-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

..لا تستغربوا !

جمال لعلامي
  • 918
  • 0
..لا تستغربوا !

من الغرائب والمخاطر التي هبّت على مجتمعنا، التعامل بعنف في كلّ شيء.. فمن عنف الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، والعنف في الأعراس، والعنف في الملاعب، والعنف بين الأزواج، والعنف في التعاطي بين الأولياء والأبناء، إلى العنف الذي تحوّل إلى جرائم داخل العائلة، وبين الإخوة، والجيران، والأصدقاء.. ولكم أن تتصوّروا السبب الذي يجعل زوجا يقتل أمّ أولاده الخمسة بكلّ برودة، وربما لأتفه الأشياء !
المجازر التي تشهد عليها “استعراضات” المولد، كلّ سنة، من فقء عيون، وتقطيع أصابع، وحرق بيوت وسيارات، وتزاحم على مستوى مصالح الاستعجالات بالمستشفيات.. هو مؤشر خطير، على “تسونامي” العنف الذي يهزّ روابط المجتمع. وللأسف، فإن هذا العنف “غير المقصود”، واللعب بالنار، ينقله في كثير من الأحيان الكبار إلى الصغار !
التخاطب بيننا، داخل البيوت، في مواقع العمل، في الشارع، في الأسواق والمحلات، وحتى في المساجد- بيوت الله، أصبح في أغلب الأحيان، مزوّقا بالعنف والزجر والنهر والجهر، وللأسف، فإن “الأغلبية” تعرّضت للعدوى، وأضحت عين “الأقلية” بصيرة ويدها قصيرة !
لقد غابت لغة “بالتي هي أحسن”، وانتحرت لغة الحوار والمشورة، واستسلمت لغة الهدوء والحكمة والتعقل والتهدئة، وأصبح الكثير يُشعلون نار الفتنة ويصبّون عليها البنزين في الليل والنهار، ولم تعد للجماعة كلمة الفصل، وضيّع “كبار الدوّار” القدرة على السيطرة في الأمور، وهذا هو دون شكّ الأخطر في المشكل الخطير !
القضية، تبدأ في الأسرة والبيت، وتنتهي في الشارع والعمل والسوق والمسجد والمدرسة والجامعة والإدارة والحزب والجمعية والبلدية والدائرة والولاية، وفي كلّ مكان، ومع أن للبيوت أسرارا، فإن ما يحدث من جرائم وتعنيف وانحرافات وتجاوزات ونزاعات، يثبت أن العديد من الجوانب الجمالية والإيجابية في المجتمع الجزائري، تغيّرت وتبدّلت وتلوّنت بألوان قوس قزح !
الفساد، النهب، النصب والاحتيال، التزوير، التدليس، الصفقات المشبوهة، الخيانة الزوجية، تفشي الطلاق والخلع، رمي الأولياء في دور العجزة، التخلي عن الأبناء، عدم احترام التلميذ للأستاذ، سرقة الوقت في العمل، السطو على المليار والمسمار، سرقة البقرة والحجرة، التطفيف في الميزان، السب والسباب في الشوارع، الاعتداء على الحُرمات، اغتصاب الأطفال، تنامي التحرّش “من الجانبين”..و، و، و، إلخ.. كلها قنابل هزت تماسك وأخلاق واستقرار مجتمعنا الذي لم يكن هكذا أبدا !
هو التقليد الأعمى، واستيراد الفتاوى والتطرّف، وهي التكنولوجيا والإنترنت والفايسبوك، دون حساب، وهو الاستسلام للآخر دون رويّة ولا دراسة، وهو التنازل عن عاداتنا وتقاليدنا العريقة والهادفة، وهو ابتعادنا عن مضامين الدين.. فلا تستغربوا، فإذا عُرف السبب بطل العجب !

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!