-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا تتركوا العربية وحدها

حسان زهار
  • 1505
  • 12
لا تتركوا العربية وحدها
ح.م

  لم ير الجزائريون بعد، ثمرة النوفمبرية الباديسية في حياتهم إلا قليلا، ومع ذلك، الخير في القليل كما يقال.

ولعل أهم ثمار المرحلة الجديدة بشعارها الجديد، هو إسقاط الراية غير الوطنية من السواعد ومن شرفات المنازل، وتهيئة الظروف لعودة العربية إلى مكانتها التي تليق بها في وطنها.

أمران إلى حد الساعة، يثلجان قلب كل وطني غيور على وطنه ودينه ولغته، حتى وإن خالط ذلك أمور أخرى هي من “المنغضات”، التي لا تتماشى إطلاقا وشعار النوفمبرية الباديسية، لعل من أبرزها، بعض الوجوه “الباريسية” في لجنة الحوار والوساطة، واستمرار عقلية الزردة والرقص، في إحياء فعاليات الثقافة الميتة، ولنا في العلامة (سولكينغ) خير مثال، إضافة إلى بؤس الخطاب الإعلامي والديني (المسجدي) وغيرها من الظواهر السلبية الأخرى.

لكن ما يهمنا الآن، هو أن نستبشر الخير، في ما تأتي به الخيل.

راية الشهداء، عادت بكل عنفوان الدم الذي تحمله ممن ضحوا بأنفسهم بالأمس، لكي تتربع على عرش الحراك من جديد، وتهدأ أنفس الشهداء في قبورهم، ويتنفس الوطنيون الصعداء من جديد.

بينما تتلمس اللغة العربية طريقها من جديد، لتحتل مكانتها المطلوبة، عبر توالي القرارات الرسمية، بداية من وزارة التعليم العالي، ونهاية بوزارة التجارة التي قررت تعريب واجهات المحلات، لاسترجاع هوية الشارع، الذي اغتالته الفرنسة المتوحشة، ونالت منه أحقاد القوى الفرنكوبربرية.

لكن ومع هذا الاستبشار، يجدر التنبيه إلى قضايا بالغة الأهمية، حتى يدرك الجميع أن ما يحدث الآن هو مجرد بداية بسيطة لمعركة ستكون طويلة ومرهقة، في مواجهة أولاد فرنسا، وما أكثرهم في الدوائر الرسمية والشعبية للأسف.

ولمن يتابع يوميات الحراك، لا بد أنه أدرك أن منع رافع الرايات غير الوطنية مثلا، طبق في جميع الولايات إلا في منطقة القبائل، حيث لا تزال الرايات “الضرار”، ترتفع من دون حسيب ولا رقيب، وهو ما يطرح تساؤلات في الصميم، لماذا يتم استثناء قرار المنع في هذه المنطقة تحديدا؟ هل المقصود تقزيمها إلى رايات جهوية مناطقية، أم إن الأمر يتعلق بعجز أجهزة الدولة عن تطبيق القانون على الجميع؟

أما في موضوع التعريب، فالوضع يبدو أكثر تعقيدا، ليس فقط في منطقة القبائل وحدها، حيث واجهات المحلات هناك تقريبا كلها بلسان فرنسي غير مبين، وإنما هي في حجم المعارضة الشرسة التي ستشرع فيها قوى معروفة بولائها لفرنسا، منذ استقلال البلاد في عرقلة العملية، وتحويل تلك القرارات الصادرة من الجهات الوصية، إلى مجرد حبر على ورق.

لقد فشت كل المحاولات السابقة في العقود الماضية في فرض عملية التعريب، بداية من لجنة حجار، إلى مجلس الراحل مولود قاسم، وصولا إلى اللجان والمجالس التي جاءت بعدها، كما جمدت كل المراسيم والقوانين التي صدرت في صالح العربية منذ الاستقلال، لأن قوة رهيبة معادية، مصرة على منع ذلك بأي ثمن.

لذلك، من المهم، أن تخرج الجماهير العريضة، التي هي في الغالب داعمة لعروبة الجزائر وإسلامها، من دائرة التصفيق والتهليل، إلى دائرة الفعل والتجنيد، لمواجهة المؤامرات التي سوف تطبخ بالتأكيد لمنع عودة العربية إلى مكانتها الطبيعية، وهذا يعني أن تتكون اللجان الشعبية في كل الولايات، لمنع العصابات المناوئة، من تنفيذ مخططاتها، حتى وإن تطلب الأمر قيادة حراك جديد لهذا الهدف تحديدا.

