-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الرئيس السابق لشباب باتنة فريد نزار في حوار لـ"الشروق":

لا توجد إرادة لمحاربة الفساد ورؤساء يُحاسبون على عدم شراء المباريات

صالح سعودي
  • 1152
  • 0
لا توجد إرادة لمحاربة الفساد ورؤساء يُحاسبون على عدم شراء المباريات
ح.م

يتحدث الرئيس السابق لشباب باتنة فريد نزار في هذا الحوار الذي خصّ به جريدة “الشروق” عن أسباب ابتعاده عن محيط كرة القدم خلال الموسمين الأخيرين، كما يعطي وجهة نظره في قضية التسريب الصوتي الذي حدث بين رئيس وفاق سطيف حلفاية والمناجير سعداوي، ويتحدث في السياق ذاته عن قضايا مماثلة لشباب باتنة وقعت له مع عدة أندية مثل الجار مولودية باتنة وشبيبة الساورة وغيرها، كما يتحدث فريد نزار عن واقع ومستقبل المنافسة وكرة القدم الجزائرية، في ظل جائحة كورونا وتبعاتها من الناحية التنظيمية والفنية والمالية.

بداية، أين هو فريد نزار منذ انسحابه من رئاسة شباب باتنة؟

أنا مع عائلتي وأهتم بأموري المهنية بعد أن أهملتها كثيرا، حيث فضلت أن أكون بعيدا عن محيط كرة القدم.

ما تعليقك على قضية التسريب الصوتي لرئيس وفاق سطيف مع المناجير سعداوي؟

بغض النظر عن حقيقته، لكن محتوى التسريب أصبح حقيقة تطبع واقع كرة القدم الجزائرية.

كيف تنظر إلى مستقبل هذه القضية؟

أظن عندما يتم تحويل الملف إلى قاضي التحقيق سوف يتم إيداع أحد الطرفين.

في حال إصدار قرارات في هذا الجانب، هل العقوبة ستمس الفريق أم الأشخاص؟

القانون واضح.. إذا ثبت التسريب في حق مدير عام وفاق سطيف فإن العقوبة تمس وفاق سطيف، لكن في الجزائر لا أظن أنهم يذهبون إلى معاقبة الفرق، وسوف يجدون مبررات لحماية النوادي.

لشباب باتنة قضايا مماثلة وقعت له مع عدة أندية، والبداية مع الجار مولودية باتنة عام 2008، ماذا حدث بالضبط؟

بالنسبة لقضيتنا مع مولودية باتنة فقد تم وضع ملف لدى رابطة الهواة، مع تسجيل بالصوت والصورة. وقد تم تسجيل اعتذار رئيس مولودية باتنة أمام السلطات المحلية لتدعيم ملفنا، لكن تعرضنا للضغوطات من أجل التنازل، ولم يفتح الملف ولم يدرس من طرف لجنة الانضباط، واتهمنا في ذلك الوقت بإثارة الفتنة رغم أننا كنا على صواب، حتى أن إمام مسجد أول نوفمبر بباتنة كان وراء الصلح وأجبرنا على التنازل بحجة إطفاء الفتنة.

وماذا بخصوص قضيتكم مع شبيبة الساورة التي أثارت الكثير من الجدل حينها؟

قضية الساورة كان من المفروض أن تكون قدوة، لكن تم طمسها من طرف المكتب الفيدرالي السابق، حيث قدمنا لهم تسجيلا بالصوت والصورة وحكما ابتدائيا، ورغم أن قانون العقوبات ينص أن وسائل الإثبات تنص على تقديم تقرير الرسميين، أو محاضر الشرطة تكفي، ولم تتطلب حكما قضائيا، لكن رغم ذلك جلبنا حُكما يدين الثلاثي المدان، وكنا ننتظر الاستفادة رياضيا، لكن المكتب الفيدرالي غيّر القانون حتى يحرمنا من الاستفادة، وبعد أن اكتشفت أشخاصا آخرين أثناء التحقيق أرغمتني الاتحادية بوثيقة رسمية بعدم تقديم شكوى، حتى أن وزير من المنطقة طلب مني التنازل بحكم أن منطقتنا منطقة ضحت بالأمس وتضحي اليوم وفي المستقبل. وبعد أن رفضت تمت معاقبتي وحاولوا إسقاط الكاب إلى جحيم الهواة في الموسم الموالي.

