-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لنتفادى أخطر سيناريو بعد 04 جويلية..

الشروق أونلاين
  • 1700
  • 0
لنتفادى أخطر سيناريو بعد 04 جويلية..

يبدو أن المسار التشاوري الذي بدأته رئاسة الدولة في اليومين الأخيرين لا ينبِّئ بأننا سنصل يوم 04 جويلية القادم إلى انتخاب رئيسٍ للجمهورية يحظى بثقة غالبية الشعب.

الخطوات الأولى ليست صحيحة من حيث الشكل والمضمون.. ردود الفعل المُسجَّلة على هذه الخطوات تُبيِّن أن المَسار المُتَّبع إما خاطئ تماما أو قليل المصداقية ولن يؤدي في آخر المطاف سوى إلى عدم تحقيق الغاية منه، بل ويضطرنا إلى تضييع أسابيع أقل ما يقال عنها إنها حسَّاسة ومصيرية بالنسبة لمستقبل البلاد. وإذا ما أضعنا هذه الأسابيع في مشاورات صورية لن نتمكن من إيجاد الآليات اللازمة للقيام بانتخابات رئاسية ذات مصداقية في الوقت المُحدَّد، وإذا لم نتمكَّن من تحقيق هذه الغاية في آجالها المحددة دستوريا أو تم تحقيقها بغير رضا الشعب، سنَدخُل في وضع أخطر من الوضع الذي سبق استقالة رئيس الجمهورية المنتهية عهدته.

حينها سنكون أمام سيناريو أكثر خطورة يتمثل في وجود رئيس “منتخَب” لا يحظى برضا  الشعب، وعندها سيأخذ الحراكُ طابعا آخر ويدخل ضمن آجال مفتوحة، والأخطر أنه سيُعَدُّ غير مشروع في نظر الرئيس الجديد بما سيترتب عن ذلك من أزمات على أكثر من صعيد، ستتحول إلى نزاعات تناحرية بمرور الأيام بكل ما يعني ذلك من نتائج وخيمة..

وعليه، فإنه من الضروري اليوم الإسراع بمراجعة المسار الحالي  الخاص بتشكيل هيئة وطنية للإشراف على الانتخابات الرئاسية المقبلة، لأن مثل هذا المسار سيُؤدي بالضرورة إلى إنشاء هيأة مطعون فيها، وتبعا لذلك إلى انتخابات غير مقبولة شعبيا، وإلى أسوأ سيناريو بعد 04 جويلية، غير ممكن التحكم في تداعياته لا قدّر الله.

وليس هناك بديلٌ لهذا التوجُّه غير السليم في تقديري، سوى الشروع في مَسار بديل ترضى عنه غالبية الشعب الجزائري بعيدا عن مسار رئاسة الدولة. ولا أراه يخرج عن أربع خطوات هامة وسريعة:

تعيين شخصية وطنية من داخل البلاد أو من العلماء الجزائريين في  المهجر المعروفين بحبهم للوطن والاستعداد للتضحية من أجله، على رأس هيئةٍ وطنية للإشراف على العملية الانتخابية لها استقلالية تامة عن رئاسة الدولة والحكومة ولها ميزانية خاصة.

2 ـ يباشر الرئيس المعيَّن مباشرة، بعد تزكية شعبية له من خلال المسيرات، مشاورات مع الحراك والمجتمع المدني والطبقة السياسية لاختيار مساعديه على الصعيدين الوطني والمحلي إلى غاية البلديات.

الشروع في استقبال ملفات الترشح  للرئاسيات، وبالموازاة القيام بتحيين القائمة الانتخابية الوطنية وتنصيب الهياكل المحلية للجنة عبر كافة الولايات.

الإشراف على العملية الانتخابية من بدايتها إلى إعلان النتائج. ولن يبقى أمام رئاسة الدولة الحالية سوى تسليم السلطة لمن ينتخبه الشعب في الآجال الدستورية.

يبدو لي أن ورقة طريق عبر هذا المسار يمكنها أن تُجنِّبنا سيناريو انتخاباتٍ في 04 جولية غير مُعترَف بها، أو سيناريو تأجيل كلي لهذه الانتخابات والدخول في مرحلة انتقالية إلى أجل غير محدود بما يترتب عن النتيجتين من تداعيات لا حدود لسلبياتها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!