-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا تضربوا الريح بالعصا!                        

جمال لعلامي
  • 723
  • 0
لا تضربوا الريح بالعصا!                        
ح.م

الجديد في الانتخابات، هو بروز “ألسن طويلة” مشكلة من شباب يتحدث باسم المترشحين الخمسة لرئاسيات 12 ديسمبر، أغلبهم تحرّر من سجن “الولاء والطاعة” الذي كان يُرغم الموالين على قول ما لا يفعلون وفعل ما لا يقولون، والحقيقة، أن خطابات السياسات والمتسابقين، ستكون كمن يؤذن في مالطا، أو يضرب الريح بعصا، إذا لم تستنبط التزاماتها وبدائلها وفق مطالب الحراك، وتكيّف عقولها وتفكيرها مع الواقع!

لم يبق هناك مجال للغات “الهفّ” و”الفستي” و”التبلعيط” والكذب والنصب والوعود الخيالية من شاكلة “سأدخلكم الجنة وأنجيكم من النار وعذاب القبر”(..)، ولذلك يجنح المترشحون وممثلوهم في أغلب الحالات إلى كلام يُمكن أن يسمعه المستمعون، ويسقطون به نظرية “يا سعدك يا لطرش” التي صمّت الأذان لعدة سنوات، وجعلت الأغلبية العاقلة من اليائسين والكارهين، تضع في آذانها الشمع الأحمر والطين والجير!

المجال الآن بعد حراك 22 فيفري، مفتوح للمعقول والمقبول من الحلول والبدائل ولغة الحوار والشورى والمشورة، حتى يتم إقناع المواطنين ومخاطبتهم بالتي هي أحسن، بعد ما أثبتت التجارب السابقة، أن الوعود الكاذبة والخيال الانتخابي لا يمكنها أن تستمرّ طويلا وإلى الأبد، فحبلها قصير، وقد قطعه الحراك وأسقط كلّ أقلامه الملونة وكذا أفلامه ومسلسلاته الساخرة والكوميكية والمرعبة وحتى استعراضات الإثارة والأكشن!

لم يعد “الزمياطي” يجدي نفعا، ولذلك لا يمكن للمترشحين، سواء للرئاسيات، أو التشريعيات والمحليات، لاحقا، أن يلبسوا نفس “الكوستيمات” التي كرهها الجزائريون، مثلما لا يمكنهم أن يعتمدوا على الوجوه الكالحة و”الجايحة”، التي نفرت عموم الناخبين من صناديق الاقتراع، وهرّبت أغلبية المواطنين من المتابعة السياسية، وجعلت السياسة خلال الفترات الماضية، مجرّد مرادفات للفساد والانتهازية والوصولية!

الحملة ستنطلق غدا، ولمدة 21 يوما كاملة عبر مختلف الولايات، في أجواء مخالفة واستثنائية، وهو ما يستدعي من المترشحين وجماعتهم “المفكرة والمدبّرة” داخل المداومات، أن تبتعد عن التكرار والاستنساخ ومنطق “كوبي كولي”، فالمواطن مازال مجروحا من الذي حصل طيلة 20 سنة كاملة، وقد انتفض بسلمية قبل نحو 9 أشهر من أجل التغيير الحقيقي والسلس والهادف، بهدف بناء “الجزائر الجديدة”!

إذا لم يفهم المترشحون الدرس، ولم يستفيدوا من التجربة الفاشلة، فإنهم جنوا على أنفسهم، ولهذا، عليهم أن يقودوا بأنفسهم حراكا داخل نفسياتهم وعقولهم وأفكارهم، حتى يفكوا ألسنتهم ويعرفوا ماذا سيقولون للناس وبماذا سيقنعونهم، وما هو أقصر طريق لكلّ واحد من الخمسة، للوصول إلى كرسي الرئيس، دون أن يتحوّل “النصر” الذي يريدونه إلى هزيمة وخطيئة لا تغتفر!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!