-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا تصدقوهم.. إنهم يخدعونكم

حسان زهار
  • 7434
  • 27
لا تصدقوهم.. إنهم يخدعونكم
ح.م

هناك تيار سياسي عندنا في الجزائر، مجبول على الخديعة والمكر، والمشكلة أن رموزه ورؤوسه وحتى أذنابه، يظهرون في الشارع، قادة للحراك، كما لو أنهم ملائكة الرحمة، بينما حقيقتهم أنهم  أقرب الى ما يفعله إبليس، من غواية وتدليس.

إنهم بين الجموع، يرفعون نفس الشعارات التي تدغدغ عواطف العامة، لكنهم يزيدون عليها شعارات يكتبونها في الليل، في مقرات سرية مظلمة، ضد الدولة ومؤسسات الدولة، وتوجه الجموع إلى مصارع الهلاك..

تماما كما تفعل الحية الرقطاء، تغير جلدها حتى يستأمنها من حولها، وإذا ما تمكنت ظهرت أنها من صنف “لحنوشة”، تنفث سما زعافا.

الذين أعلنوا استعدادهم المشاركة في انتخابات “العهدة الخامسة”، ومنهم من قام بحملات انتخابية مسبقة، وزار المدن والمداشر مبشرا بعهد جديد على يديه، هم اليوم في مقدمة الرافضين للانتخابات.

والذين كانوا طوال حياتهم، وهم يشاركون في انتخابات التزوير والكوطة، ويرضون بالفتات من الكراسي الممنوحة لهم، هم للغرابة اليوم، أشد المعارضين لانتخابات هي بكل المعايير الأكثر شفافية منذ الاستقلال، اذا ما استثنينا انتخابات 90 و91 التي حماها الشعب، وقد توفرت اليوم ضمانات غير مسبوقة، مثل السلطة العليا للانتخابات التي كانت حلما فيما مضى.

بمعنى أن الذين يرفضون انتخابات اليوم بضمانتها القوية، والذين كانوا يقبلون بانتخابات الأمس بلا ضمانات أصلا، يعلمون أن مصالحهم التي كانت بالأمس تتحقق بالتزوير، قد انتهت الآن، وقد تراجع التزوير إلى حدود كبيرة.

ما يعني أن هؤلاء هم أعداء الشعب التقليديين، وأعداء اختياراته الحرة..

ولو عدنا للتاريخ القريب، سنجد أن هذا التيار المتلون حسب الظروف والمصالح، هو بقضه وقضيضه، برؤوسه وشخوصه وأحزابه ونقاباته، من وقف بالأمس ضد نتائج الصندوق في التسعينات، وضد الديمقراطية، وكان عنوانا لفرض حالة الطوارئ، وإطلاق الرصاص على المعتصمين، واعتقال الآلاف من دون محاكمات أو أوامر قضائية، والزج بهم في محتشدات الصحراء.

هؤلاء الذين طبلوا لـ”دولة العسكر” بالأمس، هم من خيطوا اليوم شعار “مدنية ماشي عسكرية”، بعد أن حولت الدبابة موقعها، من الوقوف في وجه الشعب، إلى الوقوف إلى جانبه ومرافقة مطالبه.

إنهم ديمقراطيون.. لكنهم يكرهون الانتخابات كرها شديدا.. حتى أنهم أعلنوها صراحة، أن ديمقراطية الصندوق لا تخدم مصالح الأقلية، وقدموا بديلهم (الديمقرانية)، التي تعني انتخبات الشارع، عبر رفع البطاقات الحمراء والخضراء.

لقد تعودوا على تعيين الرؤساء بأنفسهم، ممن يرضون عنهم، بغرض تحويلهم الى رؤساء للواجهة، رؤساء عرائس القراقوز يقضون منهم حاجتهم، ولما تنتهي مهمتهم إما يقتلونهم (بوضياف) أو يطردونهم (زروال) أو يجعلون منهم صنما يمرر لهم قوانينهم بالمراسيم الرئاسية دون المرور على الاستفتاء (بوتفيلقة).

لكن الخديعة يبدو أنها أكبر من أن تستوعبها عقول تعودت على السير بلا هدف، وعلى ترديد شعارات بلا مضمون.

