-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الجلوس على كرسي المرادية ظل حلمه لعقود

لهذه الأسباب يتحفظ حمروش على الترشح للرئاسيات؟

محمد مسلم
  • 10909
  • 15
لهذه الأسباب يتحفظ حمروش على الترشح للرئاسيات؟
ح.م
مولود حمروش

فجر عزوف رئيس حكومة الإصلاحات، مولود حمروش، عن الترشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة في الثاني عشر من ديسمبر المقبل، جملة من التساؤلات حول خلفية موقف من هذا القبيل، لأن جلوس الأمين العام الأسبق برئاسة الجمهورية على كرسي المرادية، ظل حلما يراود الرجل وأنصاره على مدار سنين طويلة.

آخر موقف من مولود حمروش بشأن الرئاسيات المقبلة، كان عندما استقبل في الخامس من الشهر الجاري أنصاره الذين تنقلوا إلى بيته لحثه على الترشح للاستحقاق المقبل، وقد أبدى يومها تحفظا واضحا، حال دون تقدمه للاستحقاق إلى غاية الأمس.

وعلى الرغم من إلحاح أنصاره وتودد البعض منهم الذي وصل بأحدهم الأمر حد البكاء، إلا أن الرجل بقي متمترسا خلف تحفظاته، التي لم يقتنع بها الكثير من أنصاره وحتى من غير الذين لا يشاطرونه مواقفه وطروحاته.

حمروش اعتاد أن ينسحب من السباق بعد إبداء الرغبة في خوضه كما حصل في رئاسيات 2014، وعادة ما يرجع السبب إلى وجود مرشح للمؤسسة العسكرية، وهو لا يريد مواجهة الجيش، مثلما كان يقول في ذلك الوقت!

غير أن هذه المرة الوضع يبدو مختلفا على أكثر من صعيد، إذ تم استحداث سلطة وطنية مستقلة للانتخابات، أوكلت لها كل الصلاحيات المتعلقة بالعملية الانتخابية، من بدايتها إلى غاية الإعلان عن نتائجها، وهو تطور لم يكن موجودا في كافة الاستحقاقات السابقة.

يضاف إلى ذلك، التعهدات المتكررة التي قدمتها قيادة المؤسسة العسكرية، والتي مفادها أن الجيش ليس له أي مرشح ولا يدعم أي متسابق، وهي التعهدات التي يبدو أنها لم تبدد لحد الآن، تحفظات رئيس حكومة الإصلاحات.

إذا كانت كل هذه الضمانات لم تبدد مخاوف حمروش، فما هي الأسباب الحقيقية التي حالت دون ترشح الرجل، والتي لم يتجرأ على الكشف عنها في كل “الخرجات” الإعلامية التي نشطها منذ استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة؟

من بين ما قاله حمروش في لقائه الأخير أمام أنصاره: “..لو انتخبت بهذه الطريقة وهذا الأسلوب وفي مثل هذه الظروف، لا يمكنني فعل أي شيء.. تمنيت لو لبيت رغبتكم، لكن وقبل ذلك، لا بد من الحقيقة..”.

هذه العبارات لم تزد موقف حمروش إلا غموضا، غير أن العودة إلى مواقف الرجل السابقة ومحيط تحركه، تساعد على فهم الرجل وتبدد الكثير من الغيوم التي تحوم حول تعاطيه مع تجليات المشهد السياسي وتطوراته.

يعتقد الكثير ممن يكنون الاحترام لحمروش، أن الرجل يعتبر أحد أبناء العائلة الوطنية، ومن تلامذة القامة عبد الحميد مهري، ويستندون في هذا إلى بعض الاعتبارات من بينها، تحالفهما في مرحلة ما، قبل أن يجرفهما التيار التغريبي في عز عنفوانه في تسعينيات القرن الماضي، غير أن من يعرفون الكثير من الخبايا عن حمروش، يذهبون عكس ذلك.

ويؤكد بعض المراقبين أن التطورات التي عاشتها البلاد على مدار العقود الثلاثة الأخيرة، غيرت الكثير من القناعات عند حمروش، فالرجل استقال من حزب جبهة التحرير الوطني الذي ترعرع فيه، وأصبح فيما بعد أقرب إلى العائلة الديمقراطية ممثلة في حزب جبهة القوى الاشتراكية، حيث كاد أن يصبح مسؤولا عنها لو تجاوب مع العرض الذي قُدّم له في عهد زعيمها الراحل، حسين آيت أحمد.

ومعلوم أن ما يسمى العائلة الديمقراطية ممثلة في “أحزاب البديل” التي يعتبر الأفافاس أحد مكوناتها، تتموقع في الجهة المعارضة للانتخابات، وهي تطالب بدل الذهاب إلى الصندوق بالدخول في مرحلة تأسيسية، فهل تحفظ حمروش على المشاركة في الانتخابات له علاقة بعدم تجاوب المؤسسة العسكرية مع هذا المطلب؟

حمروش لم يطالب بصفة رسمية الدخول في مرحلة تأسيسية، غير أن مواقفه تقترب شيئا فشيئا من الذين يرفعون هذا المطلب، وهو يلتقي معهم في رفض المشاركة في الانتخابات، كما يتقاسم معهم أيضا التمتع بالحظوة على مستوى المنابر الإعلامية المنتقدة، بل الرافضة لإجراء الانتخابات في موعدها المقبل.

وبينما يسارع البعض إلى وصف حمروش بأنه من أنصار التعريب وأحد المدافعين عن ثوابت الشعب المحددة في الدستور، يؤكد أحد الولاة السابقين، أن رئيس حكومة الإصلاحات عندما كان يجتمع بهم في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، كان يخاطبهم باللغة الفرنسية )!!.

