-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لن تسمح الجزائر العميقة بذلك

لن تسمح الجزائر العميقة بذلك

عندما تَنتقل إلى الجزائر العميقة، إلى المداشر والقرى والمدن الداخلية، وأحيانا حتى عندما تزور عُمقَ المدن الكبرى حيث تعيش فئاتٌ مختلفة من المواطنين بمستوياتٍ اجتماعية مختلفة جنبا إلى جنب، بعيدا عن صالونات الحديث في السياسة وافتراض السيناريوهات، تتأكد مِن أمر أساسي: أنَّ حالة الاضطراب والانقسام والصراع لا وجود لها إلا في مُخيِّلة مَن أراد بالبلاد سوءًا.

طموحات الجزائريين بحق كبيرة، وتطلُّعهم إلى حياةٍ أفضل هاجس لا يُفارقهم باستمرار، وحُلمهم بالدولة العادلة والقوية لا يزال يكبر، وإحساسهم بأنهم يعيشون دون مستوى ما يستطيعون يؤلمهم، وشعورهم بأنهم يَمتلكون من الطاقات الكامنة التي لم يُفجِّروها بعد يُؤَرقهم… إلا أن كل ذلك لم يُزعزع ثقتهم بأنهم قادرون ذات يوم على تحقيق كل هذا من غير أن يُلحِقوا أذى ببلدهم أو وطنهم.

هناك اتفاقٌ غير مرئي بين الجزائريين أنهم لن يسمحوا بالعبث ببلدهم مرة أخرى، لا باسم الربيع العربي، ولا باسم الديمقراطية، ولا باسم العرقية، أو حقوق الإنسان، ولا تحت أي شعار كان… لقد دخلوا الاختبار وعرفوا النتيجة وحفظوا الدّرس وانتهى الأمر، ولا مجال لتكرار التجربة مرة أخرى..

كل السيناريوهات واضحة لديهم، بما في ذلك التي تُريد أن تَدخل من باب المشكلات الاقتصادية الداخلية، ومسألة الهوية، والوضع الإقليمي المتفجِّر… ولا مجال لتمريرها بطريقة أو بأخرى.

أي مواطن في أي مستوى كان في عمق الجزائر، يَعرف ما يُراد له وقبل ذلك يَعرف ما يُريد… وهنا يَكمُن العامل الحاسم الذي لا يستطيع أن يُدرِكه المبشِّرون بالسيناريوهات الكارثية، أو صانعو السياسات المختلفة تجاه بلادنا.

هذا الأمر الشعبي العميق، غيرُ القابلِ للقياس مِن قِبل مختبرات صناعة السياسة وصالونات الحديث فيها، الذي لا يُمكن معرفة درجته لدى الناس لأنه خاص بهم وحدهم، مكَّنتهم منه سنواتُ المحنة، بل وكل تاريخ الجزائر العميق، وتَرَسَّخ في اللاشعور الجمعي، هو العامل الحاسم في صناعة مستقبل البلاد.

فليكتب من أراد أن يكتب عن المخاطر القادمة، وليُمنِّ نفسه من أراد أن يُمنِّيها بأن الجزائر العميقة ستَتَصارع مع نفسها، وهو في الأعالي أو ما وراء البحار يتفرج… ذلك لن يحدث، لسبب أساسي أنه في الوقت الذي يُعتَقد أن كل عوامل الفرقة قد اجتمعت، وكل مسبِّبات الأزمة قد تضافرت، وكل توابل الصراع قد تم تحضيرها، سيتصرّف الجزائريون عكس كل التوقعات تماما، ولن يتحقق أي من هذا.

