-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا تظنوا أنفسكم وحدكم

صالح عوض
  • 528
  • 1
لا تظنوا أنفسكم وحدكم
ح.م

يتحرك كثيرٌ من السياسيين والمثقفين والإعلاميين في دوائرهم الوطنية أو الإقليمية وكأنهم في جزيرةٍ نائية بلا تغطية فيُخرجون كل ما في جعبتهم من مشاعر وأفكار وخطط ويتصارعون على مسرح الواقع المحدود.. وينخدع كثيرون كأن الوهم سرّب لهم أنهم هم من يمتلك فقط تقرير المصائر في الكون.

إعادة التذكير بأن معظم سفراء الدول المتنفذة إنما هم مراقبون ومتابعون تفاصيل المشهد الوطني ويبثون عيونهم ويستقبلون الأخبار بالتحليل والتصنيف، ولا يتوقف هذا الأمر عند هذا الحد، بل يتحرك بعضهم ممن لا يستطيع أن يُخفي أنفه في محاولة لتغليب جهة على أخرى أو تشويه أخرى على حساب أخرى.. إن مثل هؤلاء السفراء وسفاراتهم إنما هي جزءٌ من عملية إرباك للمشهد الوطني كما تابعنا قبل مدة قريبة كيف كان تدخل السفير الفرنسي في تونس عندما صرح مخوِّفا التونسيين من أن يقدِّموا البروفيسور قيس في الانتخابات.

لن نتكلم عن الأقمار الصناعية وأجهزة التصنت الأمريكية الموجودة في السفن الحربية الأمريكية في عرض المتوسط وفي القواعد التي تنتشر في أكثر من مكان وكيف يتم توظيف ما يمكن التصنت عليه في عملية إرباك للمشهد السياسي والتحرك للإسهام في تشكيل رأي عامّ من خلال مؤسسات إعلامية تابعة لها أو تابعة لأصدقائها فضلا عن أهداف كثيرة أخرى.

إذا انتبهنا إلى ذلك وسواه من أساليب الأجهزة الأمنية المعادية، وانتبهنا إلى أن هناك مجموعات ممن باع ضميره وتنازل عن وطنيته فأصبح أداة بيد الأجهزة الأمنية الاستعمارية، وأن لها امتدادات في بلادنا العربية وخلايا نائمة يتم تحريكها بالريموت كنترول، فإننا نتحرر حينذاك من وهم الطمأنينة ولا يظنن أحد أن السير في طريق الديمقراطية يُكسب ود الدوائر الاستعمارية أو يكون مؤهلا للبلد كي تسير في حالة الاستقرار والأمن والسلام.

نقول هذا الكلام فيما نحن نسير لإنجاز أهداف مقدسة من النزاهة وتكريس الحقوق الفردية وتعزيز مؤسسات الدولة الوطنية بالجدية وقوة القانون، مؤكدين أن هذا في حد ذاته تحد كبير للنخب السياسية والثقافية التي ينبغي عليها في هذه المرحلة عدم الاقتراب بأذى من عناصر قوة المجتمع لاسيما الجيش والأمن الوطني.

لسنا وحدنا على مسرح الحياة، فحولنا كل الأعداء والخصوم والمتربصون الذين يجدون لهم امتدادات في كياناتنا، كما يرافق ذلك كله جهل البعض وعدم مسؤولية البعض.. لذا تتوجب اليقظة والحذر والتمسُّك بالثوابت والمبادئ الثورية لكي نستطيع مواجهة التحدي الكبير موحدين منتصرين لأن هذا هو ما يليق بالجزائر المنتصرة الحبيبة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • Azer

    اعتقد انه حان الوقت ليكون البغدادي بغدادي والشامي شامي .
    واقصد بذلك من يخون الوطن ومن يحافظ على الوطن .
    انه الوقت المناسب لفرز القمح من الفرينة .