-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لماذا الشروق؟

لماذا الشروق؟
ح.م

عندما نقول إن بزوغ شمس الشروق يعود إلى أكثر من ثلاثين سنة، فمعنى ذلك أن هذا الصرح الإعلامي الكبير، قد عاصر أهم المحطات السياسية والاجتماعية والعلمية والرياضية وحتى الوبائية التي عاشتها الجزائر، بحلوها وخاصة مرّها، ولا نكاد نحصي لهذا الجواد الأصيل إلا النادر من الكبوات، وجميعها من باب اجتهاد المؤمن الذي يصيب أحيانا ويخيب أخرى، ويبقى الأجر مضمونا.

لقد تعرضت الشروق جريدة وفضائية في سنوات سابقة إلى رصاص “القناصين” من الذين، ما كان يهمُّهم وضع الحواجز في طريقها، بل تنفيذ ما يحلمون به لإسكات صوتها الوطني، فكانت تعيش سنوات من دون إشهار عمومي، ويعاني من يحمل قلما فيها أو ميكروفونا من ويلات المتابعة، حتى بزغ نور الحَراك الشعبي، الذي منح الجزائر ومعها الشروق ومضات أمل في جزائر جديدة لا يمكنها أن تكون إلا بسواعد أبنائها، وبقبر الممارسات السابقة التي حوّلت الجزائر إلى مملكةٍ في جمهورية، في بلد ثريّ وشعب فقير، يغرزون فيه حقنة الفتن، كلما حاول القيام من سكرته، وجاءت الإطلالة الأخيرة لمواقع تحلم بنهاية الشروق، وتقذف الكذب على لسانها، لتؤكد بأن بقايا العصابة لن يهنأ لهم بال حتى يطفئوا كل أنوار البلاد وشروقها بأفواههم، طبعا إن استطاعوا.

تلقت الشروق بأسبوعيتها ويوميتها وتلفزيونها على مدار ثلاثة عقود الكثير من الضربات، وكانت كلما تجذرت بمواقفها وسط المجتمع أسكتوها إما بالغلق كما حدث في أواخر تسعينيات القرن الماضي، عندما منعوا طبعها كأسبوعية حوّلت ميزان المقروئية من الصحف القادمة من فرنسا والمشرق العربي، إلى صحيفة جزائرية بلغ سحبُها 335 ألف نسخة، ونالوا من اليومية عندما بلغت مليوني نسخة، حتى كادوا يعصفون بما تبقى من معنويات طاقمها، قبل أن ينتقلوا إلى قنواتها التي كان لها الشرف أن تقدّم للجزائريين أول اجتهاد جزائري لبعث قنوات تلفزيونية خاصة، ولكن زمن العصابة حاول دائما إطفاء الشروق، وعندما عجز وسيق أهلها إلى العدالة فرادى وجماعات، تحوّل إلى حلم أزرق من باب “تلك أمانيهم”.

ليس للجزائر من خيار غير “النيّة” الصافية، والشروع في تجسيد مشروع الجزائر الجديدة، فقد كسّر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الكثير من القيود الاقتصادية بالخصوص، عندما حوّل الاقتصاد من الريع إلى الثروات المخفية من طاقةٍ شمسية وفلاحة السكر والزيت والقطن والذرة وغيرها، وطالب بإحصاءٍ دقيق للثروات التي غمرها على مدار عقود سائلُ النفط حتى صرنا لا نرى أنفسنا إلا في سواده، وباشر عملية كبرى للاستفادة من أدمغة الجزائر التي هجّرها القهر.

وليس للجزائر من خيار، سوى أن تحوّل كوادرها من أطباء ومهندسين وقانونيين وإعلاميين وغيرهم… إلى شريك في البناء الجديد، الذي لاحت أسسُه في 22 فيفري 2019، وبدأت ملامحُه تظهر في إصلاحات جذرية مسّت الكثير من القطاعات، وتأمل الشروق أن تكون كما كانت دائما، مع فرح الجزائريين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • جزائري.

    شكرا على التوضيح....سمعت الخبر ففزعت ... الشرق شوكة في حلق الشرذمة الضالة مغسولي الدماغ.