هي مسألة لها علاقة بطبيعة شعب، ولا أتصور أنها ستتغير ذات يوم، وذلك ما يَصنع باستمرار القوة والأمل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • عبدالقادر

    ماجاء فيمضمون المقال صحيح وانا كمواطن جزائري في الجزائر العميقة اي نعم العميقة حتى ولو لم يعجب البعض اول من يؤكده رغم من انني غير راضي عن مفاسد النظام ومريديه ومن يدعون انهم معارضيه وهم اقبح من الكثير من مسؤوليه في تصرفاتهم لمايكونوا في المسؤوليية.الا لن نسمح لاي كان بان يجرجرنا الى خراب وطننا والتقاتل والتطاحن مع اخواننا في الدين والوطن والمصير المشترك والدفاع عن هذه الارض الطاهرةالتي ارتوت كل معالمهابدماء طارهةزكية من احسن ابنائها.اي نعم لانسمح بالمس بوحدتهاوامنهاولتذهب الصراعات السياسيةللجحيم

  • بدون اسم

    الاسلوب هو سيد الموقف و فيه دلائل لكل شيئ

  • جعفر

    (هناك اتفاقٌ غير مرئي بين الجزائريين أنهم لن يسمحوا بالعبث ببلدهم مرة أخرى، لا باسم الربيع العربي، ولا باسم الديمقراطية، ولا باسم العرقية، أو حقوق الإنسان، ولا تحت أي شعار كان... لقد دخلوا الاختبار وعرفوا النتيجة وحفظوا الدّرس وانتهى الأمر، ولا مجال لتكرار التجربة مرة أخرى..) إذا كان هذا حقا ما تقول فأبشروا أنّ الشعب قد عرف سبب السرطان الذي ينخر الوطن....ولهذا فهو يحتفظ بموقفه هذا إلى أن يحين يوم الانتخابات الرئاسية وقد أقسم ثلاثا ألاّ يسمح لرئيس تفرضه الوصاية الفرنسية أن يعتلي كرسي الدولة .

  • محمد

    أستاذي الكريم ، هل الذي يحذر من الفتنة يدعو إليها ؟ هل من ينصح السلطة بترك الممارسات الخاطئة و التصرفات الطائشة يدعو إلى الربيع العربي ؟ بين لنا موقفك من السلطة الحالية ، و عندها سنصدقك فيما تقول ، سواء كنت مع السلطة أو ضدها .
    أما أن يبقى الشخص غامض المواقف رجل هنا و رجل هناك فهذا هو الربيع في حد ذاته .

  • مواطن يحب الخير لبلده

    قطعا الجميع ضد تخريب البلد تحت أي مسمى ،لكن من قال إن الإنفجار هو فعل إرادي واعي،الاستفرار والأمن له متطلبات يجب توفرها كماأن للفوضى والتخريب أسباب ودوافع يجب تلافيها،وإلا سوف لن نستطيع أن نجزم بالنتيجة التي جزمت بها سيدي الفاضل

  • بدون اسم

    التعقيب على تخريفك هو تشجيع للتخاريف....وهل تصدق مايقوله او يدعيه الكاتب..هل سيتحقق ما يقوله ايها الخرافجي...عقولكم متخمة بالتخاريف..تخاريف وليس تخريف واحد وهذا هو المشكل الكبير....مايقوله الكاتب لن ترى له طريقا ولا سبيلا ولاحتى ممرا او دربا ..

  • مواطن

    إذن"ça va bien Madame la Marquise"قبيل انتخابات 92 سألني مسؤول عن النتيجة المتوقعة وأردف أن الخادمة في بيته أكدت له أن الناس سوف لا يقدمون على التصويت ولما سخرت من جهله للوسط الذي نعيش فيه انتفض علي واتهمني بأني لا أرى إلا نقصا.والكل اليوم يعرف النتيجة.ما لم تنتبه إليه أن سلوك البشر يخلف لما يكون منفردا عما يكون عليه ضمن الجماعة التي تفرض عليه الانسياق وراء قادة التجمع.وهؤلاء اليوم نعرف هدفهم ومبتغاهم.لذلك يجب على المصلحين أن يبادروا بتصحيح ما فسد وأن يقدموا للشعب ما يحتاج إليه من خدمات نافعة.

