-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا تجعليهم يكرهون والدهم!

نادية شريف
  • 11980
  • 0
لا تجعليهم يكرهون والدهم!
ح.م

تعكف نساء كثيرات على تسويد صورة أزواجهن لأبنائهن، فتجدهن يسردن على مسامعهم تفاصيل الخلافات الزوجية، هذا طبعا إن لم يشتعل فتيل الحروب على مرآهم، ما يجعل الأبناء يكرهون والدهم الذي يتمثل لهم في صورة وحش كاسر، لا يرحم ضعف والدتهم، وفي الواقع ما يغني عن الكلام!!

إن المرأة التي يتعدى عليها زوجها بالضرب والإهانة لا تتوانى عن نعته بأقبح الصفات كي تفرغ شحنات الغضب الذي يتملكها حينها، ولا تلقي بالا لوجود الأطفال معها، فتشحذ لسانها لتلصق به كل الصفات المشينة والمنفّرة التي تحط من قدره وقيمته، وهو خطأ فادح يؤثر على الجو العام في المنزل، ويجعل حبال علاقة وثيقة تنقطع في صمت..

ولعلّ من بين الأمور التي يندى لها الجبين، غرس بذور الحقد في نفوس الأطفال بعد الانفصال وريها بدموع الزيف والأنين، فتجد الزوجة التي استبدلها زوجها بأخرى مثلا  تلعب على الوتر الحساس لأبنائها وتعزف لهم دون رأفة بحالهم ألحان الحزن والقهر وتسرد لهم قصص الجميلة والغول، كي تستدرّ عطفهم وتكسب ودهم وتؤذيه بحرمانه منهم كما آذاها وتلك طامة كبرى، ضحاياها هم الصغار لا غير..

إن لعب الكبار من المفروض أن تبقى بينهم، وحربهم لا ينبغي أن تغادر رحاها ميدانهم، لكن حينما ينزل مستوى التفكير إلى الحضيض، حتى عند أولئك النسوة المتعلمات المثقفات فعلى الأطفال السلام، لأنه لا منقذ لهم من المرض النفسي، والحقد اللامبرر، والكره الدفين، والموت الصامت..

قد ترى الكثيرات أنّ تسلط الأزواج عليهن وعدم اهتمامهم بهن يبيح لهن قول أي شيء عنهم، لكن العاقلات وحدهن من يتصرفن بحكمة بالغة ويراعين مشاعر ونفسية أبنائهن ويكتمن غيضهن كي لا تتربى لدى فلذات أكبادهن عقد النقص ومشاعر البغض والنفور..

ربما واحدة في الألف فقط من همّها لمّ الشمل وبعث الطمأنينة والوئام، وربما نادرة تلك التي تتمتع بالإيجابية الكبيرة وتمد يدها دوما للصلح والسلام، غير أنّ الواجب يفرض على كل واحدة أن تتخلى عن أنانيتها وتفكر بمنطق الأمومة، لأن كره الأطفال لوالدهم ما هو إلا بداية لشتات كبير يصعب لمّه مستقبلا..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!