فالاستراتيجية الجديدة، لهذه الحية الرقطاء المتلونة، أنها تدعي في العلن، رفض الانتخابات، والعمل على منعها مهما كان الثمن، بهدف تثبيط الأغلبية عن الذهاب إلى الصندوق، في الوقت الذي تشتغل فيه سرا، لتحضير مرشحيها ليكونوا في أحسن رواق.

وقد رأيناهم، عارضوا لجنة الحوار والوساطة، وكانوا يتواصلون معها سرا، بل أنهم عينوا أغلبية أعضائها، وعارضوا سلطة الانتخابات، ثم ركبوها أيضا، وتمكنوا من مفاصلها، وها هم الآن يشرعون في إخراج مرشحين “مموهين” للرئاسيات، توجهوا لسحب استمارات الترشح.

الخديعة اذن واضحة.. إلا لمن عمي بصره وبصيرته.

رجْل في الشارع، يزايدون بها على الذين استغفلوهم وصدقوا مزاعمهم، ورجل في الصندوق، وهم يعلمون، أنهم يمتلكون حظا واحدا لا أكثر، إذا استطاعوا أن يستثمروا في تشتت الأغلبية، وأن يتجمعوا هم في كتلة واحدة خلف مرشح واحد، لتدعمه ترسانة المال والإعلام التي يديرونها.

إذا مرت هذه الخديعة، فستكون الكارثة التي ستنسينا كارثة التسعينات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
27
  • علي الجزائري

    مقال مجهول الفاعل
    انهم تيار .. انهم كانوا .. انهم وانهم .. ولانهم . .. هم
    من هم هؤلاء الذين تتحدث عنهم ؟؟ ام انك تتحدث مع عالم اخر لا نعرفه ؟؟

  • RG

    الجهوية والإسلاميين و الخونة الإستغلاليين يجب الحذر من هذه الثلاثة
    المصير الواحد هو الأهم والعدالة الإنسانية هي ما يحقق المصير الواحد
    بما أنكم تقومون بمسيرة مليونية سلمية في كل يوم من الجمعة الأسبوعية
    فلماذا لا تكون وحدة يومية صادقة النية في كل لحظة تضحية مليونية
    أبني شجع أغرس إصبغ الشارع زخرف المدينة إزرع السلام أثبت الثقة
    صدق النية صدع العواطف مصرحة الذات لماذا أتقبل هذا ولماذا أرفض ذاك
    لا حيرة بعد اليوم وبوصلة الكرامة في كل يد المصير الواحد

  • izem izem

    للاسف هذ هي الحقيقة الي غابت على كثير من الناس حتى انطبق عليهم المثل بالعامية عندنا (تبع او قول بع ) يعني بعض الناس وليس الكل والحمد لله . كانه لا يملك نفسه فتجده يؤمن ما يحكى على الفايس واليوتوب ولا يمعن النضر في الواقع الجاثم امامه ياو فيقو او خممو شويا برك تفهمو الحقيقة ماتكونوش كيما لي حكى عليهم القران صما بكما وهم لا يبصرون . ربي يهدينا .....

  • benchikh

    فعلا هذه نتائج سياسات الامبالاة وعدم دراسة الحالات الاجتماعية وايجاد الحلول المناسبة حتى لانقع في الحالات المستعصية التي تؤدي الى الانفجار ,وينتج منه جيش من المشوهين فكريا وعمليا ونكون امام يد عاملة لاتعمل(فاقد الشيء لايعطه) في ظل تلك الاوضاع السيئة ,تكون منطق" عصابة المساومة"باسم الاحتشاد من اجل الديمقراطية(اهل النفاق) تاخذ التوصيات من الخارج او الداخل من اجل تحريك جيش المعوذين (الشباب الضائع )لاستغلالهم للوصول لمبتغاهم الحقير .

  • عمر ثيغونام

    و أخيها العربي بلخير

  • عمر ثيغونام

    إلى الشرق الأوسط و كاليدونيا الجديدة و غويانا واسترجاع أملاكهم و جنسيتهم (الممثل اليهودي الفاشل الحاقد على شعبنا روجي هانان بعث له إخوانه طائرة لاستقدام جثته النتنة إلى الجزائر). بعد ذلك بدأ التخلص من الوطنيين و إدخال ضباط فرنسا و اليهود المقنعين إلى مفاصل الدولة٠ بومدين أثرت زوجته اليهوديه عليه و على قراراته لكنها لم تفلح في تغييره بشأن القضية الفلسطينية و عندما عارض معاهدة كامب ديفيد و أنشأ جبهة الصمود و التصدي اغتاله اليهود فصارت الدولة في عهد حليمة بن جديد و أخيها العربي ملكا لهم يعيثون في الجزائر فساد، ينهبون، يخربون، يسجنون، يعذبون، يغتصبون و يقتلون كما شاؤا.

