادر الملعب على الساعة الثالثة، فيما موعد آذان الإفطار يكون في حدود الساعة السابعة. أغلب المباريات التي لعبتها مع المنتخب الوطني كانت تلعب ليلا، وهو الأمر الذي لا يطرح أي إشكال، لأن اللاعبين يكونون قد استرجعوا إمكاناتهم بعد تناول وجبة الإفطار، أما مع اتحاد العاصمة فقد عاينا في المنافسات القارية، حدث أن عانيا الكثير خلال مباراة نصف النهائي أمام نادي إينيمبا النيجيري، بملعب هذا الأخير، حيث تنقلنا ونحن صائمين، ما جعلنا نواجه متاعب بالجملة، وانهزمنا بنتيجة 2-1، ما حال دون تأهلنا إلى الدور النهائي”.

الدولي العراقي الأسبق سعد قيس
سكان الأوراس غمروني بكرمهم في رمضان

يكشف النجم العراقي الأسبق سعد قيس عن عديد الذكريات الرمضانية، التي لا تزال عالقة في ذهنه خلال التجربة الاحترافية في الجزائر بألوان فريق شباب باتنة منتصف التسعينيات، وقال إن سكان الأوراس غمروه بكرمهم طيلة شهر الصيام حتى انه لا يزال يتذكر العديد من الأكلات التي استهوته، حيث يقول سعد قيس: “كان لي شرف قضاء شهر رمضان في الجزائر، وذلك عام 1995 إن لم تخن الذاكرة، كانت الأجواء رائعة روعة سكان الأوراس والجزائر بشكل عام، حيث لازلت أتذكر دعوات الأهالي لنا للفطور، لقد غمرونا بكرمهم لمدة تجاوزت العشرين يوما، وهو ما يعكس تمتعهم بكرم الضيافة وسمو الأخلاق”، مضيفا:”بكل صراحة كان شهرا رائعا ومميزا في الجزائر، وربما هي نفس الأجواء السائدة في بلدي العراق، حيث يدعوا الناس جيرانهم وأصحابهم ومعارفهم للفطور، وهذه من الايجابيات التي شاهدتها في الجزائر فأناسها طيبون وكرماء جدا..أتذكر بعض الأكلات الطيبة والجميلة مثل طاجين الدجاج بالزيتون والجبن وكسكس بالزبيب وشوربة الحريرة.. دون مجاملة كانت أيام رائعة”.

اليامين بوغرارة: هكذا توجت الشبيبة بكؤوسها الإفريقية في رمضان

يملك الحارس الدولي الأسبق اليامين بوغرارة ذكريات كروية رمضانية مهمة، وفي مقدمة ذلك تتويجه مع شبيبة القبائل بـ3 كؤوس افريقية متتالية في رمضان، وأشاد بخصال المدرب جون إيف شاي الذي كان يصوم بصفة عادية عندما كان يدرب شبيبة القبائل عام 2002، وقال بوغرارة:”نلت 3 كؤوس افريقية مع الشبيبة في رمضان أمام الاسماعيلي المصري والنجم الساحلي وتونار ياوندي، وقد كان لها طعم خاص، خاصة أنها جرت في أجواء بهيجة. الجمهور القبائلي والجزائري كان إلى جانبنا، حيث أن مدرجات ملعب 5 جويلية امتلأت عن آخرها في انجاز مميز وغير مسبوق، وقد تزامنت كل كأس مع ظروف وطموحات معينة. فالكأس الأولى أمام نادي الإسماعيلي المصري أهديناها لروح الفقيد قاسمي، أما الكأس الثانية ضد النجم الساحلي فقد كانت تضامنا مع ضحايا فيضانات باب الواد، والكأس الثالثة أمام تونار ياوندي فقد كانت فرصة لمواصلة التأكيد، والفوز بها بصفة نهائية”، وأضاف:”كما أتذكر تربص البرازيل في عهد سنجاق وجداوي وحميمي رحمه الله تحضيرا لـ”كان 2000″، التربص كان فاشلا على جميع المستويات، ولم نحقق الأهداف المرجوة، كما انهزمنا أمام نادي فاسكو دي غاما بـ 7 أهداف على وقع الصيام”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!