-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
السكان بدأوا الاستفتاء على الاسم الجديد

لماذا عمدت مقدونيا إلى تغيير اسمها؟

الشروق أونلاين
  • 4648
  • 0
لماذا عمدت مقدونيا إلى تغيير اسمها؟
أ ف ب
تمثال للإسكندر الكبير في وسط العاصمة المقدونية سكوبيي يوم الجمعة 28 سبتمبر 2018

يدلي المقدونيون، الأحد، بأصواتهم في استفتاء حول الاسم الجديد لبلدهم “مقدونيا الشمالية”، ليتخذوا بذلك “قراراً تاريخياً”، لكنه مؤلم من أجل إنهاء نزاع مع اليونان والتقرب من الاتحاد الأوروبي.

من النادر أن يعمد بلد الى تغيير اسمه، وخصوصاً لإرضاء أحد جيرانه، أي اليونان في هذه الحالة. لماذا يُطلب من المقدونيين، عبر استفتاء، الموافقة على ان تصبح بلادهم “جمهورية مقدونيا الشمالية”؟ وماذا يحصل إذا ما رفضوا؟.

ما هي المشكلة؟

في 1991، أعلنت مقدونيا استقلالها عن يوغوسلافيا. وأنكرت عليها أثينا حق استخدام اسم “مقدونيا” الذي تعتبره حصراً اسم محافظتها الشمالية، ورأت فيه استيلاء على تراثها، خصوصاً تراث الإسكندر الكبير، بالاضافة الى طموحات توسعية خفية.

ويدخل المقدونيون الأمم المتحدة بصفتهم “أريم” أو “فيروم”، المختصرين الفرنسي والإنكليزي للفظة “جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة”. وأقفل عليهم الفيتو اليوناني أبواب الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي. وتمسك اليمين القومي الحاكم في سكوبيي بخط متشدد: اعتماد اسم مقدونيا أو لا شيء.

وقد أدى وصول الاشتراكيين-الديمقراطيين إلى الحكم في ربيع 2017 بدعم من الأحزاب الألبانية 2017، إلى تغيير المعطيات. وتم توقيع اتفاق مع اليونانيين في جويلية، يهدف إلى جعل البلاد “جمهورية شمال مقدونيا”.

“نعم” تؤدي إلى تثبيت تغيير الاسم؟

كلا. وشدد رئيس الوزراء زوران زاييف على الطابع الاستشاري للاستفتاء. ويتعين تثبيت نتيجته في البرلمان، بأكثرية الثلثين غير المتوافرة للإئتلاف الحاكم. ومن أجل اعتماد الاسم الجديد، يتعين الاعتماد على تأييد قسم من اليمين الذي يبدو منقسماً. ويأمل زاييف في مشاركة قوية و”نعم” صريحة وكثيفة لا تترك أي خيار لمعارضيه. وتبقى عقبة أخيرة: التصديق اليوناني.

لماذا سيوافق المقدونيون؟

وعلى رغم تحفظهم عن فرض تغيير الاسم عليهم، يريد كثيرون اغتنام الفرصة للتقارب مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. لذلك فإن “نعم” هي المرجحة.

وإذا فازت “لا”؟

يستطيع البرلمان نظرياً أن يعارض هذا الاستفتاء الاستشاري. لكن يبدو من غير المحتمل في هذه الحالة إيجاد أكثرية الثلثين النيابية. ومع “لا” ستغلق بالتأكيد أبواب الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

هل سيتغير اسم اللغة؟

كلا. في نظر عدد كبير من المقدونيين، هذا خط أحمر، وينص الاتفاق على أن تبقى لغتهم اللغة “المقدونية”، وهذا انتصار لزوران زاييف.

هل يتعين التخوف من تدخل روسي؟

يرى وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، أن “لا شك” في أن موسكو مولت أنصار الـ”لا”. لكن لا يتوفر “أي دليل” لزوران زاييف.

ويقول جايمس كير-ليندساي، الأستاذ الجامعي البريطاني المتخصص بالشؤون البلقانية: “لا شك في أن لا مصلحة لروسيا على الإطلاق في إيجاد حلول لجميع هذه المشاكل الإقليمية”.

لكنه أضاف أنه لم ير أي مؤشر لتدخل روسي. ولا يتوفر لروسيا في مقدونيا النفوذ نفسه على الرأي العام الذي تتمتع به لدى الصرب ومونتينيغرو.

هل تلوثت الحملة بالأخبار “الزائفة”؟

كانت مقدونيا مركزاً لإنتاج “الأخبار الزائفة” خلال الحملة الرئاسية الأمريكية في 2016. وتوفرت أيضاً أخبار زائفة خلال الحملة، مثل هذه الشائعة التي تفيد أن الحلف الأطلسي ينوي إجراء تجارب على اليورانيوم المنضب على الأرض المقدونية. لكن تلك الإشاعات لم يكن لها دور حاسم.

من يقوم بحملة من أجل “لا”؟

وقفت وسائل الإعلام الواسعة الانتشار وراء الـ”نعم”. وشن معارضو الاتفاق حملة على شبكات التواصل الاجتماعي، تحت اسم “بوجكوتيرام” (أقاطع). وأعلن الرئيس يورغي إيفانوف القريب من اليمين أنه لن يشارك في الاستفتاء.

ماعلاقة الإسكندر الكبير بهذا الاستفتاء؟

ويقول المقدونيون القوميون المتشددون أنهم ليسوا سلافيين، وأنهم يتحدرون مباشرة من هذا الملك. وفي الاتفاق، توافق مقدونيا على أن اسمها “ليس متصلاً بالحضارة اليونانية القديمة، بالثقافة ولا بتراث المنطقة الشرقية” من اليونان.

ما هو التأثير على دول البلقان؟

ويعرب زوران زاييف عن اقتناعه بأن الـ”لا” تفتح “فصلاً جديداً من التسيب الأمني والاضطراب” في جنوب أوروبا. وقال الأستاذ الجامعي البريطاني المتخصص بشؤون البلقان جايمس كير-ليندساي: “لا شك في أن ذلك سيكون فشلاً بالغ الخطورة على دول البلقان، وعلى المنطقة أيضاً”.

وقال زوران زاييف، إن فوز الـ”نعم” يؤكد “أن مشاكل الهوية يمكن حلها باتفاقات من هذا النوع”.

إلا أن هذا الملف لا علاقة له بالمسألتين الأخريين الحساستين في البلقان: العلاقات بين صربيا وكوسوفو والتوترات بين الجماعات في البوسنة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!