-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجم الدراما الشامية محمد قنوع لمجلة الشروق العربي:

لست أنا من يعارض على استمرارية باب الحارة

طارق معوش
  • 1934
  • 1
لست أنا من يعارض على استمرارية باب الحارة
تصوير: نصار الشامي

كما يقال «فرخ البط عوام»، وهذا ينطبق على أغلب المهن في سورية، وربما في الوطن العربي، فالطبيب يعمل جاهدا كي يكون ابنه طبيبا، والمحامي كذلك، ولا يقتصر ذلك على المهن ذات المنزلة الرفيعة، فالفنان نراه يرث أباه بالفطرة تأثرا به.

– الشروق العربي – التقت الفنان محمد قنوع ابن الفنان مروان قنوع خريج معهد فندقة وسياحة، أحب الفن منذ الصغر، وعندما أراد أن يبدأ حياته العملية كان الفن هدفه، فتلقفه الفنان ياسر العظمة من خلال «سلسلة مراياه» الشهيرة، وأثبت حضورا لافتا في الدراما السورية خلال السنوات الماضية، لاسيما من خلال مشاركته بأعمال البيئة الشامية، إضافة إلى حضوره المتميز في الأعمال المعاصرة والسينما والمسرح.

قنوع تحدث معنا عن العديد من الأمور المهمة الفنية منها والشخصية، فإلى التفاصيل:

لست أنا من يعارض على استمرارية باب الحارة فما يهمني هو المردود المادي

الفنان محمد قنوع، سليل أسرة فنية، فوالدك الفنان الكبير مروان قنوع صاحب الخبرة في السينما والدراما والمسرح والإذاعة والإخراج، إضافة إلى أن ابن عمك المخرج زهير قنوع.. وأنت نجم سوري ترفع لك القبعة، وصاحب شركة إنتاجية «أي بي أس».. ترى ما السر؟

عندما بدأت الحوار معي قلت «فرخ البط عوام»، أنا شخصيا أؤيد هذه المقولة في حال كان الطرف الآخر موهوبا، وأنا منذ أن كنت صغيرا عشت أجواء الفن، وتأثرت بشكل كبير بوالدي، الذي كان يرعى أي رغبة لنا في البيت من حيث تنمية مواهبنا، فشقيقي الأكبر محمد كان نقيب الخطاطين السوريين، وابن عمي المخرج زهير قنوع الذي قدم عددا جيدا من الأعمال المهمة، لذلك عندما أبديت رغبتي كان والدي المعلم الأول وقدوتي، لكنه قال لي: «إن الفن وحياة الفنانين متعبة»، وعندما وجدني موهوبا ومصمما أخذ بيدي، وكانت أولى خطواتي من خلال مرايا للفنان ياسر العظمة الذي كان له الدور الكبير والمهم في تنمية موهبتي.

أنت والبيئة الشامية.. هل ما يجمعكما حب أم هواية.. لأنك أبدعت من خلال أدوار تسند إليك وتركت أثرا كبيرا لدى المشاهد خاصة في «باب الحارة»؟

بطبعي أحب الأعمال التي تصور الواقع الذي كان يعيشه الأجداد من خلال بيئة عشقناها وعشنا بأحيائها العتيقة الضيقة، حيث النوافذ تتعانق، والأبواب تكاد تنطق بإرث تاريخي بعد مئات السنين إلى الوراء، وهذا ليس تعبيرا فقط وصف كلام إنه واقع، ومن هنا أحببت «باب الحارة» بأجزائه، وأحببت «طاحون الشر»، و«أسعد الوراق» و«ليالي الصالحية» و«الحصرم الشامي» و«بيت جدي»، وفي أغلب الأحيان تسند إلي أدوار الشر، علما أنني في الحياة العادية لا أحب الشر ولا العنف.

هل أنت مع استمرار إنتاج أجزاء أخرى من العمل خاصة بعد انتشار خبر يؤكد أن هناك اتفاقيات على إنتاج أجزاء جديدة؟

لست أنا من يقيم أو يعارض على أجزاء جديدة لمسلسل باب الحارة.. الذي أعتبره فانتازيا شامية بدأت العمل فيه وسأستمر طالما العمل موجود، وعلى اعتباري ممثلاً لا أخفي حاجتي إلى المردود المادي الجيد، وأظن حالي من حال جميع الممثلين حتى الذين انتقدوه. ولا يمكننا إنكار حقيقة أن المسلسل متابع عربيا وله جماهيرية كبيرة خصوصا في الأجزاء الأولى، إذ إنه حاضر بشكل لافت.