إن الأجواء التي صنعتها انتفاضة الشعب وحراكه، تقتضي أن تتجاوز الأغلبية سلبيتها المعروفة، وأن تتخلى عن عقلية “اللامبالاة، بأن تفرض مثلا على المجلس الأعلى للغة العربية أن يؤدي مهامه التي وجد من أجلها أو ليرحل”.

إذ ليس معقولا، ولا مقبولا، أن تواصل هذه الأغلبية نفس لعبتها القديمة، عبر دس الرأس في الرمل، في انتظار مرور العاصفة، لأن العاصفة قد تأتي في هذه الحالة على جزء آخر من الجسم، بأن تكون “المؤخرة” في مهب الريح.

الاعتماد على المؤسسة العسكرية وحدها ليس شجاعة.. والتخندق السلبي خلفها.. لن ينفعها في شيء، بل سيكون عبئا إضافيا عليها.. فلا تتركوا العربية لوحدها هذه المرة.. كما فعلتم من قبل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • ابراهيمي علي الجزائر

    من المعلوم ان فرنسا هي التي بثت الفرقة بين عرب وامازيغ لكي يسهل عليها ضرب الثورة الجزائرية واضعاف الشعب الجزائري، المطلوب اليوم اطلاع الشعب الجزائري وخاصة الامازيغ على اصولهم اليمنية ، إذ ان اللغة الامازيغية و التيفيناغ هي نفسها لغة وحروف قبائل محافظة ظفار في اليمن ، وان حرف الراية الامازيغية هو حرف ونقش لقبيلة ثمود في محافظة حضرموت . إن الشاعر بكر بن حماد التاهرتي من قبيلة زناتة الامازيغية ، سافر الى المشرق وعمره 17 سنة في عام 200 هجرية لدراسة علوم اللغة والدين ، مطلوب ايضاً تقديم الفتوحات الاسلامية لبلاد المغرب بصورة صحيحة وليس بصورة فرنسية فقد كانت بين المسلمين والروم وبعض اذنابهم .

  • SEDDIK

    KOLLO MA KOLTAHO SAHIHAN ILA AN TOHAMMILA ACHAAB MASOULIYATAHO FI AL MADI ANI AL ARABIA FA ANTA MOKHTII AW TATAHACHA ASSAWAB WA KAWLA AL HAKIKA NAHNOU KACHAAB NAALAMOU ILMA AL YAKIN ANNA ISTIKLALANA LAM YAKON SAMNAN WA ASAL BAL KANA JIDDOU MALFOUF BI ASSOMOUMWA HA HIA DAHARAT AARADOHA WA MA ZALET TADHARO AL AKHTAR IN LAM NANTAFID LI HOUIYATINA FAMAN DA ALLADI YODAFIOU AN BAYTIKA IN LAM TAKON ANTA AL BADII MA AARIFOU AN WATANIN STAKALLA WA DAYAAA LOGHATAHO ILLA CHAAB YASTAHIKKO AN YAKOUNA ABIDAN

  • جزائري dz

    للمعلق 3 : لغة القرآن محفوطة و ظاهرة بقدرة الله عتالى و لن يؤثر فيها كيد أبناء FAFA و عملاؤها ..
    1 --- ماذا قدمت هذه اللغة للبلاد والعباد باستثناء تكوين المشعوذين والخرافيين وعلماء فتاوي العجائب والمتطرفين وتجار الخزعبلات ... ليس في الجزائر فحسب بل في كل الدول العربية
    2 -- لو أن اللغة العربية تعاني في الجزائر فقط لقلنا أن السبب فرنسا أو ابناء فافا أو .... كما تحاولون اقناع المغفلين والسذج لكنها تعاني أيضا في السعودية وقطر ومصر ولبنان والأردن والسودان وسوريا وتونس............ أي في كل الدول العربية وهذا ما يدل على أنها لغة لا تصلح لزماننا

  • محمد

    مع دعمي للفكر الباديسي لا أرى في الثورة التحريرية أسبقية للتيار الباديسي بل كانت وطنية شعبية.لا ألوم أولئك الذين ربطوا مستقبلهم بفرنسا(مع أنهم لو اتخذوها نموذجا لحماية لغتها من اللغات الدخيلة لرجعوا إلى رشدهم)مما أحقد على الذين أنيط بهم تعليم اللغة العربية في جميع الأطوار ولم يرتقوا إلى مستوى مسؤولياتهم الحضارية في مجتمع تمنى استرجاع لغته الخاصة للدلالة على استقلاله عن فرنسا المستعمرة وحريته المسلوبة وكرامته المطموسة.أما الهيئات المكلفة بترقية العربية فهي فاشلة دوما وانعدام قيامها أنفع من وجودها.لا نحتاج إلى قرارات إلزامية وإنما إلى الصدق في العمل.كيف لمعلم العربية أن يستعمل الفرنسية في تدريسه

