-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بلغت أكثر من 104 آلاف إصابة

لماذا تسجل أمريكا أكبر عدد من الإصابات بكورونا؟

الشروق أونلاين
  • 7710
  • 10
لماذا تسجل أمريكا أكبر عدد من الإصابات بكورونا؟
أ ف ب
سائح يلتقط صوراً قرب لافتة تعليمات بتدابير الوقاية من فيروس كورونا أمام نصب لنكولن التذكاري في العاصمة الأمريكية واشنطن يوم الجمعة 27 مارس 2020

انتقلت الولايات المتحدة من رصد أول إصابة بفيروس كورونا المستجد على أراضيها في نهاية جانفي إلى إعلان حصيلة رسمية، الجمعة، تفوق مائة ألف إصابة، ما يجعل هذا البلد يحتل المرتبة الأولى في العالم في عدد الإصابات بوباء كوفيد-19.

وقضى حوالى 1700 شخص جراء إصابتهم بفيروس كورونا حسب آخر حصيلة، غير أن نسبة الوفيات تبقى أدنى بكثير مما هي في العديد من الدول الأوروبية.

فكيف وصلت الولايات المتحدة إلى ما هي عليه اليوم؟ وما الذي يمكن توقعه بشأن تطور الوضع؟

تأخير في إجراء الفحوص

يحذر خبراء الصحة العامة بأن الوباء لم يبلغ ذروته بعد في الولايات المتحدة، غير أن ثمة عوامل عدة خلف تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات في هذا البلد.

ففي بداية أزمة انتشار الوباء، اتُّهم الرئيس دونالد ترامب بالتقليل من خطورتها، بتأكيده خلافاً لرأي مسؤولي الصحة أن انتشار الفيروس محلياً ليس أمراً “محتوماً”.

ومع توالي الإصابات، أولاً في ولايتي واشنطن وكاليفورنا (غرب)، بدا البلد عاجزاً عن رصد الأشخاص الذين كانوا على تواصل مع المصابين بشكل فعال لعدم توافر فحوص على نطاق واسع لكشف الإصابات بالفيروس.

ورفضت الحكومة في بادئ الأمر رفع بعض القيود للسماح للولايات بتطوير فحوصها بنفسها، ما زاد من التأخير في مواجهة الأوضاع.

وأرسلت أولى الفحوص المتوافرة إلى مقر مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أتلانتا.

وبدورها أرسلت مراكز مكافحة الأمراض فحوصاً غير صالحة إلى الولايات، ما زاد من التأخير.

ولم ترفع الحكومة القيود المفروضة إلا في 29 فيفري، يوم حصول أول وفاة في الولايات المتحدة، وبعد أكثر من شهر على رصد أول إصابة. وبعد ذلك، انضم القطاع الخاص بدوره إلى الجهود.

وأوضح غابور كيلن مدير قسم طب الطوارئ في جامعة جون هوبكينز لوكالة فرانس برس: “لو تمكنا من الوصول إلى رصد الذين تواصلوا مع الأشخاص المصابين، لكنا ربما عثرنا على المزيد من الحالات بشكل سريع، وعزلنا مواقع الانتشار الكبير”.

وسعى المسؤولون الأمريكيون للدفاع عن أنفسهم فرددوا أن الفحوص التي طورتها كوريا الجنوبية، البلد النموذجي على صعيد إستراتيجية الرصد الجماعي للإصابات، كانت تعطي أحياناً نتائج إيجابية بالخطأ.

لكن هذا لا يهم برأي غابور كيلن الذي يؤكد “الأمر الذي أعلمه لتلاميذي في الطب: أي شيء أفضل من لا شيء، وكلما كان الوقت أبكر كان الأمر مجدياً أكثر الأفضل عدو الجيد”.

لا تحرك وطنياً

باتت ولاية نيويورك بؤرة الوباء في الولايات المتحدة مع تسجيل حوالى 45 ألف إصابة وأكثر من 500 وفاة حتى الجمعة، وهي أرقام تشهد تطوراً سريعاً.