هل ترى بأن قضية الساورة قد أخذت مسارها الطبيعي مع العدالة أم حدثت أمور أخرى؟

القضية في العدالة أخذت مجراها، والحقيقة أن القاضي الذي حكم في القضية كان في المستوي، حيث استطاع أن يصل إلى كل حيثيات القضية وكشف كل الحقائق.

في رأيك لماذا تختبئ الجهات المعنية وراء حجة غياب الدليل في مثل هذه القضايا رغم كثرتها وتنوعها؟

في الجزائر لا توجد إرادة لمحاربة الفساد والرشوة، لأن محيط كرة القدم بشكل عام يحث على ذلك، بل حتى الجمعيات العامة تحاسب الرئيس على عدم شرائه المباريات.

كيف تنظر إلى مستقبل الموسم الكروي في ظل توقف المنافسة بسبب كورونا؟

صعب استئناف البطولة خاصة في القسم المحترف الثاني وبعض فرق القسم الأول، أما في بطولة الهواة سنشهد غياب نواد عن أجواء المنافسة، هناك فرق كبير بين حقيقة الميدان والتخطيط في المكاتب.

ما هي المقترحات التي تراها مناسبة لإنقاذ الموسم الحالي والتفكير في الموسم المقبل؟

من الأحسن حسب رأيي توقيف المنافسة واعتماد الترتيب الحالي، مع إلغاء السقوط ومنح الأربعة الأوائل شرف تمثيل الجزائر على المستوي الإفريقي، وصعود رباعي المقدمة وإلغاء السقوط، وتشكيل قسم وطني ثان الموسم القادم من ثمانية عشر فريقا، وذلك بصعود ثمانية نواد من كل جهة، وهذا من شأنه أن يجنب خسائر مادية كبيرة للنوادي.

كيف ستتعامل الأندية مع مستحقات اللاعبين وملف العقود بناء على هذا الوضع الاستثنائي؟

سوف تجد الأندية صعوبة كبيرة في إقناع لاعبيها بالعودة، خاصة في ظل فراغ خزائن كل النوادي، وهذا سيزيد من متاعب الفرق في أكثر من جانب.

ماذا تقول عن ملف الديون الذي وضع عدة أندية أمام قضايا شائكة لدى هيئات ومحاكم دولية؟

ما يمكن قوله هو أن فرقا لها ميزانية ضخمة وتمويل من شركات كبرى، لكن نجدها مدانة مع اللاعبين، وتجد الاتحادية تسدد مكانها لدى الفيفا، حتى أن بعض الولاة يسددون ديون لجنة المنازعات، وهو ما جعل الأندية تتمادى في أخطائها، وعلى هذا الأساس فإن مشكل كرة القدم في الجزائر هو أن فرقا عندها البحر وزدنا لها “ماء سعيدة”، وهناك فرق أخرى في معاناة كبيرة وتفتقد إلى أبسط الإمكانات ووسائل الدعم.

كف تنظر إلى واقع ومستقبل فريقك شباب باتنة، بصرف النظر عن انسحابك من رئاسته؟

شباب باتنة يعاني منذ مدة، ضيع فرصة كبيرة في 2016، حيث كان بمفرده من الأوراس في القسم الأول، لكن تم غلق التمويل عليه، ما جعله يسقط. أظن إن مشكل “الكاب” في محيطه الذي جعل جمعيته تفقد مصداقيتها، وجعلت كل الكوادر يهجروها. وعليه فإن الحل يكمن في حل الجمعية العامة وإعادة ترتيبها من جديد بأشخاص تتوفر فيهم صفات الرئيس. حاليا صعب أن تشكل مكتبا مسيرا قويا بالتركيبة الحالية، ورغم كل هذه الظروف والصعوبات فإنني أتمنى عودة سريعة لشباب باتنة إلى حظيرة الكبار.

هل تنوي العودة مجددا إلى محيط الكرة بعد تجربة دامت أكثر من 15 سنة مع شباب باتنة؟

لن أظلم نفسي وعائلتي مرة أخرى، ضميري مرتاح لأنني قدمت الذي أقدر عليه لفريقي ولم أبخل عليه، وأعتبر نفسي جزءا كبيرا من تاريخ الكاب، لكن البعض تنكر لذلك وأراد تقزيم كل ما قدمته، بل وصل بالبعض أن ينسب فشله مع القرى والمداشر بي. الكاب انتهى من حياتي، والتسيير الرياضي يجعلك تخسر صحتك وعرضك ومالك ووقتك فقط، وتكون عرضة لأبشع التهم، والدليل أنني منذ ابتعادي تحسنت حالتي الصحية والمهنية والحمد الله، وربي يكون في عون المسيرين الحاليين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!