-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
العنف ضد المرأة في الشارع

لماذا لا يتدخل الرجال؟ وهل ماتت النخوة؟

نسيبة علال
  • 4144
  • 15
لماذا لا يتدخل الرجال؟ وهل ماتت النخوة؟
أرشيف

انطلاقا من الأسرة، المحيط الضيق، وتحت مفهوم “قضية شخصية”، بينها وبين زوجها، بينها وبين أخيها أو صديقها… ينتشر فكر وفعل الاعتداء على المرأة أمام أعين الناس، دون أن يتدخلوا لوقف العنف غير المبرر.. هي حوادث مريرة أصبحت جزءا من المشهد العام في الشارع الجزائري، خاصة المدن الكبرى، في غياب الضمير الاجتماعي، والنخوة.

التبرج واللباس الفاضح يعرض المرأة للتحرش ويمنع الرجل من الدفاع عنها

 يمتنع الكثير من الشباب عن حماية النساء اللواتي يتعرضن للعنف اللفظي، التحرش، السب وحتى الاعتداء الجسدي في الشارع، بسبب ملابسهن المثيرة أو تبرجهن اللافت، يقول علي: “إن المرأة التي تخرج من بيتها قاصدة إغراء المارة وجلب اهتمامهم معرضة لاستقطاب المشاكل والعنف أيضا، وهي على علم بذلك، لهذا أفضل عدم التدخل في الكثير من الحالات التي أقابلها يوميا في طريقي إلى العمل وفي وسائل النقل والأماكن العمومية..” هذا، فيما يستنكر محمد الأمين أي فعل أو قول مشين يوجه إلى المرأة في الشارع، فهو يؤمن بفكرة أن لكل فرد الحرية في اختيار لبسه، يقول: “لسنا مخولين بإصلاح لبس جميع النساء، ولكننا مطالبون بغض أبصارنا وإصلاح أنفسنا بعدم التعرض للفتيات، كما أنه من واجبنا الاجتماعي حماية المرأة من الاعتداء عليها من قبل ضعاف النفوس والمنحرفين..”. هذا، فيما تضمن التعديل الدستوري الأخير دعوة صريحة لكل أطياف المجتمع إلى مكافحة العنف ضد المرأة، ويأتي ذلك من خلال محتوى المادة 40 التي تنص على أن الدولة تحمي المرأة من كل أشكال العنف في كل الأماكن والظروف في الفضاء العمومي والمجالين المهني والخاص، ويضمن القانون استفادة الضحايا من هياكل الاستقبال ومن أنظمة التكفل ومن المساعدة القضائية .ومع هذا، لا تزال المرأة الجزائرية تواجه مشكل التعاطف مع قضية العنف ضدها من الرجال في الشارع أو حتى في مؤسسات الدولة، بل وحتى من قبل نظيرتها المرأة التي نادرا ما تنصرها، لاختلاف التوجهات والمعتقدات.

لماذا يدير رجل ظهره لامرأة معنفة

تعترف السيدات المتعرضات للعنف، بأنه كان بإمكانهن النجاة من وحشية أزواجهن أو المعتدين عليهن لو أن نخوة المحيطين بهن تحركت. تروي رحيمة، 36 سنة، كيف تتعرض للعنف اللفظي والجسدي يوميا من قبل زوجها من غير أن يحرك محيطها ساكنا: “دون الحديث عن كون زوجي يبرحني ضربا أمام إخوته ووالده فيخفي كل منهم رأسه في غرفته ولا يتدخل لتهدئة زوجي الثائر أو ردعه عن أذيتي، في الكثير من الأحيان يشتمني وهو يصطحبني في الحافلة أو الترامواي، بصوت مرتفع وبعبارات نابية يتفرج علينا الرجال والنساء، ولا أحد يسدي له النصيحة حتى، قبل أيام ذهب بي لسحب راتبي الشهري، فانهال علي ضربا وشتائم أمام مركز البريد، لأنني رفضت تسليمه كامل المبلغ، لم يتدخل أحد من المارة، باستثناء فتاة مراهقة اتصلت بالشرطة”.

