-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بين الرفض والقبول

لماذا يا ماما لا أختن مثل أخي؟ !

وجيدة حافي
  • 4802
  • 9
لماذا يا ماما لا أختن مثل أخي؟ !

لماذا يا ماما لا أختن مثل أخي؟ سؤال بريء سألته ملاك لأمها في حفل ختان أخيها، طبعا لم تجد الأم الشابة جوابا مُقنعا سوى كلمة حرام يا إبنتي، وكبرت الطفلة دون أن تجد جوابا شافيا لسؤالها البريء، ففي عاداتنا تعودنا أن نفرح بالطفل، نُقيم له الولائم عند ختانه وهذا تطبيقا للشريعة الإسلامية وحفاظا على صحة أبنائنا في المُستقبل..
أُوروبا مهد الحضارة كانت ومازالت تعتبر هذه الخُطوة سلبية وإنتهاكا لحُقوق الطفل، لكنهم الآن يدعون إليها ويعتبرونها صحية على أساس دراسات قاموا بها وبينت ما أقرته الشريعة من سنوات مضت..
صورة أُخرى لكن هذه المرة في قلب إفريقيا في الصومال، أين سألت صليحة أُمها عن سبب تختينها،
الأم صمتت وأٍرجعت هذا إلى العادات والتقاليد والديانات السماوية، ففي ديننا الحنيف إختلفت الأراء الفقهية حول الموضوع بين الإباحة والوُجوب، فالأئمة الأربعة إتفقوا على أن الختان للذكر والخافض للأنثى، وإختلفوا في وُجوبه، فالإمامان أبو حُنيفة ومالك قالا إنه مسنون وليس واجب وُجوب الفرض، لكن السُنة عند المالكية يُؤثم تاركها، أما الإمام الشافعي قالا إنه واجب على الذكر والأنثى، الإمام أحمد إبن حنبل قال إنه واجب للرجال وسنة للنساء ومكرمة لهُن، وطبعا يُوجد رأي السلفيين الذين هم كذلك إختلفوا حول الموضوع، أما الديانات الأخرى كالمسيحية التي ترفض كنائسها ختان الإناث واليهودية كذلك إعتبرت ختان الذكور حُكما إلاهيا ولم تُجز ختان الإناث، ولأننا في هذا المقام لن نتكلم عن ختان الإناث من الناحية الدينية، بل سُنُعالجه من النواحي الأُخرى والتي لها تأثير كبير على حياة الفتاة في المُستقبل.
فهذه الظاهرة إنتشرت ومازالت بكثرة في بعض الدُول العربية والإفريقية، أين يجب على الأباء تختين بناتهم في سن مُعينة لأسباب وأخرى، فمنهم من يعتقد أن الفتاة إذا خُفضت وهو التسمية الصحيحة للمُصطلح ستُخفض شهوتها ولن تُمارس الرذيلة مع الرجل، وهم بهذا يُوافقون رأي كثير من الفقهاء والأئمة المُسلمون على غرار السيد شعراوي رحمة الله عليه، آخرون يعتقدون أنه يُسرع نُمو الطفلة إلى الأنوثة الكاملة، يزيد من فُرصة الفتاة بالزواج، لأنه في بعض البُلدان الرجال لا يتزوجون من الفتاة الغير مختونة، إعتباره وسيلة لإنخراط الفتاة في عالم المرآة، بالإضافة إلى مُعتقدات صحية كزيادة الخُصوبة، ونفسية لأن المرأة الغير مُخنتة لا تستطيع الإندماج في المُجتمع، وأي كان السبب إلا أن كل هذا لا يُبرر الفعل الشنيع في حق نساء الغد، فنصف من تعرضت لهذا العُنف تُعاني أزمات نفسية خانقة وتخاف من مُواجهة المُجتمع، بالعكس