لم نر أي عمل كوميدي وأغلب الأعمال الأخيرة أعتبرها تهريجا سواء سورية أم عربية

لننتقل إلى الكوميديا، فقد برزت بداية مسيرتك بسلسلة “مرايا” لكنك ابتعدت عن هذا النوع، فما السبب؟

ربما لأنني اشتغلت في أعمال مسرحية عديدة في بداياتي على مدى سنوات طويلة، استمرت من 1993 حتى 2010، أي 17 عاما، أعتبرها كافية كي أغير اتجاهي وأميل إلى الأدوار الجدية أكثر، كما أن العمر له حقه والمخرجون يحبذونني بهذا الطابع. لكن لن يمنعني ذلك من أداء دور كوميدي جميل في حال عرض عليّ.

كيف تقيّم الأعمال الكوميدية المطروحة في السنوات الأخيرة؟

“ساخراً”، لم نر أي عمل كوميدي، فمؤخراً ورغم حاجتنا الماسة إلى هذا النوع، أصبحت جميع الأعمال المقدمة بعيدة جدا عن الكوميديا وأقرب إلى التهريج، حتى الأجزاء الأخيرة من “بقعة ضوء”. لكن هناك بشائر بعودة قريبة للكوميديا من خلال الجيل الجديد، الذي أعتبره بشرى خير على الساحة الفنية السورية والعربية ولم لا.

معروف عنك أنك من أقدم فناني “الدوبلاج”، هل من أعمال مدبلجة جديدة ستشارك فيها؟

شاركتُ مسبقاً في أربعة أعمال مدبلجة ليس لها علاقة بشركة  ABC، وانقطعت عن الدوبلاج مدة عام تقريباً، لكن في حال عُرض عليّ أداء شخصية معينة تناسب صوتي سأشارك بالتأكيد.

مؤخراً خرج بعض الممثلين بـ”حراك” لزيادة أجور الدوبلاج.. هل كنت من بين المطالبين؟

لا، لكنني تواجدت هناك كمدير شركة ABC وممثل عنها، وقد سعدنا بهذا الاتحاد الذي حصل للمرة الأولى بين الممثلين وحاولنا تلبية جميع المطالب.

هل الدخل المادي بمهنة الدوبلاج يغني الفنانين عن التمثيل؟

لا، أبدا.. هذه المعلومة مغلوطة فأجور الممثل أعلى بكثير، إلا إذا عمل مع أكثر من شركة وفي أكثر من عمل.

 كان هناك شكوى من قبل أغلب الفنانين من حيث الأجور المتدنية على حساب الكم بالنسبة إلى بعض النجوم.. هل مازالت تعاني الساحة السورية الفنية من ذلك؟

هذا واقع، وعلينا أن نعترف بذلك، لأن شركات الإنتاج تعطي فنانين محددين ومعينين أسعارا عالية، على حساب فتات لبقية الفنانين، وهذا ليس عدلا، وأقولها صراحة، الأعمال السورية أصبحت «بطولات جماعية»، ولم يعد هناك نجم في أغلب الأحيان، وهناك نص، خاصة أن أغلب الأعمال السورية تسوق إلى الخارج بمبالغ خيالية، إذا، لماذا لا يأخذ الفنان حقه الذي يستحقه؟

هل عملت في الإذاعة، خاصة أن والدك مروان قنوع مخرج إذاعي محترف؟

طبعا عملت في الإذاعة منذ الصف الرابع الابتدائي مع والدي المعروف بهذا المجال من خلال إخراجه لأهم البرامج منها “حكم العدالة”. واستمررت بالعمل الإذاعي حتى عام 2014 لكنني ابتعدتُ مؤخراً نتيجة ظروفي وانشغالاتي وأيضاً لأفسح الطريق أمام أصحاب المجال أكثر.

الفنان السوري يعتبر مقاوما، كالجندي الذي يحمل السلاح لحماية الوطن

هل لديك استعداد للتخلي عن لهجتك الشامية مقابل عمل؟

حسب الظروف، في حال توفر الدور الجميل سأغير لهجتي حكماً، لكنني أتخيل أنني قادر على تأدية اللهجة المصرية أكثر من اللبنانية مثلاً وحتى الجزائرية ولم لا.

لقّبك المخرجون بـ”الزبدية الصينية”، لكن دائماً ما نراك بشخصيات سلبية.. ما السبب؟

اختيار المخرجين يلعب دورا كبيرا بذلك، لكنني بصدق أحب هذا النوع من الشخصيات لأنها تترك أثراً لدى المشاهد أكثر من غيرها. ورغم ذلك أحاول التنويع، فعندما أديت شخصية “المقدم قصي” السلبية بمسلسل “عناية مشددة” جسدت مقابلها شخصية رجل بسيط مهجر ومغلوب على أمره في مسلسل “بانتظار الياسمين”.