إبراهيم، عون أمن بحديقة عمومية بالعاصمة، يروي للشروق العربي تجارب يومية مع الفتيات اللواتي يتعرضن للعنف، يقول: “بينما أزاول عملي، ألاحظ كيف يمر بي عشرات الشباب يوميا، كيف يتحرشون بالفتيات على مرأى المارة، وكيف يضايقونهن علنا، أما في الحديقة، ففي الفترات التي تكون مفتوحة للزوار، أواجه اعتداءات في كل يوم، بالضرب أو السرقة، لمراهقات وفتيات يانعات يتبعن الصديق أو الخطيب لقضاء أوقات ممتعة، فيتعرضن للعنف ولا يتدخل لإنقاذهن مخلوق، وإلى غاية أن أصل إليهن يكون الجاني قد لاذ بالفرار غالبا”. سألنا رمزي عن السبب الذي يجعل رجلا يدير ظهره لامرأة تتعرض للعنف فقال: “بعضنا يخاف المشاكل، قد يدخل في خناق يخرج منه مصابا بطعنة، وقد يجد نفسه في مركز الشرطة، بعض الفتيات يركضن خلف المشاكل، بينما قد نتدخل في خلاف بين زوجين أيضا.. الأمر معقد نوعا ما”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
15
  • مستغرب

    من يطالبون بالمساواة في كل شيء بين المراة والرجل يخرجوا ليدافعوا عليها بدل ان يرموا التهمة على الرجال
    لانكم حرضتم المراة ضده وجعلتم منها عدوا له بكل مكان
    بل المراة بحد ذاتها لم تعد تعرف من هي وكيف يجب ان تكون لانكم دمرتم المراة وخربتم عقلها وتتلاعبون يوميا بعواطفها ومشاعرها وتزرعون بدماغها افكار غريبة عن مجتمعها وتربيتها ثم تركتموها ضحية صراع متعدد الاطراف والافكار والتوجهات ،حين تصل لمفترق طريق وتضل السبيل اما تؤذي نفسها او تؤذي غيرها واكبر اذى للمراة هو تخريب المجتمع وتدمير الاجيال .
    لهذا قيل ان المراة ان اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق
    ولكن ان خربتها انظروا لواقع امتنا .....

  • شخص

    الرجال لا يتدخلون لأن المرأة اليوم (أو على الأقل الذين يمثّلونها) يصرّون على أنه لا فرق بين الرجل و المرأة !
    و بالتالي فإن الرجل حين يرى امرأة في مشكل ، أصبح يعاملها كما يعامل الرجل في نفس الموقف ؟

  • امرك عجيب

    في القديم كان الدركي و الشرطي يقيك من هذه المشاكل متدخلا بما يمليه عليه القانون ..اليوم سيارات بالجملة فوق الاصفة و تكسير الاعمدة الكهربائية و الروقارات .ومناورة اصحاب الحافلات و التحرش بالزوجيات او العازبات واللقطة تثبت تورطهن وهذا كان يجب ان يحصل بدون شكوى من المواطن لان المساس بالشارع العمومي يعاقب عليه

  • قولها و متاخفش

    هذه عندكم في العاصمة ..مثلا في الاغواط 95 بالمائة ياكلوك سلاطة ..وخاصة اذا كانت فتاة شكلها محترم ليست متبرجة تبرج الفاسقات والباقي ندافع عنها بكل قوة ..لكن لا نرى هذا السلوك لا بين الازواج في الشارع ولا ضد المراهقات ..فقط يجب ان تحس بانها تطلب النجدة او هي محصورة في زاوية ..لطن ان تعرض نفسك ثم تتعاطف الفتاة مع عشيقها بان لا يدخل السجن امر يجب ان يكون في الحسبن

  • عبد العزيز

    انا اشاطرك راي يااخي خليفة

  • Houria

    Certains ne parlent que sur les Zoomes ya kho les zoomes
    Mais quand on regarde leur comportement sur les réseaux-sociaux au long de la journée, on comprend qu'ils n'ont aucune odeur des Hommes.
    L'argent qu'ils gagnent sur youtube a transformé certains hommes en Zoomes
    En résumé, il y'a des hommes qui se définissent comme des zoomes.

