-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مشروع "تغريب المدرسة" أصبح من الماضي بذهاب بن غبريط

لا تسريبات ولا أخطاء.. أول بكالوريا بلا فضائح!

صالح سعودي
  • 4882
  • 0
لا تسريبات ولا أخطاء.. أول بكالوريا بلا فضائح!

أسدل الستار عن مجريات امتحانات مسابقة شهادة البكالوريا لهذا العام، الخميس، في ظروف وصفها الكثير بالمريحة، وهذا بناء على السير الحسن الذي ساد مختلف مراكز الامتحانات على المستوى الوطني، وهو الأمر الذي خلف الكثير من ردود الأفعال الإيجابية وسط التلاميذ والأولياء والجهات المعنية، يحدث لأول مرة في غياب نورية بن غبريط التي غادرت مقعد وزارة التربية بموجب التعديل الحكومي السابق.

استعادت امتحانات مسابقة شهادة البكالوريا عافيتها، بالنظر إلى التنظيم المحكم الذي ميز مختلف مراكز الامتحانات على مستوى ولايات الوطن، حتى أن بعض الهفوات أو التجاوزات لم تكن بالمؤثرة، بعد ما تم التحكم فيها بفضل الإجراءات الصارمة من طرف الجهات الوصية، ولم تصل بعض التجاوزات على قلتها إلى درجة المهازل التي طبعت النسخ السابقة من البكالوريا التي جرت على وقع طغيان الغش والتسريبات. وقد استحسن الكثير الظروف السائدة هذا العام، خاصة وأن ذلك تزامن مع غياب الوزيرة السابقة للتربية نورية بن غبريط التي غادرت مبنى وزارة التربية بموجب التعديل الحكومي الأخير، حيث وقف الجميع على الأجواء التنظيمية الحسنة في مختلف مراكز الامتحانات، وسط غياب كوابيس السنوات الماضية التي كانت تجرى فيها البكالوريا على وقع فضائح التسريبات وكثرة الإشاعات التي استهدفت شهادة البكالوريا في الصميم، ما اضطر الجهات الوصية إلى اللجوء حينها إلى الأسئلة الاحتياطية، في الوقت الذي أرغمت وزارة بن غبريط على تنظيم دورة ثانية منذ عامين بطريقة تعكس الممارسات السلبية القائمة والعجز الحاصل في وضع حد لتسريبات الأسئلة التي كانت تسجل حضورها في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي قبل موعد انطلاق الامتحانات.

أسئلة نوعية حول اللغة والتاريخ والهوية

ومن الجوانب التي وقف عليها الكثير من المتتبعين هو نوعية الأسئلة التي ميزت امتحانات بكالوريا هذا العام، وعلاوة على إجماع الكثير أنها كانت في مستوى سمعة البكالوريا في حد ذاتها، فإنها مست أمورا تتعلق بالتاريخ والدين والهوية، بدليل أن امتحان اللغة العربية تضمن نصا حول الفضيل الورتلاني الذي تعمق في أهمية اللغة التي تعد واحدة من دعائم وكرامة الأمة، فإن نص المادة الفرنسية قد تضمن الممارسات الهمجية لعساكر الاستدمار الفرنسي ضد الجزائريين، وكأنه محاسبة مباشرة لعدو الأمس الذي مارس كل أنواع التعذيب والاغتصاب والنهب والترهيب، في الوقت الذي تضمن امتحان الرياضيات الخاص بالشعب الأدبية تمرينا فيه إشارات إلى السنة الأمازيغية والسنة الهجرية، وغيرها من الأسئلة التي كانت حسب انطباع الكثير مستمدة من عمق تاريخ وماضي الجزائر المبني أساسا على دعائم اللغة والدين والهوية، في الوقت الذي علق البعض بأن البكالوريا استعادت بريقها وسمعتها وهويتها أيضا بمغادرة وزيرة التربية السابقة.

هل طوي المشروع التغريبي بذهاب بن غبريط؟

وإذا كان التلاميذ وأولياؤهم وجميع الجزائريين قد تلقوا بارتياح كبير السير الحسن لامتحانات مسابقة شهادة البكالوريا هذا العام، بشكل جعل الكثير يضع مهازل وفضائح السنوات المنصرمة في حكم الماضي، إلا أن ذلك لم يمنع البعض من التساؤل حول واقع ومستقبل المنظومة التربوية على ضوء المستجدات الحاصلة، خاصة في ظل أجواء التفاؤل السائدة على ضوء نوعية الأسئلة المطروحة في بعض مواد امتحان بكالوريا 2019، وكذا السياسة المتبعة موازاة مع التطورات التي عرفها الحراك الشعبي منذ يوم 22 فيفري المنصرم، حيث لم يتوان البعض في طرح تساؤل حول مدى توديع المنظومة التربوية للمشروع التغريبي موازاة مع التغيير الحاصل على مستوى القطاع، خاصة بعد مغادرة نورية بن غبريط التي لم تتوان في استفزاز الجزائريين بعديد القرارات الخفية والمكشوفة، من ذلك حذف البسملة من الكتب المدرسية، واستهداف اللغة الفصحى، من خلال نيتها في تشجيع التدريس بالدارجة، ناهيك عن طبخ بعض القرارات في المخابر الفرنسية، وهذا بغية تخريب وتغريب المنظومة المدرسية، وسط حالة من الاستياء والتذمر وسط الأساتذة والمفتشين وجميع الغيورين على هوية الجزائر ومقوماتها والتي تتركز أساسا على سلامة وتحسين واقع المنظومة التربوية، ليصل الكثير إلى قناعة أنه بمغادرة بن غبريط انتهت معها المشاكل والاستفزازات السطحية والعميقة، ناهيك عن استعادة البكالوريا لعافيتها، بعيدا عن فضائح تسريب الأسئلة التي كثيرا ما جعلت التلاميذ والأولياء يعيشون الوضع على الأعصاب وتحت ضغط عال، في الوقت الذي يأمل الكثير أن يتواصل الحراك الشعبي بنفس التناغم والمطالب التي تصب في خانة تطهير البلاد من رؤوس الفساد، ورد الاعتبار لمختلف القطاعات الحساسة في البلاد، وفي مقدمة ذلك المنظومة التربوية التي تضررت كثيرا، بعد ما تم استهدافها في عهد بن غبريط بقرارات وأساليب سبق لـ”الشروق” أن فضحتها ووقفت ضد مشاريعها التحطيمية والتغريبية على حد سواء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!