-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا تهويل ولا تمهبيل!               

جمال لعلامي
  • 986
  • 0
لا تهويل ولا تمهبيل!               
الشروق أونلاين

ألا يستدعي إعلان البرلمان بغرفتيه، والكثير من الهيئات الرسمية والعمومية، وقف نشاطاتها مؤقتا، بسبب كورونا، “تعليق العمل” والخروج من المنازل مؤقتا، إلا “للضرورة القصوى”؟.. ثم لماذا يصرّ بعض الجزائريين على اختزال “الحرب” على الوباء، في “التطباع” على “العولة” بالمحلات التجارية؟ والأكثر من ذلك فإن مستهترين لا يجدون حرجا في تتفيه الأمر واعتباره مجرّد “كذبة أفريل” أو معركة بيولوجية بين الكبار!

لنكن موضوعيين وواقعيين: حتى إن كانت فعلا “حربا عالمية ثالثة” باستخدام فيروس كورونا كسلاح متطور وصامت، وقاتل في نفس الوقت، هل هذه الحرب المفتوحة وغير الرحيمة، ستستثني شعبا ما أو دولة معينة، عبر أصقاع العالم؟ وكلّ المؤشرات والدلائل تشير، إلى أن يثبت العكس، بأن الضحايا من كلّ صوب وحدب، ومن كلّ جهات الكرة الأرضية!

صحيح أن الطوارئ لا تُواجه بالتهويل، لكن لا يجب أن نواجهها أيضا بالتقليل و”التمهبيل”، فالذي يحدث في العالم منذ تفشي الفيروس بالصين في ديسمبر الماضي، يؤكد، أو على الأقلّ يعطي الانطباع، بأن الوضعية معقّدة، والاختبار صعب، بما يستلزم الانتقال فورا بالنسبة لكلّ فرد، إلى التدابير الوقائية ورفع درجة الحيطة واليقظة والحذر!

لا يُمكن لوم مواطنين جزائريين تدافعوا على العدس واللوبيا والحمص والفرينة والدقيق، وغيرها من المواد الاستهلاكية الضرورية للحياة، فالدول الكبيرة والمتطورة، تشهد طوابير لا متناهية بمراكزها التجارية، وقد أصبحت خاوية على عروشها، وهذا يؤكد أن الهلع والخوف والقلق و”اللهيف”، والفوبيا من انتشار الفيروس، ليس “ماد إين ألجيريا”، وإنما الجزائريون استوردوه من بلدان كانت إلى وقت قريب نموذجا في التقليد!

ينبغي أخذ الأمور مأخذ الجدّ، بعيدا عن التخويف والترهيب، لكن لا يُعقل لو كانت الأمور على ما يُرام، عالميا، وليس في الجزائر فقط، أن يتم غلق المدارس والمنتزهات والفضاءات الكبرى ومنع التجمعات والأعراس في قاعات الحفلات ووقف الرحلات البحرية والجوية نحو أوروبا و”الإفتاء” لجموع المصلين بالصلاة في بيوتهم!

قد يكون من بين الأدعية التي يرفعها البعض في هذه الحالة المرعبة: “اللهم حوالينا ولا علينا”، لكن المصيبة أن الفيروس يهدد الناس في كلّ مكان، في بيوتهم وعملهم، في الشوارع والأسواق والحدائق والغابات، في الطرقات ووسائل النقل، عند الجيران والأهل والأصدقاء، في الأفراح والأتراح، وبالتالي لا حلّ حسب ما ينصح به الأطباء والخبراء ورجال الدين، إلاّ بالتضرّع للعليّ القدير ونحن على مشارف رمضان، شهر التوبة والغفران والرحمة، وكذلك بحماية الأنفس الأمّارة بالسوء من كلّ استهزاء وسخرية ولعب!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!