-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نسمات رمضان

لماذا النّكوص بعد رمضان؟

سلطان بركاني
  • 831
  • 1
لماذا النّكوص بعد رمضان؟
أرشيف

يومان أو ثلاثة، ويرحل ضيفنا العزيز، وربّما يعود كثير منّا إلى ما كانوا عليه في شعبان، مع غروب شمس آخر يوم من رمضان.. فلا حول ولا قوة إلا بالله يوم يختار من يختار منّا العودة إلى حياة الغفلة بعد شهر من الاجتهاد؛ إضاعة للصّلاة، وهجر للقرآن والصيام، وغفلة عن الذّكر والدّعاء، ونكوص عن الصّلاة في بيت الله.. لا حول ولا قوة إلا بالله يوم تهجر المساجد، ولا حول ولا قوة إلا بالله يوم تظلم البيوت في وقت السّحر ووقت الفجر، يرتفع أذان الصّبح مدويا فلا مجيب، وتقام صلاة الفجر فإذا الصّفّ الثاني من المسجد لم يكتمل.
إنّ هذه الحال التي أصبحت جزءًا من حياتنا وواقعنا، وتتكرّر معنا كلّ عام، لا تبشّر بخير، ولا تدعو إلى التّفاؤل لمستقبل هذه الأمّة التي تداعت عليها الأمم في هذا الزّمان كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها.
حرام وعيب وعار أن يصبح هذا الدّين العظيم أهون عند بعضنا من الثّوب الذي يلبسه إذا احتاج إليه، ثمّ ينبذه متى ما رأى أنّه قد استغنى عنه!
إنّ هذا الدّين هو حياتنا، ولا صلاح ولا عزّ ولا سعادة لنا من دونه، فنحن أشدّ حاجة إليه من حاجتنا إلى الطّعام والشّراب بل وإلى الهواء الذي نتنفّسه، فمتى سيتّخذ كلّ واحد منّا قراره بأن تكون حياته كلّها لله؟ بأن تكون أيامه وشهوره كلّها لله؟ متى سنتنبّه لحال هذه القلوب والأرواح التي نحمل في أجسادنا؟ ربّما يكون منّا من يحمل بين جنبيه قلبا غلّفه الرّان وأشرب حبّ المعاصي والذّنوب، وروحا تطاول عليها ليل الغفلة فأصبحت لا ترى عنها بديلا.
أيها الأخ الحبيب.. يا من بدأت تعود إلى عهدك قبل رمضان.. أنا لا أخاطبك من علٍ، فأنا مثلك عبد ضعيف مقصّر، لا آمن على نفسي وأخاف على إيماني.. وأريد أن أذكّر نفسي وأذكّرك بأنّ الله غنيّ عن عبادتنا وطاعتنا، لكنّنا نحن من نحتاج لنستقيم على دينه، ونثبت على الحدّ الأدنى من طاعته، لنسعد في الدّنيا والآخرة.. الثّبات على الدّين لن يفوّت علينا نصيبنا من الدّنيا، ولن يحول بيننا وبين الاستمتاع بالحلال والتّرويح عن النّفس، لكنّه فقط ينظّم يومياتنا ويجعل رضا الله محور حياتنا وغايتَنا.. رمضان يذكّرنا بهذه الحقيقة، ويقودنا -بإذن الله- في تجربة نذوق خلالها لذّة القرب من الله، ليتّخذ كلّ واحد منّا قراره بأن يجعل شهور حياته كلّها رمضان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • احسن

    ليدهب و لا يعود .كرهنا منه و لم ياتي الا بالجوع و العطش و الخبث و النفاق. اتضنون لماد? لان لرمضان نفسه خصال غير محمودة و منبودة و ياتي بها كلما طل علينا