لم أهتم بالمآل السياسي للحراك.. رصدت لحظات إنسانية

قال الكاتب عبد الرزاق بوكبة في حديثه عن الكتابة والحراك على ضوء إصداره الجديد “رماد يذروه السكون: تأملات في الحراك الجزائري” إنّ هذا الحدث لم يزل مفتوحا وإنّه لم يهتم بمآله السياسي بقدر اهتمامه بالأبعاد الثقافية والحضارية.

وأوضح بوكبة لدى نزوله، ضيفا أمس الأول، على العدد الأول من “مقهى الراوي” الذي بادرت به دار ضمّة للنشر بالتنسيق مع مديرية مؤسسات الشباب في المسيلة، لتقديم كتابه “رماد يذروه السكون:..” بحضور نخبة من الشباب الجامعيين والفنانين أنّ الحراك لا يزال مستمرا، والحدث مفتوحا، لذلك لم يهتم بالمآل السياسي لمسعى الحراك، بل بصفته حركة ثقافية وحضارية وإنسانية بالدرجة الأولى.

وأشار إلى أنّ هذا ما منحه فسحة لرصد جملة من الإشارات والمؤشرات على تغيّر النفسيات والذهنيات في الشارع الجزائري. وعبرّ بقوله: “أنا لست سياسيا يتعامل مع الحدث بمنطق المناورة أو مؤرخا يتعامل معه بمنطق التأريخ، بل أنا كاتب متأمل يلتقط اللحظة ويفككها على ضوء معطياتها المختلفة ليستخرج عبرة أو حكما. ما قيمة الكاتب إذا لم يكن متأملا؟”.

ووفق بوكبة لقد قام الحراك الشعبي والسلمي يوم 22 فيفري، على عنصر مفاجأة جميع المنظومات، على الأقل في الظاهر، وكان عليّ أن أواكبه من زاوية التقاط اللحظات الإنسانية فيه والحضارية، لأنها الأعمق ولأنها ما يعنيني بالدرجة الأولى. وهو جانب يكاد يكون مغيبا في المساعي الثورية التي قام بها الجزائريون بما فيها ثورة التحرير.

وفي السياق أكدّ صاحب “كفن الموت” أن كتابه الذي كتب فصوله ما بين نهاية شهر فيفري وبداية شهر ماي، وسيكون متاحا للقارئ في الطبعة القادمة من سيلا، ضمن منشورات دار ضمّة، يمكن أن يقرأ سنوات بعد اليوم من غير أن يفقد أهميته لأنه يشكل وثيقة جمالية على النفسيات والذهنيات السابقة والمواكبة للحراك وليس مواكبة للأحداث، التي كانت ولا تزال تتغير في اليوم الواحد عدة مرات، لأن ريتم الحراك فرض زمنا مكثفا أفرز أحداثا مكثفة.

للإشارة شهد العدد الأول من “مقهى الراوي”، الذي ينظم إلى شبكة المقاهي الثقافية، التي كان مقهى برج بوعريريج منطلقها، قراءات شعرية لنخبة من الشعراء منهم رشيد بلمومن وشيماء طيباوي وأسامة زرواق وعبد الفتاح بوشندوقة وعرض فصول مسرحية للممثلين عماد شيكوش وعبد النور شرقي وعزفا لسيف الدين جملي.