  • Yacine

    الجواب واضح مواطنين دافعوا على اخرين وجدوا أنفسهم متهمين و العجب ان بطاقات السوابق العدلية تجدها ممتلئة إلى آخر الصفحة بل حتى الصفحة الثانية لكن و تجد الذي دافع عن شخص آخر بطاقته خالية حتى من مخالفة مرورية لكن ذلك لاينفع ورلايؤخذ بعين الاعتبار و كثرت الأمثلة و عمت هذه الوضعية اذن يتفادى الناس التدخل لتفادي المشاكل عوض مكافءة المواطن و منحه اوسمة الشجاعة يحدث عكس ذلك تماما وهو واقع غير طبيعي

  • خليفة

    عندما تنهار الاخلاق ،و يموت الضمير الفردي و الجماعي ،و عندما ندوس على القيم الدينية و الاجتماعية، و يذهب الحياء و تتلاشى الغيرة ، عندها ندخل في متاهات سلوكية ما انزل الله بها من سلطان ، حيث تتفاقم الجراءم و تكثر المظالم ،و يختلط الحابل بالنابل ،فلا تستطيع التمييز بين الظالم و المظلوم.

  • محند أكلي

    ليس لأحد الحق الاعتداء على فتاة أو إمرأة مهما كان شكلها ولباسها، والمشكلة تتمثل في نقص الوعي وقلة التربية أولا ثم نقص الأمن والردع لهؤلاء المرضى الذين يعاكسون الفتيات عنوة وبالقوة والعنف أحيانا، على جهاز ي الأمن والقضاء أن لا يتسامحوا في مثل هذه الأمور لكن دون استغلال ذلك من طرف بعض النساء للانتقام من بعض الرجال ....

  • محمد ب

    ذاك زمان قد ولّى ....
    كانت المرأة إذا خرجت في غياب زوجها تجد أحد جرانها قائلا : ارجعي إلى بيتك حتى يعود زوجك. وترجع حياءً لا خوفا.
    اليوم إن تدخل الشّهم وهو لا يدري حقيقة المتشاكسين أن تقول له المرأة نفسها (واش دخلك). أو يُشتكى به في مراكز الأمن .

  • بوخالفة عمر

    النخوة لم تمت والجزائريين ما زالت عندهم المروءة والرجولة والفحولة ولكن أنتم تسألون "لماذا لا يتدخل الرجال؟ وهل ماتت النخوة؟" مع أنكم تعرفون الجواب وتخفونه بداخلكم وهو ببساطة: الخوف من أن يجد المتدخل نفسه طرفا بالقضية بالمحاكم لأن العدالة عندنا غير مستقلة وظالمة بكل بساطة وملفقة للتهم* فمجرد التدخل لإنقاذ فتاة أو امرأة ستجعل منه متهما وطرفا فعدالتنا ليست مثل عدالة أوروبا النزيهة وأعرف شخصا وجد نفسه "طالع هابط" لأنه أنقذ بنتا من عصابة فأصبحت العدالة الغير مستقلة تستدعيه وتعامله تقريبا كفرد متهم من تلك العصابة وتسأله "وعلاش مريت في تلك اللحظة بالذات؟" بدل مكافأته وتكريمه.

  • Yacine

    لا تريدون او لا تتظاهرون بعدم المعرفة الأشكال واضح لو تتدخل للدفاع عن امرأة او غير امرأة بل حتى وان دافعت على بيتك او على جارك حتى ضد مسبوق قضائي فسيتم اتهامك و حتى ادخالك السجن و تضيع عملك و أسرتك و غيرها اذن توقفوا عن تجاهل السبب الحقيقي لعدم تدخل المواطنين لان كل شيئ واضح القانون لا يضمن الدفاع الشرعي

  • Prince of venezuela

    لماذا لا تتدخل الشرطة في حالة الشجار في الطريق العام لماذا لا يردعون أصحاب الباركينغ لماذا يتركون الشارع تحت سطوة المنحرفين نحن نإن تحت وطأتهم لما تتدخل الدولة بكل قوتها سيتغر كل شيء

  • بلال كحول

    اذا دافعت عن نفسك تدخل السجن فما بالك أن دافعت عن غيرك هذا هو القانون في الجزاءئر

  • بوبلطو

    وهل يوجد رجل هذا النظام رجعنا كامل نساء