-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لوبيات الكرة الجزائرية

ياسين معلومي
  • 939
  • 1
لوبيات الكرة الجزائرية
ح.م

لا يمر يوم واحد، إلا ومهازل الكرة الجزائرية تزداد، دون أن يتمكن من يسيرونها من إيجاد حلول لوقف ما يحدث، تاركين الشارع الرياضي يفقد الثقة في الذين اختارتهم الجمعية العامة لتسيير الرياضة الأكثر شعبية في العالم، وبعيدا عن الديماغوجية، أصبحت لا أفهم القرارات التي تتخذ سواء في أروقة الفاف والرابطة، أندية تعامل بطرق خاصة، وأخرى تكال بمكيالين، مسيرون يعاقبون لأتفه الأسباب وآخرون يملكون الحصانة الكروية، رغم أن الجميع يحكمهم قانون واحد يطبق حسب الأهواء، والخاسر الأكبر هو الكرة الجزائرية التي أصبحت مضحكة عند جيراننا.

أصبحنا لا نستطيع اليوم حتى الدفاع عن أنديتنا وحكامنا في الخارج، الطموح الوحيد لبعض المسؤولين هو ولوج الهيئات الدولية للحصول على المزيد من الدولارات، ولا أحد يفكر في مستقبل كرتنا، حتى أصبح من لا يصادق على مشاريع الفاف يوصف بالخائن، والذي ينتقد سياسة الاتحاد عليه أن يصمت ويبارك ما تقوم به الفاف، أو سيكون مصيره أروقة المحاكم، غير أن ما لا يستطيع أن يفهمه من يدعون في عالم فلسفة الكرة، أنه لا أحد يستطيع أن يكمم الأفواه، لأن الكرة الجزائرية في تراجع مذهل، ولا أحد يستطيع نكران ذلك، فبعدما كنا نعطي جيراننا دروسا في التأهل للكأس العالمية، ودروسا في التنظيم، أصبحنا نمنحهم أسبوعيا أطباقا شهية في الرشوة والعنف وكيفية التحايل على القانون، وهذا أمام صمت غير مفهوم للوزارة التي لم تحرك ساكنا، تاركة بعض المتطفلين الفقراء يملؤون جيوبهم ليصبحوا بعد سنوات أغنياء، لا يهمهم في آخر المطاف إلا أنفسهم.

قبل بداية الموسم والضجة التي أحدثتها الرابطة بمعاقبة بعض الأندية التي تفوق ديونها مليار سنتيم، قلت في نفسي، ربما هيئاتنا الكروية بدأت تفكر في تطبيق القوانين، لكن عندما عرفت اليوم أن مراسلة الفيفا التي تنص على الإجراءات المعمول بها لمعاقبة الأندية المدانة، بسبب عدم دفع مستحقات لاعبيها قد أرسلت شهر ماي المنصرم ولم ترسل إلى الأندية إلا الأسبوع الماضي، حينها تأكدت أن اتحادنا الموقر أخطأ في حق عدة أندية قام بمعاقبتها عند انطلاق الموسم، وحرمها من إجازات لاعبيها، على غرار شباب بلوزداد واتحاد الحراش ورائد القبة واتحاد البليدة.

لا أدافع عن أي فريق، لكن الحقيقة تقال بأن ما يحدث لكرتنا منذ سنوات سببه رؤساء الأندية الذين يتحكمون في جزئيات كرتنا، بتكوينهم للوبيات تعمل في الخفاء من أجل السيطرة على البطولة، فيحددون الأندية الصاعدة والمتوجة باللقب، والتي تسقط إلى الأقسام الدنيا، فعندما يفضح رئيس فريق ما يحدث في كرتنا، فعوض أن يقدم دلائل أمام المحكمة ومعاقبة المتسببين في جرائم الكرة الجزائرية، نقوم بإسكاتهم ومساعدتهم لكي لا ينكشف أمر هؤلاء المسؤولين الذين عاثوا فسادا في كرتنا.

اليوم واتحاديتنا تكثر من الاجتماعات والقرارات، ألم يحن الوقت لنحاسب أنفسنا، ونطرح مئات الأسئلة عما يحدث داخل كرتنا، فهل يعقل أن نترك مستقبل كرتنا في إياد ليست أمينة؟ وهل فكرنا في يوم نجد أنفسنا في أسفل ترتيب عالمي، ونحن الذين كنا يوما ما من أحسن العشرين منتخبا. المهم ومهما يكن، فمستقبل الكرة الجزائرية غامض، ويسير نحو المجهول، وعلى الجميع عدم البكاء على الأطلال حين يقع الفأس في الرأس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عمار الفاسي

    مقال الصحفي يناقش الفروع و يترك أصل المشكلة و التي تكمن في التسيير العام للبلاد المبني على إلهاء الشباب و تخذيرهم بكرة القدم. لا يمكن للرابطة أو الفاف معاقبة نادي له شعبية كبيرة لأن العقوبة ستحرك الشارع، هذه الهيئات لا تملك أي سلطة حقيقية بل هي مجرد أداة.