  • الطاهر

    إني أوافق الرأي يا أستاذ لكن الذي أنا أكيد منه أن الجزائر أصبحت أكبر من حكامها,لذلك لابد من تولي المسؤوليات لمن يصلح ولمن هو هو قادر على قيادة السفينة إلى شاطئ النجاة بإذن الله تعالى

  • بدون اسم

    بارك الله في الشعب المسلم المجاهد العضيم انه ممن قال فيهم صلى الله عليه وسلم (اشتقت لأحبابي) بارك الله فيك يا أخي سليم وفي جميع المعلقين. كنت أدرس ذات يوم باحدى جامعات باريس وكان معي زميل فرنسي فسألته لم تقبلون التونسي والمغربي والموريطاني وحتى السينيغالي ...ولا بقبلوننا نحن الجزائريين فأجابني أنتم فخورون بأنفسكم أكثر من الازم فأجبته شكرا عن الاطراء فهذا يشرفني فاشتاط غضبا وقال أرأت .وعلمت حينها أن فرنسا ستبقى مصدر شرورنا الى الأبد وتذكرت مقولة المرحوم الشيخ عبد الحميد ابن بديس الشهيرة(لو قالت

  • BESS MAD

    و لكن يا سيدي ،المؤمن لا يلذغ من الجحر مرتين . جل كلامك ينطلي على الفئة الخيرة . أما المدجنين و المنتقمين من جور النظام كثر .فأما المظلوم إذا حاد عن الجادة يمكن ترويضه بجبر خاطره لأنه في حلة غضب . أما الفئة الأخرى المبرجة التي تقاسمنا العيش و تخالفنا الهوى هي العصية التي لا يؤمن جانبها . و هما قسمان الكل مشبع بما في الحقنة من سموم الفتنة . فالمؤمن كيس إذا غفت عين لابد للأخرى من السهر . لنا أحباء التشفي مستعدون لتسعير النار بإمداد الغاوين بالزيت والبنزين و الغاز السيرين و جراثيم إيبولا و أخواتها

  • Salah

    Les paroles, les paroles, les paroles. C'est plus compliqué que ça Monsieur. Le niveau intellectuel et le degrée de conscience de notre people ne sont ni meilleurs ni pires que ceux des Syriens, des Iraquiens, etc. et pourtant...

  • شحال راهي الساعة خو

    اذا كان عندك اي حيرة او تساؤلات فما عليك سوى ان تسال الواقع - الواقع هو شيخ المنطق و المنطق هو اساس العلوم عمود راسخ بين السماء و الارض يرقص عليه فيلسوف داعر و يجلده عليه حكيم طاهر و الحكيم لبد ان يبدء باجابة منطقية حتى تكون النتيجة واقعية - لنعود الى الجزائر العميقة و نتاملها بعين الواقع ثم نستنتجها بالمنطق الواسع ثم نلخصها بالحكمة البالغة - الواقع هو الساعة و المنطق هو توقيتها و الحكمة لمن يملكها في يده منطقيا يعلم كم هي الساعة ...

  • بدون اسم

    اراك انت الذي تخرف و لا ازيد حتى تضوخ و تعي تفهم.

  • فاتح

    رغم الغضب من المسؤولين فلن يعطي شعبنا الفرصة لاعدائه،صنع ثورته ضد المستعمر دون املاءات خارجية و عبر و احتج علي مسؤوليه وصنع ربيعه دون تقليد احد ولم تسبقه اوروبا الشرقية ولما راى اعين الغرب تنظر اليه رفض الاحتجاج رغم غضبه و عدم رضاه،شعب واحد واع يعرف ما يدور حوله متكل علىالله.