  • مروان

    للاسف لن يفهم مقالك الكثير من المغيبين أصحاب الشعارات لا المشاريه البنائة

  • شخص

    كل ما في الأمر أن يسيتقيل بدوي و ( تتسرح ) الحالة و لا تبقى ورقة توت واحدة يتحجج بها (الزواف) !

  • لعواد ساعد

    الرافضين للانتخبات اليوم يعلمون يقينا لو شاركوا سيعاقبهم الشعب لذالك يلجئون الى مكر وخديعة انهم هذا اقصى ما يحسنون

  • رشيد بن علي

    الذين نراهم في الشارع يمثلون أطياف مختلفة مثل أنصار الجبهة الاسلامية و حزب الجزائر المسلمة المعاصرة و FFS ; RCD UDS
    وكل كلامك ينطبق على RCD فقط لكن ليس كل ما ذكرت ينطبق عليه
    يجب تحليل كل فقرة لتحديد من هم الذين تتكلم عنهم ثم انظر هل كل ما ذكرت ينطبق عتيهم جميعا

  • ابوحذيفة

    حماس او الحمس .........
    تلونهم تعلمه حتى عجائز نيسابور ,لا مكن الله لهم

  • رشيد بن علي

    وقد رأيناهم، عارضوا لجنة الحوار والوساطة، وكانوا يتواصلون معها سرا، بل أنهم عينوا أغلبية أعضائها، وعارضوا سلطة الانتخابات، ثم ركبوها أيضا، وتمكنوا من مفاصلها، وها هم الآن يشرعون في إخراج مرشحين “مموهين” للرئاسيات، توجهوا لسحب استمارات الترشح. من هم
    الخديعة اذن واضحة.. إلا لمن عمي بصره وبصيرته. ان اجبت على كل سؤال
    رجْل في الشارع، يزايدون بها على الذين استغفلوهم وصدقوا مزاعمهم، ورجل في الصندوق، وهم يعلمون، أنهم يمتلكون حظا واحدا لا أكثر، إذا استطاعوا أن يستثمروا في تشتت الأغلبية، وأن يتجمعوا هم في كتلة واحدة خلف مرشح واحد، لتدعمه ترسانة المال والإعلام التي يديرونها. . من هم

  • رشيد بن علي

    كن الخديعة يبدو أنها أكبر من أن تستوعبها عقول تعودت على السير بلا هدف، وعلى ترديد شعارات بلا مضمون. من هم
    فالاستراتيجية الجديدة، لهذه الحية الرقطاء المتلونة، أنها تدعي في العلن، رفض الانتخابات، والعمل على منعها مهما كان الثمن، بهدف تثبيط الأغلبية عن الذهاب إلى الصندوق، في الوقت الذي تشتغل فيه سرا، لتحضير مرشحيها ليكونوا في أحسن رواق. من هم

  • رشيد بن علي

    انهم ديمقراطيون.. لكنهم يكرهون الانتخابات كرها شديدا.. حتى أنهم أعلنوها صراحة، أن ديمقراطية الصندوق لا تخدم مصالح الأقلية، وقدموا بديلهم (الديمقرانية)، التي تعني انتخبات الشارع، عبر رفع البطاقات الحمراء والخضراء من هم
    قد تعودوا على تعيين الرؤساء بأنفسهم، ممن يرضون عنهم، بغرض تحويلهم الى رؤساء للواجهة، رؤساء عرائس القراقوز يقضون منهم حاجتهم، ولما تنتهي مهمتهم إما يقتلونهم (بوضياف) أو يطردونهم (زروال) أو يجعلون منهم صنما يمرر لهم قوانينهم بالمراسيم الرئاسية دون المرور على الاستفتاء (بوتفيلقة). من هم

  • رشيد بن علي

    لو عدنا للتاريخ القريب، سنجد أن هذا التيار المتلون حسب الظروف والمصالح، هو بقضه وقضيضه، برؤوسه وشخوصه وأحزابه ونقاباته، من وقف بالأمس ضد نتائج الصندوق في التسعينات، وضد الديمقراطية، وكان عنوانا لفرض حالة الطوارئ، وإطلاق الرصاص على المعتصمين، واعتقال الآلاف من دون محاكمات أو أوامر قضائية، والزج بهم في محتشدات الصحراء. من هم

