-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الشخصية النرجسية وراء المشكلة

لهذا تغار الأم من ابنتها!

سمية سعادة
  • 13657
  • 1
لهذا تغار الأم من ابنتها!
ح.م

عادة ما تمنح الأم كل ما لديها لأبنائها لتراهم أحسن منها، أما في حالات قليلة جدا فتحاول “أم” أخرى أن تنزع من أبنائها كل يملكون لترى نفسها أفضل منهم!.

وإذا كان هذا السلوك هو الاستثناء الذي شذّ عن القاعدة الفطرية التي تدفع الأم إلى التضحية في سبيل سعادة أبنائها، إلا أنه يكشف بجلاء عن خلل في شخصية الأم نتيجة ظروف أسرية تربت فيها، ما ينعكس سلبا على نفسية الأبناء الذين ينشأون في جو مشحون بالتوتر والعقد النفسية.
ويمكننا أن نلاحظ بوضوح، في مثل هذه الحالات الشاذة، أن الأنثى هي المستهدفة من طرف الأم التي انُتزعت منها مشاعر الأمومة تحت ظروف معينة، فتتخذ من ابنتها خصما تناصبه العداء وتتحين الفرص للنيل من كرامته وكبريائه حتى تنتشي شخصيتها النرجسية وتبتهج نفسها..

قد يبدو هذا الأمر غريباـ ولكنه الحقيقة التي ترويها هذه السيدة التي أشارت إلى نفسها باسم”غلا” التي لا تجد تفسيرا لما تقوم به أمها، التي تقول إنها تغار منها وتشعرها بأنها ضرتها وليس ابنتها، فهي لا تسمع منها ثناء، ولا تشجعها كما تفعل الأمهات مع بناتهن، بل تحاول أن تقلل من شأنها وتحطم معنوياتها..

ولم تنته هذه المشكلة بزواجها، بل بدت الأم وكأنها لم ترغب في عدم زواجها، إذ تشعرها بعدم الرضا عليها دون سبب واضح.
وتعترف سيدة أخرى، أن أمها تغار منها في كل شيء حتى من جمالها وثيابها وهذا ما تكشفه سلوكاتها وتعليقاتها المستفزة، وعندما تزوجت، لم تستطع الأم أن تخفي غيرتها من كون ابنتها عروس جديدة تحظى باهتمام زوجها، فأصبحت لا تتوان عن تقليدها في ملبسها وفي تفاصيل حياتها..

وتضيف أنها كلما زارتها في بيتها عدّدت لها عيوبه مع أنها تملك بيتا أنيقا كما تقول، وفي نفس الوقت تطلب من والدها أن يشتري لها مثل ما تملكه ابنتها في بيتها، والأكثر من ذلك تحاول أن تشوه صورة زوجها في عينه موهمة إياها بأنه غير مبال بها ولا يهتم بها..

وتتساءل هذه السيدة في حيرة: أليس المفروض أن تتمنى الأم السعادة لابنتها؟! ألم تعش الأم سنوات وردية في حياتها، فلماذا تحاول أن تفسد علي حياتي؟!.

يرجع علماء النفس غيرة الأم من ابنتها إلى عدة أسباب اجتماعية ونفس تتلخص معظمها حول مقارنة الأم بابنتها التي تشعرها بالغيرة عندما تستحوذ على حب والدها واهتمامه ويكون ذلك على حساب مشاعرها التي يهملها الزوج لتنعم بها ابنتها مع أن الحب الذي يكنه الأب لابنته، ليس هو نفسه الحب الذي يحمله لزوجته،..

وغالبا ما تكبر الفجوة بين الأم النرجسية وابنتها عندما تبلغ الأخيرة مرحلة الشباب ويقصدها الخطّاب، أو تحظى بعمل مرموق الأمر الذي يوقظ في الأم شعورها كأنثى انحسرت عنها الأضواء وغادرها شبابها فأصبحت ابنتها تشكل لها تهديدا فتبدأ في مضايقتها وتشكيكها في نفسها.

ويؤكد هؤلاء العلماء أن غيرة الأم من ابنتها أمر غير سوي ويجعل من الصعب على الفتاة أن تبني شخصيتها وسط هذا الشعور بالندية من قبل أم نرجسية تحاول أن تقلل من شأنها وتطمس شخصيتها متى وجدت إلى ذلك سبيلا، ما يخلق لديها شعورا بالعجز والشك المؤلم في النفس..

ورغم كل هذه الأسباب التي لا تكشف عن أغوار المشكلة التي تتمثل في أمر وقع في حياتها، ما جعلها تتصرف بهذا الشكل، إلا أنه ليس من المقبول دينيا ولا اجتماعيا أن تعامل الابنة أمها بالندية، ففي الأخير هي أمها التي يجب أن تحسن إليها ولو أساءت..

وضروري جدا أن تساعد الإبنة أمها على التخلص من هذه المشاعر باستشارة طبيب نفساني يمكنه أن يفتش في ماضي هذه الأم التي من غير المستبعد أن يجد لديها ما يفسر تصرفها بهذا الشكل الذي يناقض طبيعة الأم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • خليفة

    هذه ظاهرة غريبة و شاذة في العلاقات الاسرية ، ربما تكون هذه الام قد عانت الحرمان في صغرها او عند زواجها ،و لم تجد من يهتم بها ،و لم تجد اين تفرغ تلك العقد الا في ابنتها ،و تصرفات الام مع ابنتها بهذه الطريقة هو نوع من التفريغ النفسي للمكبوتات التي تعاني منها ،نسال الله لهذه الام الشفاء من هذه الحالة النفسية ،و المطلوب من البنت ان تصبر و توكل امرها لله ،و تسعى لان تعالج امها عند طبيب نفسي مختص ،و ان تعاملها بالحسنى ،و ان تلبي لها بعض احتياجاتها ،لعل الله يصلح حالهما و تعود العلاقة بينهما الى مجراها الطبيعي.