لجنة وزارية بالبويرة للتحقيق حول تلوث المياه وعلاقتها بالنفايات الصناعية

حلت بولاية البويرة، نهار الإثنين، لجنة خاصة من وزارة الداخلية مشكلة من ممثلين عن عدة قطاعات لها علاقة بالصحة والأمراض المتنقلة عبر المياه وكذا البيئة والصناعة، وذلك قصد الوقوف على مدى احترام توصيات اللجنة الوطنية لمحاربة الأمراض المتنقلة عبر المياه والتحقيق في قضية انتشار وتسجيل 137 حالة من مرض التهاب الكبد الفيروسي الذي مس عدة أشخاص ببلديات مختلفة، فضلا عن نفوق عدة حيوانات كالأسماك والمواشي، حيث توجهت الشكوك حسب شكاوى المواطنين وتقرير لجنة ولائية خاصة نحو مشكل تخلص المؤسسات الصناعية من نفاياتها بالوديان ووصولها إلى المجمعات السكنية وما تشكله من أخطار على الصحة العمومية.

وكانت “الشروق” قد تناولت في عدد سابق وبناء على تقرير اللجنة الولائية لليقظة، قضية انتشار مرض التهاب الكبد الفيروسي من صنف “أ” الذي مس 137 شخصا من عدة بلديات، على غرار الأخضرية، تاغزوت والهاشمية، ناهيك عن نفوق عدة حيوانات كالأسماك والمواشي مثلما حصل بنفس البلديات، حيث دقت اللجنة المذكورة ناقوس الخطر قصد وضع حد للظاهرة واتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحد من الرمي العشوائي للنفايات، خاصة السامة منها من طرف المؤسسات الصناعية عبر الوديان وبالقرب من المجمعات السكنية.

وهو ما يكون قد عجل بإيفاد اللجنة الوزارية من الداخلية مشكلة من ممثلين عن قطاعات لها صلة بالمشكل كالصحة والبيئة والصناعة، أين ستقف على مدى تنفيذ التوصيات المنبثقة عن اللجنة الوطنية لمحاربة الأمراض المتنقلة عبر المياه وتعتزم زيارة عدة بلديات معنية ومؤسسات صناعية، حيث استهلت زيارتها ببلدية الأخضرية ومنطقة نشاطها، وقامت بمعاينة المذبح التابع لأحد الخواص ومصنع الأدوية، وكذا مدى احترام شروط النظافة بهما وطرق التخلص من نفاياتهما ومعالجتها قبل تحويلها إلى الوادي المجاور، كما زارت اللجنة مقر المؤسسة الوطنية للدهن بمخرج الأخضرية، أين أعطت تعليمات قصد الحذر خلال التعامل مع المواد الأولية السامة، إضافة إلى احترام شروط رمي النفايات والتخلص منها، في انتظار زيارة بلديات أخرى مسها التلوث وعرفت ظهور حالات لمرض الالتهاب الكبدي كتاغزوت والهاشمية وبشلول، مع رفع تقرير خاص حول الظاهرة بالولاية وترك توصيات مهمة للحد منها.

تجدر الإشارة إلى أن سكان عدة بلديات قد وجهوا شكاوى حول تلوث مياه الوديان ببلديات مختلفة كالأخضرية وتاغزوت والهاشمية، مما تسبب في نفوق عدة حيوانات ناهيك عن خشيتهم من صحتهم العمومية من خلال تلوث مياه الشرب وكذا محاصيلهم الزراعية المسقية من تلك المياه، كما زاد من تخوف هؤلاء السكان انتشار مرض الكبد الفيروسي المعروف بانتقاله عبر المياه وتلوث المحيط، موجهين التهمة الأولى للمؤسسات الصناعية التي لا تبالي بصحتهم من وراء تخلصها من نفاياتها السامة بطرق سهلة ومباشرة دون مراعاة تداعيات ذلك ودون احترام القانون المعمول به، وهو ما قد يكون – حسبهم- سببا في ظهور عدة أمراض وبأرقام كبيرة بالولاية وأولها مرض السرطان.