ترفض الزواج وترى نفسها غير مُناسبة لأن تكون زوجة وأُما، خوفها من نظرات زوجها المُستقبلي ومن تبعات الإرتباط يجعلها تُفضل الصمت والهروب ورفض كل خطيب، على فكرة نحن لا نتكلم من العدم، بل ما سبق ذكره حدث فعليا لنساء إفريقيات وعربيات مٌغتربات، وهذا في وقت العُطلة المدرسية، فبسبب هذه العادات والتقاليد المُقززة كرهن العُطل وأًصبحن يرفضن النزول للبلد الأُم لكي لا يتذكرن ما حدث لهن، بعضهن إخترن الغناء والمسرح للتعبير عن كبتهن ومآساتهن، الكتابة كذلك كانت حاضرة من خلال بعض الضحايا اللواتي قررن كتابة مُذكرات وأراء لنشرها في كُتب كرسائل لجيل المُستقبل، فبالفعل ختن البنات تُعد من أهم الجرائم والقضايا المُهمة التي يجب مُعالجتها بأسرع وقت ممكن، ففي إيرلاندا جرمت المحكمة أبوين لتختينهما إبنتهما الصغيرة، وحكمت عليهما بالسجن خمس سنوات مع حرمانهما منها وإعطائها للرعاية الإجتماعية، حادثة هزت المُجتمع الإيرلندي وجعلته يُفيق من غفوته.
أما عن الأثار النفسية والصحية وحتى الإجتماعية لهذا الفعل القبيح نقول أن الختان يُمكن أن يُسبب العُقم وخاصة في سن مُبكرة نتيجة إلتهاب الحوض، كذلك يتسبب في ولادات عسيرة في حالة إذا ما تم قطع كل الجهاز التناسلي، وطبعا هذا مُمكن أن يُؤدي إلى فقدان الأم والطفل معا، يُسبب حالات وجع وألم أثناء المُعاشرة، وهذا ما صرحت به كل النساء في مُلتقى طبي في مُستشفى فرنسي، ضعف المناعة والخُصُوبة، فٌقدان حاسة الشم، زيادة الإحساس بآلام الصُداع وإلتهاب المفاصل هذا دون نسيان عواقب كل هذا على المدى البعيد والقريب على نفسية المرأة، فالخجل والرهبة الإجتماعية ستبقى تُرافقها حتى الموت، نظرة الناس لها كضحية، زيادة مُستوى القلق والإكتئاب، ضُعف التركيز والأداء العقلي وغيرها من النتائج السلبية لهذه الخُطوة الغير مدروسة، ورغم تكاثف جُهود كثير من الجمعيات والمُنظمات العربية والإفريقية للحد من هذه الظاهرة، إلا أنها مازالت مُنتشرة وبكثرة في بعض المُجتمعات، ولا أحد أخذ الموضوع للأسف على محمل الجد، لذا فشلت كل المُبادرات وما بقي منها لا يكفي لمُعالجته.
فصعب جدا إقناع أي شخص تربى على هذه الفكرة العُدُول عنها وخاصة في المناظق الريفية وعُمق إفريقيا، لذا الحل الأمثل هو سن قوانين في بعض الدُول المشرقية والإفريقية تُعاقب على هذا الفعل، وإذا كان لابد منه وضروري في بعض الحالات فرأي الطبيب المُختص لازم للفصل في الأمر، وأخيرااا ألف تحية لكل مُناضلة ترفض مثل هذا الأمر وتُدافع بشراسة عن بنات جنسها الجاهلات في كثير من الأحيان بالمخاطر والأثار السلبية المُترتبة عنه، ألف تحية لكل من تُقوم بالتوعية والنصائح لبنات وطنها المُقيمات والمُغتربات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • للتوضيح فقط