يصفونك بـ “اللئيم”.. هل الأدوار التي أديتها كانت سبباً لهذا الحكم المسبق؟

ربما تكوّن بحكم الأدوار السلبية التي جسدتها، ولكنني بالواقع شخص خجول جداً، حتى عندما أمشي بالشارع وأرى جمهوري تراودني حالة من الحيرة والحياء، فلا أعرف إن كان يجب إلقاء التحية عليهم أم لا؟! لذلك أنا لستُ لئيماً أبداً.. ضاحكاً: و”بجبلك إثباتات”.

يقال إن الوسط الفني السوري يعاني من «الشللية»، إضافة إلى ما يعانيه من حرب أثرت على الدراما السورية التي كانت وراء رحيل العديد من الفنانين؟

أرى أن «الشللية» التي يتحدثون عنها بشكل دائم ليس لها من أثر كبير على الحياة الفنية، وأنا شخصيا لا أعاني منها لأن مبدأ «الشللية» ليس صحيحا بمهنتنا، وإذا افترضنا أن مخرجا ما له «شلة» محددة، ترى هل أعماله سوف تنجح في حال لم يعتمد إلا على فنانين محددين؟ بالتأكيد لا، لأن الفن علم قائم بحد ذاته، وهدف الشركة التسويق والربح، والمخرج هو دينامو العمل من حيث التوجيه والإرشادات ورؤيته لأداء الفنانين وحبك القصة، وليس من مصلحته أن يسند الدور إلى فنان لا يبدع بدور فارس مثلا أو رجل أو زعيم حارة أو طبيب، من هنا أتت التصنيفات «نجم شباك تذاكر، نجم صف أول وثان وثالث»، وصولا إلى الكومبارس، والمخرج الذي يقع في الخسارة، صدقيني فإن شركات الإنتاج لن تسدي له أي عمل آخر.

كيف يقيم قنوع الدراما السورية مؤخرا؟

أقولها صراحة، بالنسبة إلى الظروف التي يعمل فيها الفنان السوري يعتبر مقاوما، كالجندي الذي يحمل السلاح لحماية الوطن، نصور بظروف غاية في الصعوبة، وكانت قذائف الهاون تستهدفنا، وفي أكثر من مرة أوقفنا التصوير، لأننا كنا بأماكن قريبة جدا من حيث تواجد الإرهابيين ولا يفصلنا عنهم إلا بضع مئات من الأمتار.

أنا زوج ديمقراطي.. ولستُ لئيماً.. ووظيفة الإعلام متابعة أخباري الفنية لا الشخصية

 أين أنت من السينما؟

خضت تجربتين مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد بفيلمي “خارج التغطية” و”أيام الضجر” كما كان من المفروض أن أشارك بفيلم “الأب” مع المخرج باسل الخطيب، لكنني اعتذرت عنه نتيجة انشغالي بالشركة.

هناك صورة واحدة لعائلتك انتشرت بكثرة، لماذا لا تُقدم عائلتك للإعلام والسوشال ميديا؟

صراحة لا أحبذ ذلك أبداً، فعائلتي ملك لي وأخبارها تخصني أنا شخصيا، ولا يحق لأحد تجاوزها. ووظيفة الإعلام بالنهاية متابعة أخباري على الصعيد المهني فقط.

لاحظنا غياب زوجتك عن المناسبات والدعوات الفنية الموجهة إليك.. لماذا تبعدها عن هذا المجال؟

هي التي اختارت ذلك لكونها لا تفضّل هذه النوعية من الحفلات، وبالعموم “أنا زوج ديمقراطي وتاركها على راحتها”.

في البدايات اعترض والداك على دخولك الوسط الفني لكن إصرارك وموهبتك جعلاك تستمر.. هل يمكن أن تقف بطريق أبنائك في المستقبل؟

صحيح، فقد عارض أهلي دخول المعهد العالي للفنون المسرحية بعد أن كانوا مُحَاربين بمسرح “دبابيس”، أما أنا فعلاقتي جيدة مع كل الممثلين والفنيين وشركات الإنتاج. ولأولادي الحرية في دخول المجال فقد عملت ابنتي في مسلسلي “بنات العيلة” و”بانتظار الياسمين” ولم تكن عندي أي مشكلة بذلك.

سبق وصرحت بأن قلة الحظ عائق بطريق شهرتك.. هل تعتبرها أيضاً سبباً لغيابك عن أدوار البطولة المطلقة؟

نعم، بالتأكيد أعتبرها مسألة حظوظ.. فهناك أشخاص تقلدوا دورا بطوليا في أول مشاهدهم على الشاشة وآخرون ظلوا على الهامش رغم جهدهم وموهبتهم. على كلٍّ لا يهمني كثيراً الحصول على دور بطولة مطلقة بقدر ما يهمني أن أثبت ذاتي في أي عمل أجسده مهما كان صغيراً، ورضا الجمهور ومحبتهم أهم من كل شيء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • منيره

    متى تتصدى الدولة للغزو المشارقي لتحطيم العقول والثقافة الوطنية ؟