كل هذه المعطيات تدفع المتابع إلى الاعتقاد بأن حمروش لا يتموقع في المكان الذي يوجد فيه المؤمنون بضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد، حفاظا على استمرار الحياة الدستورية.. وربما هذا هو المبرر السياسي غير المعلن، الذي يقف حائلا أمام ترشح حمروش.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
15
  • Azer

    الى صاحب التعليق وسيم :
    مع احترامي لرأيك اقول لك ان للشعب ذكاء ليس محدودا والغالبية منه ليست رجعية ولا معقدة نفسيا . المعقد ذلك الشخص الذي يعتبرفصيله هو الافضل والاذكى والبقية قطيع .
    فرنسا حوربت باسم الجهاد في سبيل الله وكلمة الله اكبر .
    فرنسا اجبرت على الخروج بفضل كل الجزائريين . بفضل الاصرار قلع كل الخونة حتى ولو كانوا ذا قرابة .
    كيف لامريكا القارة تضم جميح الاجناس ومع هذا لانسمع الجهوية بل العدالة تنصف كل ذي حق .

  • Azer

    شكرا لصاحب المقال الذى ازاح اللثام عن بعض الغموض في مواقف الرجل .
    الا تعلمون ان التعتيم المفرط الذي يجيده القادة بل حتى وسائل الاتصال هو السبب الرئيسي في تيه عامة الناس
    الامر الذي يجعل الكثير منهم لايتخدون مواقف صارمة تجاه اي مشروع واي مسؤول .
    الخطأ والذنب ليس ذنبهم .

  • محمد☪Mohamed

    ربمى يجيب la stabilité لكن الخزينة خاوية فترجع من المستحيلات , والشعب هو(حمروش ) قالها كثرة الرديلة , والإنحلال الأخلاقي , ترجع مهمة الرئيس الجديد شبه impossible.

  • karim

    CET INDIVIDU EST UN SYMBOLE DE L ANCIEN RÉGIME , ONT VEUT LES JEUNES ONT A MARE DES VIEUX ONT A MARE DES MÈME VISAGES ONT A MARE DES PERSONNES QUI ONT VENUES DE L ANCIEN SYSTÈME. YA DES HOMMES ET DES FEMMES JEUNES EN L ALGÉRIE ET UNIVERSITAIRE INSTRUIT QUALIFIES POURQUOI RETOURNER TOUJOURS AU VIEUX SYMBOLES DU SYSTÈME DICTATURE QUI A RUINE NOTRE PAYS.
    , LE HIRAK TA DIT NON RESTE OU TU EST TES UN SYMBOLE D UN SYSTÈME DICTATURE..

  • Houria

    personne ne le pleure
    Il ne va pas se présenter, car il sait qu'il ne va pas gagner.

  • سفيان

    خويا خالد ??

  • rachid

    non c est non

  • محمد

    يبدو أن الحدث الشعبي الوطني الكبير منذ 22 فبراير إلى اليوم ما زال عصيا على فهم أمثال هؤلاء الذين ذهبوا إلى حمروش يتوسلون ترشحه للرئاسيات ...
    و تلك هي الكارثة : أن نفهم حدثا عظيما برِؤية منطق قديم عقيم .

  • وسيم

    وهل يعتقد هؤلاء أن وصول حمروش أو غيره لكرسي الرئاسة يمكنه إحداث نضهة اقتصادية وحضارية للجزائر؟؟؟ لو نأتي بأفضل رئيس في العالم لن يستطع فعل شيئ لأن الشعب ذكاؤه محدود وغالبيته رجعي ومعقد نفسيا، مجتمع الكبت عادة ما يؤدي للبلادة السياسية

  • خالد

    كانوا يترشحون زمن بوتفليقة و ما يحمله من تزوير وفساد ولا يترشحون الان هو يريد التنصيب وليس الانتخاب

  • ياسين

    ..لو انتخبت بهذه الطريقة وهذا الأسلوب وفي مثل هذه الظروف، لا يمكنني فعل أي شيء.. تمنيت لو لبيت رغبتكم، لكن وقبل ذلك، لا بد من الحقيقة..”...الحقيقة يا سيادة الرئيس الذي يخشى الخواتم لا يصنع بطولة؟؟؟ إن من كنا نعتبرهم سياسيين حكماء قد أظهروا عن ضعف و جبن كبيرين في تحمل المسؤولية لإخراج البلاد من عنق الزجاجة؟ و قيادة السفينة إلى بر الأمان؟ و خيبوا أمال الناس في ذلك؟؟؟ المؤسف أن القوم قالوا للمؤسسة العسكرية بالتلميح ما قالته بنوا اسرائيل لموسى "اذهب أنت وربك فقاتلا فههنا قاعدون"؟؟؟ أي جبن هذا؟؟؟

  • عمران

    ألم يكن هذا الرجل حارسا لهواري بومدين ويحمل له المظلة أم أنا مخطئ؟

  • علي

    باالرغم من إلحاح أنصاره وتودد البعض منهم الذي وصل بأحدهم الأمر حد البكاء. 10 من ناس قالك انصار

  • هبشوش

    روح اخطينا لقد صؤت من الماضي ومن الارشيف انت لا تصلح كرئيس لبا انت ولا غيرك من الشيوخ الكبار في السن لانكم من بفايا النظام اتلبائد جزئيا ..

  • gmachaali

    روح اخطينا لقد صؤت من الماضي ومن الارشيف انت لا تصلح كرئيس لبا انت ولا غيرك من الشيوخ الكبار في السن لانكم من بفايا النظام اتلبائد جزئيا ..