-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لقاء الإعلامية بالكاتبة

الشروق أونلاين
  • 426
  • 0
لقاء الإعلامية بالكاتبة
ح.م
الراحلة آمال زواغي على يمين الصورة رفقة الدكتورة ليلى محمد بلخير

تؤرقني الكلمات ولا أجد دواء إلا البوح يا صديقتي آمال، ولطالما أرقت واستبد بي الأرق، ليجالسني الليل ويرسل سدوله علي غير مكترث بحزني وأوجاعي، أحاول أن أستجمع فصولا من حياتنا معا أتوق أن أعيشها من جديد معك عبر الذاكرة، هنا ينفعني أرقي في مد الحروف على الحروف، لحظة انبعاث رسائل حنيني، كوميض التذكار يمضي سريعا، يشعل اللهيب في الحل والترحال، أتذكرك وكيف لي أن لا أتذكرك ؟
أتذكرك لأن قصتي متصلة بقصتك، أتذكرك وأنا أسير في كل الأماكن التي سرنا فيها معا في مدينتك ومسقط رأسك تبسة، كل الدروب في تبسة تعرفك، وكأن روحك ترافقني أينما حللت، دخلت مبنى الإذاعة، وجدت بسمتك قد سبقتني لتحية صديقتنا الوفية المذيعة وهيبة، لمعت عيوننا ثلاثتنا، آه من يصدق، كنت معنا، وأحسسنا في لحظة واحدة بمعانقة روحك لنا، مازلت أتذكر أول يوم شددت يدي وعرفتني بوهيبة، هل كنت ساعتها تعرفين أنك سترحلين مرتين، الأولى إلى العاصمة والثانية إلى دار الحق، كنت تريدين للقاء روحي أبدي بيننا ثلاثتنا، هل تعرفين أني أشتم حبها لك من بعيد وأحب منها كل هذا الحب، وضعت يدي في يدها، وأمسكت يدي الأخرى بيدك وسرنا معا في عالم الأثير، وكنت حقا ملهمتي، للوهلة الأولى أحجمت وتخوفت من المواجهة وقلت لك: “ولكني لست إعلامية يا صديقتي أنا كاتبة”. قلت لي وأنت تضحكين: “لم تتغيري يا ليلى وهاأنت مثلما عرفتك من زمن التسعينات تحجمين عن التأثير وتحبين الانزواء في زاوية واحدة الكتب والدفاتر، لا ضير من التجربة يا ليلى اتركي الجمهور هو الذي يحكم”، ضحكنا من أعماقنا ونحن نتذكر كيف حدث أن التقينا؟ في الجامعة الإسلامية قسنطينة، جئتني وفي داخلك رغبة قوية في تنظيم ملتقى دولي في الإعلام الإسلامي، وطلبت مني أن أكتب لك الورقة التنظيمية، وبسرعة البرق كتبت لك ما كنت ترغبين بالضبط أن يكتب، فرحت به فرحة لا توصف، وقلت لي وأنت تهزين كتفي هزا قويا”، تكتبين أفكاري وكأنك دخلت في ذهني وعبرت عن خاطري، تعرفين أني أريد من رسالة هذا الإعلام أن تتقي الله ولا تقدم إلا ما يخدم المجتمعات، ويحافظ على أخلاقها ويعززها ويرفع شأنها”، والتقينا وكيف عرفنا أن حديث الروح قد بدأ بيننا ينسج فصول قصة نادرة في هذا الزمان، كنت مديرة الملتقى وكنت معك مسؤولة الصياغة والتوصيات، كنا في سن العشرين واليفاعة ونحمل على عاتقنا مشروع أمة كاملة، وسط ذهول الجميع قمت بإدارة الجلسة الأولى بشجاعة، وجاءني صوتك الرصين بالأناغيم الساحرة، وقلت لك بشغف “أنت مذيعة صديقتي ولدت إعلامية مثلما ولدت وفي يدي القلم يكتب”. أحكمت قبض يدك في يدي وابتسمت وسرت بصوتك نحو المعالي …

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!