  • ناصر المهدي

    الجزائر لن تعيش الربيع العربي لانها عاشته ..صحيح ( كما قال اويحيى)الا انها ستعيش عن قريب الصيف .و الصيف هو وقت جني الثمار او وقت الحصاد.و ستقوم الدولة "المدنية "....صحيح (كما قال سعداني) و يحكمها "مدني.....عباسي".باذن الله.اما خمسا او سبعا كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو الذي لا ينطق عن الهوى "ان هو الا وحي يوحى.علمه شديد القوى".

  • Abdou

    Barek Allah fik ye Essi Kellala pour cette mise au point qui va certainement déplaire à beaucoup d'oiseaux de mauvais augure d'outre mères ou de ceux qui se plaisent à distiller leur venin à partir de l'ile du diable

  • noussaloulita

    مقال في الصميم استاذ قلالة بارك الله فيك بلادنا تاج فوق رؤوسنا مادامت تجمعنا ام اب اخ اخت اقارب جيران اصدقاء من قريب ومن بعيد عيش بسيط نرى الدنيا بمنظار الامل البعيد لا بمنظار المال والحلم الغريب نسعى لنكون جيل جديد لا يرضى بالفتنة ولا تقديم نفسه فدية لاجل ان يتمتع فيها العبيد ...لسنا تجارة للحروب ولا نرضى بالقيود شعارنا ان نحافظ على الوطن ونبذل كل الجهود في سبيل عيشنا لنرى وطننا آمنا مستقرا دون فتنة

  • نورالدين الجزائري

    الرجاء إستعمال مصطلح أكثر لطفا و حضارة و لباقة من : العميقة و كأننا نعيش في أرض على شكل أهرمات واحد فوق راس الأخر ؟! قولوا بلاد الجزائر الواسعة / المترامية الأطراف / مدن منتشرة في أسقاعها .. أتركوا الكلمات تحن للحنين البعيد و تدفء برد الهضاب العالية و تحرك كثبان الرمال الذهبية و تهب بنسيم هواء جرجرة الصافية... مشكلتنا عويصة في إيجاد الحلول لأزمتنا بل نتعثر في إيجاد الكلمات اللائقة في التعبير عنها فقط لا أقول نقدم الحلول هذا يحتاج لجهد فكري أظن أنه لم يحن وقته ! بلادي ليست بئر مظلم بل أرض تُشمس !

  • بدون اسم

    أنت في اليقضة أم في الأحلام يا أستاذ؟..مع أحترامي لما تكتب الا انني أراك (تحلم)أحلاما لاتقبلها حتى الأحلام...؟..الجزائرالعميقة....وهل الزوجة تقدر أوحتى تعارض حتى تقول أنها لاتسمح....راك اتخرف يا استاذ...

  • بدون اسم

    السلام عليكم
    شكرا ....
    لن تسمح الجزائر العميقة بذلك ...
    كل السيناريوهات واضحة لديهم ...
    " حب الوطن من الايمان "
    الوطن هو بمثابة الأم والاسرة، وهو الحضن الدافئ لكا مواطن على أرضه،
    شعور فطري غريزي يبين مدى تعلق الفرد ببلده والانتماء الى تراثه التاريخي ولغته وعاداته.
    فهو تاريخنا، حاضرنا، ومستقبلنا الذي يصنع أمجادنا على مر السنين.
    نحتاج للدروس في المواطنة.
    وشكرا

  • بدون اسم

    مــــــــــــــــــــــــــــاشـــــــــــــــــــــــــــــاء الـــــــــــــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــــــــــــه عــــــــــــــــــــــــــلى بـــــــــــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــــــــــــــــــادنــــــــــــــــــــــــــــا دزايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر!!!!

  • شعشبون

    مكروا و مكر الله و الله خير الماكرين ... و المكر السيئ يحيق بصاحبه ...و حسبنا الله و نعم الوكيل في الظالمين الافاكين الماكرين ... و اللهم اطمس على اموالهم و اشدد على قلوبهم لا يؤمنوا حتى يروا العذاب ...امين