-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الكاتب والمحلل السياسي التونسي بسام حمدي لـ"الشروق":

لم يعد للنهضة وزن برلماني يمكّنها من مشاورات تشكيل الحكومة بأريحية

لم يعد للنهضة وزن برلماني يمكّنها من مشاورات تشكيل الحكومة بأريحية
ح.م

قال الكاتب والمحلل التونسي، بسام حمدي، إن نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في بلاده، قد أثبتت التشتت الواسع للأحزاب السياسية، وعدم حصول أي حزب على نسبة تصويت كبرى تأهلها لتشكيل أغلبية برلمانية قادرة على تشكيل حكومة، وعن النتائج التي وضعت حركة النهضة في الصدارة يقول حمدي في هذا الحوار مع الشروق “بقدر ما أثبتت نتائج الانتخابات التشريعية محافظة النهضة على تصدرها ترتيب التشريعيات، بقدر ما أثبتت تقلص مخزونها الانتخابي”، ويجزم بصعوبة ظفرها بقيادة الحكومة في حالة عدم دخولها لعبة التحالفات.

أي قراءة لنتائج التشريعيات، وأي تأثيرات لها على توجهات الناخبين في الدور الثاني للرئاسيات؟

أثبتت نتائج انتخابات البرلمان التونسي التشتت الواسع للأحزاب السياسية، وعدم حصول أي حزب على نسبة تصويت كبرى تأهلها لتشكيل أغلبية برلمانية قادرة على تشكيل حكومة.
انقسام العائلات السياسية في تونس أدى إلى انقسام كل التيارات الإيديولوجية، حيث انقسم التيار الإسلامي إلى جزءين وهما حركة النهضة وائتلاف الكرامة، وبدوره انتهى انقسام العائلة التقدمية البورقيبية إلى صعود حزبين عن هذا التيار وهما حركة تحيا تونس التي يترأسها يوسف الشاهد وحزب قلب تونس الذي يقوده نبيل القوري.

ومثل صعود القوميين إلى المراتب الأولى في انتخابات البرلمان التونسي المفاجأة الكبرى لهذه الانتخابات حيث أظهرت نتائج استطلاع الرأي حصول حركة الشعب على 15 مقعدا.
وعلى خلاف نتائج انتخابات الرئاسة، ترأست الأحزاب نتائج الانتخابات وتذيل المستقلين نتائج هذا الاستحقاق الانتخابي نظرا لضعف إقبال الناخبين على التصويت مقابل إقبال أنصار الأحزاب وقواعدها على التصويت.

أعتقد أن تأثير انتخابات البرلمان سيكون على الدور الثاني كبيرا نظرا لصعود حزب المرشح للجولة الثانية نبيل القروي، حزب قلب تونس، للمراتب الأولى في الانتخابات التشريعية، أحزاب سياسية كثيرة ستدعو أنصارها لانتخاب القروي كتمهيد لإطلاقها مشاورات معه تخص تشكيل الحكومة وربما سيتسبب ذلك في ارتفاع الناخبين المصوتين للقروي.

هل أثبتت النتائج حقيقة أن النهضة أكبر أحزاب البلاد، رغم عدم صعود مرشحها للدور الثاني في الانتخابات الرئاسية؟

بقدر ما أثبتت نتائج الانتخابات التشريعية محافظة النهضة على تصدرها ترتيب التشريعيات، بقدر ما أثبتت تقلص مخزونها الانتخابي وذلك من خلال ملاحظة تقلص عدد المقاعد التي تحصلت عليها حيث تحصلت في تشريعيات 2014 على 79 مقعدا في حين تحصلت في انتخابات 2019 على 40 مقعدا فقط.

نتائج التصويت أثبتت تقلص الخزان الانتخابي للنهضة، حيث صوت لها سنة 2011 نحو مليون ونصف ناخب وتقلص العدد سنة 2019 إلى 400 ألف ناخب.

ما هي فرص النهضة في قيادة البرلمان والحكومة، وماذا عن لعبة التحالفات؟

تظهر النتائج الحالية أن حركة النهضة لن تقدر بمفردها على تشكيل أغلبية برلمانية يتم على ضوئها تشكيل الحكومة، ولم يعد للنهضة وزن برلماني كبير تقدر به على مجاراة مشاورات تشكيل الحكومة بأريحية.

