-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

.. لن يتفقوا!

جمال لعلامي
  • 3299
  • 0
.. لن يتفقوا!

الاجتماع الذي جمع شمل مقري وجاب الله، تحوّل إلى “عركة” يبرّر فيها كلّ طرف نظرته للأمور والملفات السياسية، ففيما رأى جاب الله أن لقاء مقري بأويحيى هو “تهمة”، رأى مقري أن لقاء نائب حزب جاب الله بسلال هو “شبهة”، والحقيقة أن مثل هذا الجدال والسجال يرسم علامات استفهام وتعجب أمام نقاش كهذا وخلاف بين السياسيين!

إن عقلية “العجوز التي أمسكت لصا فوق السطوح”، تكاد تتكرّر في التعاطي السياسي بين السلطة والمعارضة، بين الأحزاب، بين أطياف الطبقة السياسية، بين الشخصيات الوطنية، كل “طير يلغى بلغاه”، وكل جهة تدعي أنها تملك صكوك الغفران وأنها معصومة من الخطأ والخطيئة!

لقاء مقري بأويحيى تحوّل في نظر معارضين إلى “خيانة للأمانة”، وفي نظر آخرين انحراف يستدعي التخوين والتجريم والإعدام، مثلما تحوّل لقاء نائب جاب الله بسلال، في وقت سابق، إلى انزلاق يهدّد استقرار البلاد والعباد، في نظر هواة التهويل والتأويل!

لقد أخذ اللقاءين أكثر من حجمهما، وتلوّنا بألوان لا صبغة لها، والغريب أن عقدة الوصاية وقطع لسان الآخر، أو التكلم بلسان الآخر، قلب الطاولة على الممارسة السياسية النظيفة والشريفة، وحوّلها في نظر المناضلين والرأي العام إلى لعبة بيلياردو أو قفز بالزانة!

عندما زار سلطاني “الحكومة” باسمه الشخصي، ثارت الثائرة داخل حركة مجتمع السلم، وقد تكرّر نفس المشهد، مع زيارة مقري لـ”الرئاسة”، وحتى إن كانت مثل هذه اللقاءات والزيارات “شخصية” و”فردية”، إلاّ أنها تثير “الغبارة” ويحاول عندها كلّ طرف استغلالها لتلويث عيون خصمه أو حتى “صديقه” وأصابه بالعمى وحجب الرؤيا عنه!

لقد أصبحت الطبقة السياسية ترصد كلّ شاردة وواردة عن أخطاء وخطايا بعضها البعض، وهذا في الحقيقة جزء من السياسة التي كانت وستبقى حاملة ليافطة “فن الممكن والكذب”، ولذلك تغيب الحقيقة في الكثير من التصريحات والصراعات السياسية!

لقد “كره” المواطنون هذه السياسة ومن الساسة أنفسهم، ولذلك فرغت الأحزاب من محتواها، ولم تعد المواعيد الانتخابية قادرة على الإغراء والتجنيد والاستقطاب، ولذلك لم تعد “الحروب” بين هؤلاء وأولئك من الشخصيات السياسية تثير اهتمام الرأي العام!

يُمكن لملمة الخلافات والاختلافات بين الساسة، لكنها عندما تطفو إلى السطح، ففي ذلك مؤشر آخر على عدوى “البحث عن القمل في راس الفرطاس” من باب “بهدلة” الآخر وكفى!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • الشاوي2

    معلوم وطبيعي وعادي جدا لاسباب معنوية وتاريخية وهوايتية
    لانهم عرب +مسلمين+ +++
    بعد وفاة محمد-صلعم- والحرب قائمة بين الاعراب المسلمين

  • عبد الرحمان

    أضن ان المعارضة لم تفهم خطاب رئيس الجمهورية الذي تكلم عن دور و ليس تحقيق أطماع أماما تجربة مريرة في الصراع و نموذج نجح في تونس أي حزب تحالف و معارضة الاسلامية يتقاسمون المناصب و يتبادلون الادوار الفرق هو أن المعطيات تغيرت لان افكار الشيخ سلطاني كانت في حوالي 2000 و نحن في 2015 أي تحيين يجعل مقري منصب و أفكار أكثر تقبل ضد السلطة و لكن المعارضة الحقيقة لديها دور تلعبه (الضن75 تضنون بالله الشك 50 أفي الله شك)

  • محمد

    الضاهرة هذه أصبحت موضة .عندما بعث نائب وزير الدفاع الفريق السيد قايد أحمد صالح برسالة إلى السيد عمار سعيداني برسالة تهنئة وعندما قال عمار غول . عمي صالح. وقال أن الجنرال توفيق مدين يلعبه معه كرة القدم ثلاثة مرات في الأسبوع وإنه لاعب مهاري .تعلم أن هناك صراع أجنحة حقيقي داخل دواليب السلطة .لتحضير المرحلة المقبلة وكل جهة تريد الاستحواذ على القطعة الكبيرة من الكعكة وكما قلت .كل طائر يلغى بالغاه.و كجزائريين نتمنى أن تبقى هذه الصراعات ودية وسلمية وأن لا تؤثر سلباً على إستقرار و إزدهار الجزائر الحبيبة

  • ملحة عبد القادر

    الحوار وسيلة حضارية ونحن نتحاور فى الجزائر ومع مسؤولين جزائرين اولا. ثانياليس لاى حزب اواى جهة اخرى مهما كانت الوصاية على الحركة.ثالثا الاوضاع التى تمر بها الجزائر ومنطقتنا العربية تدعو الى ذلك.رابعا حوار الطرشان ووضع الاصابع فى الاذان لايفيد فى شىء. الجزائر تجمعنا اكثر مما تفرقنا.

  • بلقاسم

    ألا تلاحظون ...(..أساتذتنا المحترمون...) أنهم أشبه ما تكون اجتماعاتهم بجمعية الملاقات بين القطط والقئران ...(...هذا ايعس هذا ...) وقد تفطن لهم فخامته.....فاستحضر أجود الشحوم المرسيلية والخليع دون أن ينسى الفخاخ الجيدة والكيماويات.....يقدم شحمة لذا لينصب الفخة لذالك... ولئن استعصى عليه أمر الإحكام ..يستخدم السم أو المبيد ....وهذا مما ساعده على إطالة عمر عهداته رغم فسادها وخطورتها على المجتمع...