-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا تنسوا هؤلاء الذين يتجرّعون مرارة الحرمان

سلطان بركاني
  • 351
  • 0
لا تنسوا هؤلاء الذين يتجرّعون مرارة الحرمان
ح.م

أحد الفقراء، ليس له بعد الله ثمّ إعانات بعض المحسنين، سوى منحة الإعاقة المقدّرة بـ4000 دج، والتي يفترض أن يتقاضاها كلّ شهر، لكنّها تتأخّر أحيانا 3 أشهر كاملة، كما حدث معه في الأشهر الثلاثة الأخيرة، حيث لم يتقاضَ سوى منحة شهر واحد، ربّما رأى المسؤولون أنّها تكفيه ليشتري أضحية العيد ويؤمّن مصاريف الدّخول المدرسيّ لأبنائه الأربعة!!! روى لي هذا الفقير شيئا من معاناته مع الدّخول المدرسيّ الذي يمثّل بالنّسبة إليه أصعب المحطّات السّنويّة التي يتجرّع فيها مرارة الحرمان، وقد لفت انتباهي كيف أنّ المسكين ينظر إلى المنحة التي تتقاضاها ابنته الجامعية على أنّها مبلغ معتبر يستحقّ الاهتمام والمتابعة.

ما يزيد معاناة هؤلاء المحرومين أنّ كثيرا من أفراد المجتمع، من فئة الميسورين، يجدون لأنفسهم المعاذير وينكفئون على همومهم الخاصّة، وينشغلون عن المسارعة إلى إسعاف من يعانون كلّ يوم وفي صمت، بالحديث عن ظلم كثير من المسؤولين وجشع بعض نواب البرلمان، وهو –لا شكّ- ظلم حقيقي وواقع ومستمرّ، والحديث عنه واجب كفاية، لكنّ هذا وحده لا يكشف معاناة أهل الفاقة والحاجة، ولا يضع أموالا في جيوبهم تعينهم على إدخال السّرور على قلوب أبنائهم الذين يتجرّعون غصص الانتظار والترقّب مع بداية كلّ دخول مدرسيّ.

كثير من الأغنياء والموسرين، ينظرون إلى الإعانات التي ترصدها بعض البلديات وتلك التي تقدّمها إدارات المدارس، على أنّها كفيلة بتغطية حاجيات أبناء الفقراء، لكنّها في واقع الأمر لا تلبّي نصف ما يحتاجه التلاميذ في مشوارهم الدّراسيّ كلّ عام.

ينبغي للأغنياء والموسرين أن يلتفتوا إلى الأسر الفقيرة من حولهم، ويبذلوا ولو القليل ممّا فضل لديهم من أموال؛ فالقليل مع القليل كثير، وقليلك قد يعني الكثير للمحرومين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!