  • علي الجزائري الامريكي

    أحسن حل هو القضاء على اللغة الفرنسية بتمكين اللغة الإنجليزية في المدارس و في كل مظاهر الحياة العامة عندها ستجد اللغة العربية طريقا سهلا للعودة من جديد بعد أن حاول الفرانكفونيون وو أذنابهم القضاء عليها .

  • سالم

    انا اعرف اللغه العربيه ولكن لا اعرف اللغه الباديسيه لا اعرفها

  • HOCINE HECHAICHI

    ما زالت الجزائر، بعد 57 سنة من حكم الشرعية الثورية، عالة على الآخرين، في كل شيء ، وخاصة فرنسا "المستعمرة ".
    فرنسا صديقة وشريك لا يمكن الاستغناء عنه ولا يمكن استبدال لغتها بالانكليزية و لا حتى بالعربية (أو الأمازيغية) .
    اللغة الفرنسية ،لأسباب موضوعية منها خاصة الفعالية ، لغة عمل مؤسسات الدولة ولغة التدريس في الجامعات وهذا مكسب للجزائر.
    القضية ليست قضية لغة بل قضية فشل منظومة الافلان في بناء دولة عصرية (لا معربة ولا ممزغة ولا مفرنسة و لا منكلزة) .
    السياسة اللغوية الجديدة" إذن عبارة خطب رنانة وشعارات جوفاء مبنية على قرارات شعبوية

  • محمد مراح

    إلىرقم 2 : لن يضير الحق خسيف !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  • ضحية تعريب

    لا تتركوا العربية وحدها.. العربية لم تكن يوما وحدها بل من ورائها 400 مليون عربي : ملايير صرفت ولجان أسست ومراصد أنشات وجامعات بنيت ومعاهد شيدت وقرارات إتخذت وملتقيات عقدت .............. لها ومن أجلها لكن النتيجة 000000000 مما جعل أبنائها وفي عقر دارها يتخلون عنها لصالح اللغات الحية التي تساير القرن 21

  • شخص

    لغة القرآن محفوطة و ظاهرة بقدرة الله عتالى و لن يؤثر فيها كيد أبناء FAFA و عملاؤها

  • أستاذ هرب من مدرسة منكوبة

    تتحدث عن البادسيين وأنت منهم والدليل أن مقالك لا يختلف في شيء عن ماكتبه عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبد اللطيف السلطاني في كتابه المزدكية أصلا الاشتراكية الذي صدر سنة 1974 :
    ومن تعظيم اثار المشركين الدعوة الى المطالبة باللغة الامازيغية وهي دعوة جاهلية ..
    من يسمى ابنته كاهنة أو ولده كوسيلة مما رأيناه آخذ في الانتشارفهذا من الآثار الشركية
    يصف الأمازيغ بالمشركين لأنهم يعتزون بتاريخهم وأجدادهم ..
    طالب بغلق الاذاعة الناطقة بالامازيغية ... ص 80 -81
    والخلاصة أن مقالك سخيف الى أبعد الحدود والحكمة تقول : عيوب الجسم يسترها متر قماش و عيوب الفكر يكشفها أول نقاش

  • نوفمبرية باديسية

    على الرغم من أصولي الأمازيغية ، إلا أنني أحب العربية حبا جما ، لأنها سبيلي لتدبر القرآن الكريم ومعرفة أسراره ، ولأنها لغة أثبتت نجاعتها كوسيلة تواصل ونقل للعلوم والأفكار وأجمل التعابير عبر آلاف السنين ، فهي كالذهب الذي أثبت نفسه كعملة عبر آلاف السنين. ولايضاهيه شيء آخر في حفظ القيمة المالية بداخله.
    يحيرني ، أننا كباديسيون نوفمبريون على إختلاف أعراقنا وتوجهاتنا السياسية ، لا نتنظم خلف فكرة إصلاحية ولانبادر ، مع أن كل الوسائل متاحة، اليوتيوب ومواقع التواصل وإمكانية صنع مجموعات وصفحات، وحتى إمكانية عقد لقاءات والخروج بمطالبات وقرارات . والمشاركة في الحراك والحوار بقوة ، بدل إضاعة الفرصة.