تليها ولاية نيوجيرسي المجاورة، ثم كاليفورنيا وولايات واشنطن وميشيغان وإيلينوي، مع تركز الحالات في المدن الكبرى مثل نيويورك.

وحذر أستاذ الصحة العامة في جامعة هارفرد توماس تساي من أنه يجدر بالولايات التي لم تشهد تزايداً في انتشار الوباء في الوقت الحاضر، ألا تسارع إلى استخلاص العبر.

وقال لفرانس برس، إن “الولايات المتحدة ليست مجموعة موحدة، فهناك خمسون ولاية مع تحركات مختلفة قررها الحكام وإدارات الصحة العامة المحلية”.

وأضاف “أعتقد أن ما نحن بحاجة إليه هو مجهود وطني حقيقي بالتنسيق” محذراً من أن الاستمرار في “ردود متباينة” بين الولايات تستهدف حركة الأشخاص قد تجعل ولايات جديدة تشهد انتشاراً للوباء شبيها بما يحصل في نيويورك.

وفرض الحجر المنزلي اعتباراً من بعد ظهر الجمعة على أكثر من 60 في المائة من الأمريكيين، ما يعني أن حوالى 30 في المائة من أصل تعداد إجمالي قدره 330 مليون نسمة غير خاضعين لهذا التدبير.

ماذا الآن؟

ما يبعث على الأمل هو أن معدل الوفيات الوطني المستند إلى عدد الإصابات المثبتة يبقى في الوقت الحاضر متدنياً نسبياً، بمستوى 1.5 في المائة بالمقارنة مع 7.7 في المائة في إسبانيا و10 في المائة في إيطاليا.

لكن هل سيستمر هذا التوجه؟ هذا سؤال ينقسم حوله الخبراء.

أوضح خبير علم الأوبئة في جامعة تورونتو ديفيد فيسمان لفرانس برس، أن “نسبة الوفيات لا تطمئن”، موضحاً أنها “ستزداد لأن الأمر يستغرق وقتاً حتى تحصل وفيات. أتوقع أن تكون الولايات المتحدة على أبواب وباء كارثي بالمطلق”.

ويتفق الجميع على نقطة واحدة وهي أن تدابير الابتعاد الاجتماعي ضرورية للاستمرار في “خفض مسار” انتشار الوباء، أي إبطاء عدد الإصابات الجديدة وسرعة تسجيلها لتفادي قدر الإمكان استنفاد طاقات المستشفيات كما يحصل في نيويورك.

ومن المحتمل من وجهة نظر علمية أن يتحول الفيروس مع الوقت إلى شكل أقل فتكاً، برأي غابور كيلن، كما أن الحر والرطوبة قد يبطئان انتشاره.

وتتوقع كلية الطب في جامعة واشنطن إذا ما استمر المسار الحالي تسجيل ذروة في انتشار الوباء قرابة منتصف أفريل، على أن يراوح عدد الوفيات حوالى 80 ألفاً اعتباراً من جوان ويشير النموذج الذي وضعته الكلية إلى أن هذا العدد سيتراوح بين 38 ألف وفاة كحد أدنى و 162 ألفاً كحد أقصى.

وبالمقارنة، فإن الإنفلونزا أسفرت عن وفاة 34 ألف شخص في الولايات المتحدة خلال 2018-2019.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • تاتا

    تأمل قول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ . فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} [الأنعام:42-45].

  • dzair

    لانها تقوم بتشخيص المرض بإعداد هائلة. الناس هناك يذهبون طواعية لمراكز التشخيص. زد على ذلك هم قوم يتنقلون كثيرا لكسب رزقهم أو الترفيه عن النفس

  • فداء الجزاءىر

    الامريكي ينظر لنفسه انه سوبارمان من افلام هوليويود غير قابل للهزيمة و انه البطل و ينتصر داءما مع اعداءه ، و الحرية الزاءدة عن الحاجة ستجعل من الجاءحة تحتفل معهم في عيد الاستقلال و الاحتلال معا .

