-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تواصل الاحتجاجات لليوم الثالث تواليًا

لبنان: استقالة 4 وزراء من حزب جعجع

بديع بغدادي
  • 1394
  • 2
لبنان: استقالة 4 وزراء من حزب جعجع
أرشيف

أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ليلة السبت، أنه طلب من وزرائه الأربعة في حكومة سعد الحريري، الاستقالة، تعليقًا على تواصل الاحتجاجات في عموم البلاد لليوم الثالث على التوالي.

في كلمة متلفزة، قال جعجع: “لم تعد لدينا ثقة في أنّ الحكومة الحالية لديها القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة، لإنقاذ البلد”.

وأضاف أنه لم يلمس أي جدية من المسؤولين لمعالجة الأزمة.

وطالب جعجع بتشكيل حكومة جديدة بعيدة كل البعد عن الحكومة الحالية، على حد قوله.

يُشار إلى أن حزب القوات اللبنانية يشارك في الحكومة بـ 4 وزراء، فضلا عن 15 نائبًا في البرلمان.

في غضون ذلك، تتواصل المظاهرات في لبنان منذ مساء الخميس الماضي، احتجاجاً على فشل السلطات في إدارة الأزمة الاقتصادية، في وقت تبادلت القوى السياسية الاتهامات بالمسؤولية عن تدهور الوضع.

وتشهد العاصمة بيروت ومناطق عدة حراكاً جامعاً لم يستثن منطقة أو حزباً أو طائفة أو زعيماً، في تظاهرات غير مسبوقة منذ سنوات، رفضاً لتوجه الحكومة إلى إقرار ضرائب جديدة في وقت لم يعد بإمكان المواطنين تحمل غلاء المعيشة والبطالة وسوء الخدمات العامة.

وبعد تظاهرات حاشدة ليلاً، تخلل بعضها أعمال شغب واعتقالات، عاد اللبنانيون إلى الشارع، وتجمع المئات حاملين الأعلام اللبنانية أمام مقر الحكومة في وسط بيروت، الذي بدا صباحاً أشبه بساحة حرب، تتصاعد منه أعمدة الدخان وسط تناثر الزجاج ومستوعبات النفايات.

ووفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس، تولى الجيش صباحاً إعادة فتح بعض الطرق الدولية، لكن مجموعات شبانية عادت لتجمع الإطارات والعوائق تمهيداً لقطع الطرقات مجدداً.

وفي مؤشر على حجم النقمة الشعبية، بدا لافتاً خروج تظاهرات غاضبة في مناطق محسوبة على تيارات سياسية نافذة، أحرق ومزق فيها المتظاهرون صوراً لزعماء وقادة سياسيين، ما استدعى ردود فعل غاضبة من مناصريهم.
وأوردت وكالات ومواقع لبنانية، أنّ مدينة صور جنوباً، شهدت اتساع نفوذ حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، وخرجت الجمعة تظاهرة مؤيدة له شارك فيها عدد من أنصاره وبينهم مسلحون، رداً على تظاهرات شهدتها المدينة واتهم مشاركون فيها بري بالسرقة والفساد.

وتعرّض مؤيدو بري للمتظاهرين ضد السلطة بالضرب والشتائم، وفق ما أفاد شاهد عيان وكالة فرانس برس، وقال إن أحدهم اعتدى بالضرب على سيدة محجبة.

وقالت شابة مخاطبة بري في فيديو نشرته على وسائل التواصل الاجتماعي إثر التظاهرة “ضربونا ولحقوا بنا بالسلاح والعصي”.

وفي وقت لاحق، أكدت حركة أمل في بيان أصدرته “رفضها للمظاهر المسلحة” في شوارع صور، مؤكدة أنها “بصدد اجراء تحقيق لتحديد المسؤوليات واتخاذ التدابير اللازمة”.

وقال أحد المتظاهرين في مدينة النبطية جنوباً، التي تعد من معاقل حزب الله، لقناة تلفزيونية محلية “نعاني منذ ثلاثين سنة من الطبقة السياسية الحاكمة” مضيفاً “يحاولون تصويرنا على أننا غوغائيون لكننا نطالب بحقوقنا”.
– “أبسط حقوقنا” –

وفي طرابلس، حيث يتمتع رئيس الحكومة سعد الحريري بنفوذ، قالت هدى سيّور، في الخمسينات، “سأبقى في الشارع، لقد استولوا على أبسط حقوقنا، بينما نموت على أبواب المستشفيات”.

وأضافت “منذ ولدنا ونحن نشهد على حروبهم وصراعاتهم وفسادهم مقابل استغلالنا”.
وتخلل التجمع في وسط بيروت ليل الجمعة تدافع بين المشاركين والقوى الأمنية التي عملت على تفريقهم بالقوة عبر اطلاق خراطيم المياه وعشرات القنابل المسيّلة للدموع، ما تسبب بحالات اغماء وهلع.
وانتهت التظاهرة بأعمال شغب من قبل شبان غاضبين أقدموا على تكسير واجهات المحال التجارية وواجهتي مصرفين وعدادات وقوف السيارات وإشارات السير.
وغطت بعض المصارف واجهاتها بألواح معدنية لحمايتها، وفق ما شاهد مراسل فرانس برس.

وأعلنت قوى الأمن الداخلي توقيف “سبعين شخصاً خلال قيامهم بأعمال تخريب واشعال حرائق وسرقة في وسط بيروت”. وفي وقت لاحق، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية عن إطلاق سراح جميع المحتجزين.

وأمام ثكنة الحلو في بيروت، حاول مواطن حرق نفسه احتجاجاً على عدم معرفته مصير ابنه الذي كان معتقلاً قبل اطلاق سراحه.

ودعت قيادة الجيش السبت المتظاهرين إلى “التعبير بشكلٍ سلميّ وعدم السماح بالتعدي على الأملاك العامة والخاصة”.

وينقسم الشارع اللبناني إلى فريقين، تتباين وجهات نظرهما حول إجراء الإصلاحات من جهة، وملف العلاقة مع سوريا المجاورة من جهة ثانية.

وسجل الاقتصاد اللبناني في العام 2018 نمواً بالكاد بلغ 0.2 من المئة، وفشلت الحكومات المتعاقبة بإجراء إصلاحات بنيوية في البلد الصغير الذي يعاني من الديون والفساد.

ويعاني لبنان من نقص في تأمين الخدمات الرئيسية، وترهل بنيته التحتية. ويُقدّر الدين العام اليوم بأكثر من 86 مليار دولار، أي أكثر من 150 % من إجمالي الناتج المحلي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • wassim

    ينطبق عليكم القول :
    خلات راجلها ممدود و راحت تعزي في محمود...

  • Mohdz

    في العالم كله يستقيلو مسؤولون إلا في بلدنا لا توجد كلمة الإستقالة في القاموس . كيفا يستقيلو هؤلاء المسؤولين و يتركون المزايا و الحياة الرغيدة و كلش باطل لي بون ديسونص سرفي فو , سائق شخصي ووو . أما الشعب و أولاد الشعب خليهم ياكلهم الحوت .