“لا حوار مع العصابات نريد حوار كفاءات”!

لم تمنع عطلة نهاية السنة، ولا درجات الحرارة المرتفعة والمشي لنصف يوم كل أسبوع، خلال 23 مسيرة ولمدة 5 أشهر على التوالي الطلبة من التخلي عن مطالبهم وإصرارهم بقوة على رحيل الباءات ورموز العصابة، حيث سار الجامعيون، الثلاثاء، كالعادة وبكل أريحية من ساحة الشهداء نحو ساحة أودان دون مراقبة أو تضييق من قبل مصالح الشرطة التي تخلت حتى عن تلك الجدران البشرية بالعديد من شوارع العاصمة.

وتحت شعار “لا حوار مع العصابات نريد حوار كفاءات”، اجتمع الطلبة في حدود الساعة العاشرة والنصف، بساحة الشهداء مشكلين مجموعات ليناقشوا الأوضاع السياسية الراهنة للبلد، على غرار فريق كريم يونس والشخصيات التي رفضت تلبية نداء الحوار، خاصة أن الكثيرين يعتبرون الحراك الشعبي في منعرجه الأكثر أهمية، ليقرروا بعدها السير نحو قلب العاصمة وبالضبط إلى البريد المركزي وساحة موريس أودان مرورا بالجامعة المركزية، مرددين شعارات معتادة على غرار “جزائر حرة ديمقراطية”، “دولة نوفمبرية” و”مطالبنا سياسية الهوية فصل فيها بيان أول نوفمبر”، فيما ردد آخرون على غرار المرات السابقة أناشيد وطنية ورفعوا الراية الوطنية عاليا تعبيرا منهم عن تمسكهم بوحدة الوطن والشعب.

إلى ذلك تميزت مسيرة هذا الثلاثاء، بتراجع حجم “الحراك الطلابي” بشكل ملحوظ مقارنة بالمسيرات السابقة، بسبب عطلة نهاية الموسم الجامعي ودخول الكثير من الطلبة إلى ولاياتهم، إلا أن الجامعيين لا يريدون الاستغناء عن “ثلاثاء السنة” كما أطلقوا عليهم، مركزين في الشعارات التي رفعها على ضرورة الإفراج عن المتظاهرين الذين تم اعتقالهم في المسيرات السابقة، كما حملوا شعارات أخرى مثل “الجزائر تطلب من أبنائها وحدة الصف ووحدة الهدف”، و”الطالب هو رجاء الشعب وذخره” إلى جانب “جيش شعب خاوة خاوة” و”الجيش جيشنا ومهمته حماية وطننا”، علاوة على ذلك دعا الطلبة إلى استقلالية القضاء ومحاربة المتسببين في نهب المال العام، مرددين أسماء بعض الوزراء والمسؤولين السابقين، كما جددوا تمسكهم بضرورة “مواصلة محاسبة الفاسدين وناهبي أموال الجزائريين دون استثناء مع التشديد على استرجاع هذه الأموال التي تقدر بالملايير، لتمكين الجميع من استعادة الثقة في وطنه”.