-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لغة السلاسل و”الكادنة”!

جمال لعلامي
  • 898
  • 0
لغة السلاسل و”الكادنة”!

دخلت محلا تجاريا “شعبويا”، فتفاجأت بخطاب “شعبي” متشعّب بين صاحب الدكان، وهو شيخ “طاعون” في السنّ، يتجادل مع أحد زبائنه المصابين بكوليرا الأسعار، فقال الأخير: هل سمعت بأن النواب أغلقوا باب البرلمان بالسلاسل و”الكادنة” مثل ما يغلق عمّي موح “الفيرمة”، فقال “الطاعن”: واش راهم أيحوسوا، ياخي راقدة وتمونجي؟
قال الزبون: “راهم حابّين ينصلو الشيخ بوحجة كيما ينصّل عمّي احمد الكوردوني المسامر من السباط المشمّخ”.. ابتسم البائع الناجي من الزمن الجميل، ثم ردّ متمتما: “علابالك بلّي واش جبت معاك من الدراهم، ما يكفوكش اليوم باش تعمّر موزيطة الذراري؟”.. ردّ المشتري بمكر: “راك حاب تهربلي وتغرّقني في كرشي.. أنا نحكيلك على الصكّ والدكّ ألـّي راه في لابيان بين الديبيتيا وأنت تهدرلي على العدس واللوبيا”؟
قال صاحب الحانوت: “ياو كي تشبع الكرش اتقول للرّاس غني.. أنا وأنت الشرّ اقتلنا، وهاذوك ألـّي راهم يضّاربو دبزة ودماغ شبعوا بانان وكيوي، دوروها بوليتيك.. خلّينا من جرّتهم”.. نطق الشاري: “والله غير عندك الحق.. خلينا في المزيرية انتاعنا.. أشحال راهو العدس!؟”. ..هذا نموذج بسيط من حوار قصير بين بسطاء فقراء تعساء، مازالوا غارقين في همومهم اليومية وقدرتهم الشرائية وأحوالهم المعيشية، وبالفعل، فقد تحوّلت “معركة البطون الخاوية”، إلى أولوية عند هؤلاء، لا يهمهم نواح النواب وصياحهم في فناء البرلمان، ولا معنى بالنسبة لهم لأصول وفصول “الهوشة” بينهم وبين “عمّهم السعيد” الذي انتخبوه ثم أعدموه!
تصوّروا لو أن الناخبين الذين انتخبوا النواب، كلّ في ولايتهم، وكلّ حسب حزبه، “داروا عليهم” لسبب من الأسباب، فقرّروا الانتقال إلى “قصر الشعب” بالعاصمة، وهناك اعتصموا مثل النواب الذين تجمهروا ضد بوحجة، وأغلقوا الأبواب بالسلاسل و”الكادنات”، وظلوا هناك إلى أن يُعلن البرلمان وبعده المجلس الدستوري، عن رفع الحصانة عن هؤلاء النواب وإنهاء ولايتهم، تحضيرا لتنظيم تشريعيات جديدة يُعيد فيها المواطنون اختيار منتخبيهم الجُدد!
هل سيرضى “المغضوب عليهم” بهكذا سيناريو؟ هل سيستسلمون ويحترمون “إرادة” المواطنين الذين انتخبوهم، ثم تخلوا عنهم وسط الطريق، أم أنهم سيقولون للمحتجين ضدّهم “الكلام الأوّل ما يتحوّل”، ويزيد آخرون عليها فيقولون: “أطفرت.. انتظروا بعد 5 سنين.. نحن ممثليكم رغما عنكم”!
عندما يشرع رؤساء أحزاب، في المطالبة بحلّ جميع المجالس المنتخبة، وتنظيم انتخابات جديدة، على ضوء التسونامي الذي يعصف بالبرلمان، فهذا إن دلّ فإنما يدلّ بأن المنعكس الشرطي بدأ يشتغل، وأن لعاب البعض أو الجميع يسيل على “كعكة” مازالت داخل ثلاجة مغلقة بالمفتاح!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!