-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لن يغيِّروا سنة الله

صالح عوض
  • 471
  • 0
لن يغيِّروا سنة الله

الاستعمار الفرنسي تكسّر على صخرة الجزائر ولملم ذيوله مدحورا من أرض لم تستقر له يوما.. ومهما أبقى من بعض أشلائه إلا أن المجتمع والبلد ينموان نموا طبيعيا ليملآ المشهد كله فيخرج الخبث ولا يبقى في الواد إلا حجاره.

هذا في حين تلاشى الاستعمار الفرنسي وفقد مواقع نفوذه من مكان إلى آخر ولم يبق له إلا أشكالٌ محدودة يحاول تحريكها لاستنزاف الشعوب لاسيما في إفريقيا ولمحاولة تعطيل الشعوب الحرة عن تقدِّمها بإثارة مشكلات بألوان مختلفة متخلفة.

هنا يجب النظر إلى الغرب وفرنسا في قلبه لنرى كم هي سنة الله ماضية فيه.. ففي اسبانيا قبل عامين ثار أهل كتالونيا يريدون انفصالا، وبرغم أن المقترح نال أغلبية أصوات الكتالونيين إلا أن أوربا رفضت وقمعت الحالة الانفصالية وفي أكثر من بلد أوربي توجد بذور التنازع العنصري العرقي أو الجهوي وهذا يتهدد استقرار البلدان من حين إلى آخر، إلا أن القرار الغربي يدرك أن أي فرصة تُترك للانفصال تعني تدمير الدولة الوطنية القومية، ما يعني الانهيار البالغ، والأمر نفسه يمكن ملاحظته في أمريكا.

من جهةٍ أخرى نرى التململ في الشارع الأوربي رفضاً لاستبداد النظام الاقتصادي الرأسمالي الذي يستعبد العمل والموظفين لصالح كبار رجال المال الذي أنتج منظومة قانونية ثقافية حوَّلت القطاع الكبير من الناس إلى حالة عبيد يأكلون ويلبسون وينامون ويعالجون ولكن بلا قيمة في تغيير الاتجاهات للمجتمع والدولة، وهذا يتجلى في طبيعة الأحزاب التي أصبحت عبارة عن تركز صوت قوى المال في الغرب وأمريكا.

إن المظاهرات التي لم تتوقف منذ عدة أشهر في باريس والتي بلغت مداها لم يقابلها الغرب أو أمريكا بأي موقفٍ مساند وصمت الغرب كله عن ذلك برغم أن عنفا مورس في قمع المتظاهرين واحتقارا بالغا لمطالبهم وتعنتا في مواجهتهم، الأمر الذي يعني أن الديمقراطية وسيلة من وسائل قمع فئات من الناس بحجة التزام الديمقراطية.

ما يجري في الغرب هو سنة الله نحو تصدع كيان الأقوياء الاستعماريين، وهي سنة ماضية رغم كل ما يحاولونه بأن يوقفوا تدفق السيل بأكفهم.. وهذا يجعل روح الاستعماريين الشريرة في هيجان هستيري لحل مشكلاتهم الاقتصادية والاجتماعية بثرواتنا الرخيصة، ولعلنا بملاحظة ما تفعله فرنسا في ليبيا أو ما تفعله أمريكا في الخليج نتأكد أن الاستعماريين تخلُّوا عن لياقتهم السابقة في النهب الناعم وأصبح نهبُهم علنيا فاحشا مفضوحا.. وهكذا تسير الأمور للمواجهات الحقيقية مع شعوب أمتنا.

هنا نسير وهم إلى نهاية المشوار.. صحيح أن الحرب ستكون شرسة ومتعبة ومرهقة لكن نتيجتها أن الانهيار سيتواصل في المعسكر الغربي الاستعماري وأن الأمة بشعوبها ستتململ نحو أخذ المبادرة؛ تلك حتمية الحياة والتاريخ وسنة الله الماضية، ولن تجد لها تبديلا أو تحويلا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!