-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ليبيا.. قاعدة إستراتيجية لمن؟

ليبيا.. قاعدة إستراتيجية لمن؟
ح.م

أطراف الصراع الدولي في ليبيا، تسعى لانتزاع قواعد حضورها في دول الجوار، هكذا هي الحرب بين القوى الكبرى لا تكتمل شروطها إلا بمساحات امتداد جغرافي تتيح انسيابية انطلاق العمليات العسكرية وبناء قواعد إسنادها.

صراع دولي  روسي – أمريكي على قواعد النفوذ الإستراتيجي، بغطاء حرب أهلية جنودها من المرتزقة الذين جاءوا من مختلف الأقاليم، اقتسمت قدراتهم الموزعة على قوات الجنرال خليفة حفتر وحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج.

روسيا عززت تواجدها العسكري في ليبيا، ولن تسمح بهزيمة واجهتها العسكرية المتمثلة في قوات المشير خليفة حفتر المعززة بسلاح جوي متطور سلمه عسكريون روس تضمن 14 طائرة ميغ 29، وسوخوي-24 وصلت إلى قاعدة الجفرة الجوية، بعد ما انطلقت من روسيا ومرت عبر إيران وسوريا قبل وصولها إلى ليبيا حسب ما أعلن الجنرال غريغوري هادفيلد نائب مدير إدارة المخابرات التابعة للقيادة الأمريكية في افريقيا “أفريكوم”.

الإعلان عن هذه التعزيزات العسكرية الروسية كان كافيا لقيام الولايات المتحدة بإعداد أحد ألويتها لتنفيذ ما يعرف بـ”المساعدة الأمنية في تونس” لمواجهة التعزيزات الروسية في ليبيا.

ولم يتردد الجيش الأمريكي في الإعلان عن نية الولايات المتحدة استخدام أحد ألويتها للمساعدة الأمنية في تونس، وسط مخاوف بشأن نشاط روسي في ليبيا يعمل على تأجيج لهيب الصراع الليبي بما يؤدي إلى “تزايد القلق بشأن الأمن الإقليمي في شمال افريقيا”.

القيادة الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم” أكدت بلسان الجنرال غريغوري هادفيلد “أنها تبحث مع تونس طرقا جديدة لمواجهة القلق الأمني المشترك ويشمل ذلك استخدام لواء عسكري للمساعدة الأمنية”، جاء هذا التأكيد بعد الكشف الأمريكي عن قيام عسكريين روس بتسليم قوات الجنرال حفتر 14 طائرة ميغ 29، وسوخوي-24 وصلت إلى قاعدة الجفرة الجوية التابعة لقواته.

روسيا نفت كما نفى جيش خليفة حفر، وصول تلك التعزيزات التي تتخذها أمريكا مبررا لتحرك يعزز قدراتها في قواعدها العسكرية “حفاظا على أمن شمال إفريقيا”، لكن النفي الروسي جاء ضعيفا بلسان عضو في البرلمان “الدوما” بدل أن يأتي بلسان ناطق عسكري أو سياسي في الكرملين.

تدرك الولايات المتحدة الأمريكية أن تلك التعزيزات العسكرية الجوية لن تغير في توازن القوى الخائضة في الحرب الليبية، لكنها ترى أن ذلك يعد خطوة تلتحق بخطوات سبقتها في بناء قاعدة إستراتيجية روسية في ليبيا لن تسمح واشنطن بإتمام بنائها تحت أي ظرف كان.

ورفعا لكل لبس في تفسير الموقف الأمريكي تجاه تطورات وتعقيدات الأزمة الليبية، أكدت وزارة الدفاع التونسية في بيان رسمي لها إن الولايات المتحدة شريك رئيسي في جهود بناء قدرات الجيش التونسي.

وتشهد الأوضاع في ليبيا تطورا خطيرا، هدد الأمن القومي التونسي عندما تمركزت قوات الجنرال حفتر في مواقع على الحدود التونسية الليبية، ودخل الجيش التونسي في حالة استنفار، لصد محاولات اختراق حدوده.

وعرفت الشراكة التونسية الأمريكية في المجالات العسكرية والأمنية، مجالات تعاون متعددة، تتركز في بناء القدرات الدفاعية ومكافحة الإرهاب “المنخفض المستوى” كما يوصف في العرف العسكري الأمريكي.

لكن الوضع الراهن الذي أدخل المنطقة برمتها في أزمة أمنية تهدد استقرار أنظمتها وسلامة شعوبها، لا يأذن بالزج بتونس التي تعاني من تحديات اقتصادية وأمنية وسياسية في حرب الصراع الأمريكي – الروسي على قواعد النفوذ الإستراتيجي، كما لا يأذن بتهديد أمن وسيادة دول الجوار القادرة على حماية الأمن الإقليمي دون تدخل خارجي.

.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • مغاربي

    لماذا لم تتحدث عن التدخل الفرنسي .و الاماراتي و السعودي و المصري و اليوناني و الايطالي و حتى الاسرائيلي و التركي و القطري و الداعشي و ركزت على التدخل الروسي و لماذا اخفيت شحنات الاسلحة من كل الدول و الطيران الاماراتي و التركي ........

  • جزائري

    ليبيا هي لمن هب ودب من غير الليبيين . تماما مثلما هو الأمر في العراق .