  • رشيد بن علي

    وقد توفرت اليوم ضمانات غير مسبوقة، مثل السلطة العليا للانتخابات التي كانت حلما فيما مضى. اين الدليل
    بمعنى أن الذين يرفضون انتخابات اليوم بضمانتها القوية، والذين كانوا يقبلون بانتخابات الأمس بلا ضمانات أصلا، يعلمون أن مصالحهم التي كانت بالأمس تتحقق بالتزوير، قد انتهت الآن، وقد تراجع التزوير إلى حدود كبيرة من هم

  • رشيد بن علي

    الذين أعلنوا استعدادهم المشاركة في انتخابات “العهدة الخامسة”، ومنهم من قام بحملات انتخابية مسبقة، وزار المدن والمداشر مبشرا بعهد جديد على يديه، هم اليوم في مقدمة الرافضين للانتخابات من هم
    الذين كانوا طوال حياتهم، وهم يشاركون في انتخابات التزوير والكوطة، ويرضون بالفتات من الكراسي الممنوحة لهم، هم للغرابة اليوم، أشد المعارضين لانتخابات هي بكل المعايير الأكثر شفافية منذ الاستقلال، اذا ما استثنينا انتخابات 90 و91 التي حماها الشعب، من هم

  • رشيد ابن علي

    تناقضات . من يستطيع الاجابة على الاسئلة لمعرقة هذه الفئة
    هناك تيار سياسي عندنا في الجزائر، مجبول على الخديعة والمكر، والمشكلة أن رموزه ورؤوسه وحتى أذنابه، يظهرون في الشارع، قادة للحراك، كما لو أنهم ملائكة الرحمة، بينما حقيقتهم أنهم أقرب الى ما يفعله إبليس، من غواية وتدليس. من هم
    إنهم بين الجموع، يرفعون نفس الشعارات التي تدغدغ عواطف العامة، لكنهم يزيدون عليها شعارات يكتبونها في الليل، في مقرات سرية مظلمة، ضد الدولة ومؤسسات الدولة من هم

  • bgaet

    اذا كان التيار العلماني الذي الف التزوير قد تمكن من مفاصل سلطة الانتخابات فاين هي اذن ضمانات الشفافية التي تروجون لها!!!؟

  • Morad

    اين كان مقالك منذ عشرين سنة؟ ام ان عهد الكشير انتهى؟؟ روح ترقد و خلينا نعيشو استقلال

  • نور

    هذه الكلمات الرنانة الفارغة كرهنا منها. اعداء الجزائر........بطاطاطاطاطاطا
    اعطونا اسماء ووقائع وليس اتهامات في الفراغ.

  • متسائل

    ما هذا التناقض؟ تقول أن الانتخابات بضمانات قوية ثم تقول أنهم (أي لحنوشة بتعبيرك) تمكنوا من مفاصل السلطلة المستقلة للانتخابات، فأين هي الضمانات؟

  • ابوعمر

    لقد قلتها الانتخابات الوحيدة جرت في 1991.....وما ادراك ان هذه الانتخبات ستجرى تحت رقابة وحراسة الشعب...الطغاة واعرين يا حسان..هؤلاء اخطر من الاباليس مجتمعة..اباليس وليس ابليس واحد ...

  • Ayoub ilyes

    مكاش إنتخابات مع العصابات
    مقال مظلل الهدف منه التقرب إلى بقايا العصابة وتحدي الإرادة الشعبية

  • ياسين

    إن صدقهم الشعب و قاطع الانتخابات المقبلة و جرت الانتخابات بالأقلية الماكرة فحينها سيصدق عليه ما قاله الشيطان لأتباعه:"وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (سورة ابراهيم الآية 22)

  • كريم

    العصابة 20سنة وهي تخدع فالشعب لمادا لم ترفعو اقلامك وتقلو احدرو انهم يخدعونكم

  • كريم

    ههههه انها حرب المصالح اختلط فيها الصالح بالطالح و اطفرت غير فالزهوالي الي ماهوش فاهم وين راه رايح امزيا كاين ربي الي ما تخفا اعليه خافية و صبحانو هو الي يفضح فاسد النية