    الجهاز التناسلي للأنثى في بعض مجتمعات افريقيا السوداء وبعض المجتمعات الاخرى عادة مايكون فيه البضر كبير جدا وبارز خارج فتحة الفرج ويشبه قضيب الطفل لذلك عندما تكبر البنت يصبح هذا الجزء من الجهاز التناسلي حساس جدا فأي لمس له يثير هيجان المرأة جنسيا وبذلك ويعرضها لارتكاب الرذيلة بسهولة. والختان من الناحية الطبية معناه قطع البضر المسؤول عن الشهوة لدى المرأة. لكن رغم قطع هذا البضر تبقى المرأة تستطيع ان تستمتع بالجنس مع زوجها لكن بأقل شهوة وهيجان بالمقارنة مع المرأة غير المختة. هذا ليس معناه انني أأيد ختان الفتيات بالعكس انا اراه جريمة عظمى في حقها وحرمانها من متعة وهبها الله لها مثلها مثل الرجل

  • Karim

    ألف تحية لمن تناضل وتصرخ، و ألف تحية لمن يناضل و يضرخ، و ألف مبروك حياة الصراخ

  • جمال

    هذا المقال اعيدي كتابته باللهجة المصرية او السودانية وانشريه في جرائدهم لان القضية هاذي غير موجودة في الجزائر ولن تكون وانا ضد ختان الاناث
    + ياك التغريبيين الأذيال يقولون ان المراءة مثل الرجل في كل شيئ ومساوية له .. أمالا علاه ماتختنوهاش ههه
    الاسلام أعطى للمراءة حقوقها وحفض كرامتها
    انظر للمراءة في الدول الكافرة كيف أهانوها وجعلوها سلعة رخيصة يضعونها كديكور في معارض السلع ... ويشغلونها 24ساعة وبأجر اقل .. ويهينون كرامتها في افلامهم الخليعة
    لذلك لديهم نسبة تفكك اسري عالية .وللاسف مجتمعاتنا المسلمة انتشر فيها هذا الفساد واصبحت تشبه المجتمعات الكافرة وتقدر تقول لايوجد فرق بينهم

  • محمد ب

    النّص بدأ مقدّمة طويلة ذُكر فيها ختان الذّكور ثمّ تدريجيّا إلى خفض البنات وكان هذا هو بيت القصيد :
    ختان الذّكور واجب شرعي في الإسلام لا خلاف فيه.
    وفي الكتب السماوية واجب عند اليهود والنّصارى قبل أن تحرف كتب النّصارى:
    في سفر التكوين: "هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم، وبين نسلك من بعدك، يختن كل ذكر".
    في إنجيل برنابا: "أجاب يسوع: الحق أقول لكم إن الكلب أفضل من رجل غير مختون"..
    أقرّت منضمات عالمية بفوائد الختان منها Mayo Clinic Staff (راجع).
    ختان الإيناث عادة افريقية ليس لها علاقة بالدين بل تمس القليل (وهي عملية تجميلية للبعض). وجنس شمال إفريقيا ليس له علاقة بهذه فهو غير مشوّه.

  • خليفة

    ارى ان ختان البنت هو تعدي صارخ على انوثتها ،و طفولتها بحجة تخفيض الشهوة لديها حتى لا تمارس الرذيلة ،و لكن هذا الامر يعالج بالتربية و التعليم ،حيث يجب ان نربي البنت على كيفية الحفاظ على انوثتها و عرضها من خلال القيم الدينية و الاجتماعية ،ابتداء من الاسرة و مرورا بالمدرسة و انتهاء بالمجتمع،و ختان البنت في سن مبكرة قد يسبب لها عاهة جسدية و نفسية ،و قد تنفر من الزواج عند الكبر حيث لا تجد الميل و الرغبة في ذلك.نسال الله ان يسدد خطانا في هذه الحياة و ان يردنا اليه ردا جميلا.

  • أحمد

    سبحان الله!!!!! تقولين "فالأئمة الأربعة إتفقوا على أن الختان للذكر والخافض للأنثى" ثم تدعين الناس لمحاربة هذه الفعل القبيح كما تقولين!!!!!
    صحيح أن في بعض الدول الإفريقية يبالغون في ختان المرأة و لكن كان يجب عليك أن تعرفي ما هو ختان المرأة و ليس الجهر بمحاربته.

  • تصفيح بنات العزل

    يقال ان هناك تصفيح الاناث كي لا يقربها ايا كان ويخاف عليها من الاغتصاب وبهذا الصدد سيإتي يوما وتعرف البشرية الخوف الشديد على البنات في البراري والصحاري

  • هناك

    في قرى ما يقمن بختان الفتيات

  • CDVH

    المقال يقول ان ختان البنات موجود في الشريعة و باقرار العلماء و على راسهم الامة الاربع بين الوجوب و الاستحباب، ثم بعد ذلك يقول انه فعل شنيع. كلمة شنيع هي التي يستعملها الغرب لوصف هذا الامر. هل عندما يقول الغرب ان ختان الذكور صحي، نفرح و نقول هذا مايوافق شرعنا. و عندما يقول الغرب ان ختان الاناث شنيع، نقول ذلك و نتنكر للشريعة. ليعلم صاحب المقال ان اوربا ليست مهد الحضارة كما قال و ليعلم ان مشكلة ختان البنات هي مشكلة في الدولة المسيحية اكبر بكثير من الدول الاسلامية، حيث ان هذا الامر ينتشر بعدة دول مسيحية مثل اثيوبيا.