ليست قضية جمال عوان وحده!

ما قاله الممثل جمال عوان عبر برنامج “رمضان شو” في “الشروق تي في”، الثلاثاء، يتضمن الكثير من الحقائق “المؤلمة” و”المريرة” عن واقع الدراما الجزائرية، فالممثل الشاب الذي حصل على أدوار البطولة في السنوات الثلاث الأخيرة، تعرّض هذا العام، لما يشبه “المؤامرة” حيث كان من المفترض أن يكون بطل مسلسل “النار الباردة” لفريد بن موسى، بل واستعد للعمل “شكلا ومضمونا” قبل أن يبعد بشكل مذّل أياما قليلة عن انطلاق التصوير!
لا يتحدث عوان هنا عن ضرورة احتكاره البطولة، كما لا يتهم التلفزيون العمومي الذي يقول إنه “صاحب الفضل عليه في بداية مشواره الفني القصير” بالانقلاب عليه، لكنه يتهم بعض الجهات بتنفيذ المؤامرة وتحديدا المنتج المنفذ للعمل و”أعوانه” في ظل ضعف المخرج واستقالته عن الدفاع عن الممثلين، وأيضا “تورط ممثل كبير في إبعاده”!
عندما نسمع مثل هذا الكلام يردده ممثل شاب، كنّا نعتقد أنه بات (الرقم واحد) لدى المسؤولين في التلفزيون، نتساءل عن مصير البقية؟ وإلى متى سيستمر الظلم الممارس ضد الممثلين الشباب؟ ولصالح من تبعد المواهب الحقيقية؟
لماذا تخلى التلفزيون العمومي عن استراتيجيته في صناعة أعمال درامية ناجحة، وقعها سابقا بشير سلامي وعمار تريباش (رغم كل النقد الموجه إليهما) في مقابل استنساخ تجربة “الخاوة” التي أثبتت عدم قدرتها على صناعة الإعجاب في الجزء الثاني؟
هنالك من يريد جعل الأتراك مرجعية للدراما الجزائرية “بالقوة”، فاعتُمد على عارضي الأزياء و”الدخلاء” للحصول على أدوار مهمة، بل واعتمد على نصوص تركية استوردت من أجل الحديث عن المجتمع والواقع الجزائري وممارسة الإقصاء ضد الممثلين الحقيقيين وأصحاب الكفاءة الفنية، لكن أن تصل الأمور إلى حد تحول تلك الاستثناءات إلى قاعدة مضرة بالإبداع، فهذا هو الخطر الحقيقي!