  • جللللللول

    وكأن العالم في سباق الدوله التي تكثر فيها إصابات بهذا الفيروس وتكون فيها قتلى أكثر هي من ستفوز بالجائزة أما الدول التي يكون فيها العدد أقل فستعاقب بحرب مجهوله .

  • متطوع مغترب

    ١ - لأنها تدرك أنها تستطيع السيطرة عليه عندما يحين الوقت المناسب بعد تصفية الحسابات
    ٢ - أو خطاء فادح في ترتيب الأولويات
    أنا اضن انها قادرة في تحكم معا الافكارها لأنهم يقولون نحن واثقون في هزيمة حتى معا الشيطان على حسبي معلوماتهم !!! ؟؟؟؟،

  • Samir

    الحسد يدفع الدول الكسولة لتفرح بكل كارثة تحل بالدول المثابرة. نرجو من الله ان يشفي المصابين في العالم و ان يهدي الكفار منهم الى التوحيد. يجب على الرئيس تبون و صناع القرار في بلدنا ان يتعظوا و يستنتجوا الدروس من كون قطاع الصحة مهمشا. الصحة قطاع حساس يساهم في امن الدولة. يجب رد الاعتبار لموظفي الصحة و اعطائهم اجورا تساوي على الاقل الاجور في تونس التي نساعدها كل سنة. ابناء بلدك اولى بالدعم يا رئيس و في وقت الشدة ما تلقى غير وليد بلادك باش يحامي عليك و لو اختلفتم من قبل!

  • الحكمة

    ارتفاع الاصابات مرده للعدد الهائل من التشخيص و الفحوصات التي تجرى يوميا على الأشخاص .

  • SoloDZ

    لا يمكن لاصحاب "العرس" ان يقعدوا كأنهم "المدعوين" بل يجب ان يتصرفوا على اساس أنهم هم "مالين الشي" وهذا سبب "خطف" امريكا " كرسي "العريس"!

  • العشرية التدهور

    أمريكة 105000 مصاب الإجابة سهلة
    1 الإقتصاد يهمهم إقتصاد قوي أحسن من حفظ شعبها من الوباء 2000 مليار $ ضخت في إقتصاد لكي تبقى رقم واحد عالمي ,لكن الوباء لا يعرف غني وفقير.
    2 أمريكة تمرض تموت المستشفيات غالية $$$ , والضمان الاجتماعي لايحمي الفقير ,في يوم والليلة ممكن تصبح فقير عندهم.
    3 فكرتنا خاطء على أمريكيين شعب غبي ,غير مثقف , 90% سمان , أكلهم مسرطن ... وهذا مفتعل من طبق الحاكمة والأغنياء , نفس طريقة FLN تفكير الجزائري خاطء عقولنا محتجزة من طرف الجبهة والمنظمة ,لذلك الذي يفهم و يفطن يرجع حركي.

  • عبدالله FreeThink

    لأنها تدفع نحو دولة فاشية شمولية ، تخضع مواطنيها ، خصوصا بعد ثورة "الحقيقة من أجل 9/11" وثورة "إحتل وولستريت" ... كورونا هي الحجة لتطبيق تلك القرارات التعسفية والسياسات القمعية، من الرقابة إلى فرض عملة رقمية مراقبة وإستعبادية ، إلى اللقاحات التي بها مواد تضعف المناعة كالألمنيوم وغيره.. إلى حظر التجوال والتحرك برخص فقط ..إلى عدة مراحل أخرى ، وأيضا للتغطية على الإنهيار الإقتصادي الذي كان متوقعا والذي كان سيخرج الناس للشارع ...فكانت كورونا خطوة إستباقية ...وحتى يكتمل المشهد أكملوا المهمة بسرقة عفوا بطبع رقم مهول من النقود ، ٦ آلاف مليار دولار ، وهذه كلها سرقة من جيوب الشعوب بمافيها نحن .