لكن يمكن للنهضة أن تصبح ذات وزن سياسي ثقيل في صورة تحالفها مع إسلاميي ائتلاف الكرامة الذي يرأسه سيف الدين مخلوف وتتقرب من حزب التيار الديمقراطي لتصبح قادرة على تسيير مشاورات تشكيل الحكومة، ففي انتخابات 2014 ا شكل الحزبان الأولان 115 في حين شكلا في انتخابات 2019 نسبة 75 مقعدا.

هل نتائج الانتخابات تظهر قطيعة التونسيين مع الأحزاب التقليدية خاصة النداء الذي مني بهزيمة مدوية؟

نتائج الانتخابات التشريعية على خلاف الدور الأول للانتخابات الرئاسية لم تظهر قطيعة الناخبين للمنظومة الحاكمة ولا نفورها للأحزاب السياسية، حيث تصدرت الأحزاب الحاكمة المراتب الأولى في هذا الاستحقاق الانتخابي وجاء المستقلون في المراتب الأخيرة، ومرد ذلك نفور عامة التونسيين عن الشأن الانتخابي، مقابل إقبال قواعد الأحزاب وأنصارها على الانتخاب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • mohdz16

    نحن نعلم جيدا ما يجري في تونس لقد تكالب على اسقاط النهظة كلاب من الداخل والخارج وعلى رأس هؤولاء الامارات فرنسا السعودية ومصر. لما فازت النهظة في تشريعيات المرة الاولى عمدت الامارات وفرنسا عبر سلسلة من الانفجارات مثل ماحدث بمتحف الباردو والشاطئ وعبر عمليات إغتيال كما حدث لبلعيد وشكري بالظغط حتى سقطت النهظة هكذا شوهت الامارات وفرنسا النهظة اما اليوم فالمترشح الرئاسي

  • رويدا لكن وصلوا

    " لم يعد لها وزن " عبارة قالها صاحب المقال ربما متهكما او بحسن نية لكن هذه النتيجة و التراجع فيه خير لتونس 1- يعطي طمأنة للخصوم النهظة من التيار العلماني و غيره 2- يجعل النهظة تراجع حساباتها انها الميزان هو خدمة الشعب و ليس الأنتماء الإديولوجي 3- يفتح فرص التقارب بين التيارات للإتلاف على حكومة توافقية .

  • المنقذ

    انتم تكرهون الاسلام والمسلمين اقلية فجار ولصوص للمال العاك في البلدان العربية عميلة لبني صهيون الغرب ماديرو والو ياكلاب سيادكم

  • حليم حيران

    وجوه مثل عبد الفتاح مورو هي سبب نفور الناخبين من النهضة .لم و لن ينسى الناس دفاعه عن الرئيس المقبور السبسي الذي نادبالمساوة فيي الميراث مخالفا الشرع السماوي و يعد كفرا عند كل الفقهاء.ومنجهة ثانية تهجمه و شتمه للداعية المحبوب وجدي غنيم الذي لا يداهن فيي الله

  • الوسطي

    مشكلتكم النهضة والاسلاميين .... العلمانيين يسيرون البلدان ويدمرونها وهم اكبر عملاء من بن علي الى السبسي الى بوتفليقة اويحي نزار توفيق حنون سعدي في الجزائر امثال هؤلاء يسرقون ويدمرون ويقولون لك الاسلاميين .... الاسلاميين اليوم يحكمون في ماليزيا وفي تركيا وفي باكستان ووووو والكثير من شركات وسلع تركيا وماليزيا هي عندكم يا عملاء كم شركة عندكم او سلعة مقبولة في ماليزيا او تركيا لا شيء غير حلان فمكم .... الشعوب العربية في المغرب العربي فاقتلكم يا عملاء وستختار الاحسن مهما كان اسلاميين اوغيرهم المهم نصبح نصدر لتركيا وماليزيا وغيرهم .... راس مال العلمانيين هو الزج بهم فس سجن الحراش والبليدة عملاء.