-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ليقف هذا الخطاب…

ليقف هذا الخطاب…

بدل سعي الكثير من السياسيين إلى استقطاب الملايين من الشباب الباحث عن أمل حول أفكار جديدة أو على الأقل فكرة جديدة تخص المستقبل، هذا الزمن الذي ينتظرونه بشغف ويتطلعون إلى العيش فيه بأمان، هاهي أغلب التوجهات تغرق اليوم أكثر من ذي قبل، في متاهات الحاضر ولا تُصرُّ إلا على البقاء ضمن حدوده من خلال الاستثمار في وجه واحد ووحيد من وجوهه تارة من باب التمجيد إلى حد التنزيه والتقديس وأخرى من باب التحقير إلى حد الشَّيْطنة.
هل بهذه الكيفية تُبنى الأمم وتتقدم؟ هل من خلال التعنت والمكابرة وتبييض ما هو أسود وتسويد ما هو أبيض يُمكنها أن نتقدم؟ أم من خلال المكاشفة والمصارحة والاعتراف بالأخطاء لتصحيحها والتمكين للأجيال الصاعدة من قيادة نفسها بنفسها بدل دفعها نحو الشك في كفاءتها وقُدراتها أو رمي نفسها في البحر بحثا عمن يُمكنُّها من تحقيق ذلك؟
لست أدرى هل الذين ما زالوا يُردِّدُون مثل هذا الخطاب المانع للتفكير في المستقبل، الضاغط، والمثير للحساسية، يَعلَمُون حقيقة ما يجري في الواقع؟ أم إن همَّهم الأول والأخير هو مصيرهم الضيّق وحياتهم الخاصة وتصديق أنفسهم داخل القوقعة التي ضمنها يعيشون؟
لعلي أزعم أني لم أدَع مرة شعاع أمل أراه هنا وهناك إلا وتعلقت به لثقتي التامة أن رجال هذا البلد ونساءه لا يستسلمون لليأس أبدا ولا يتركونه يتحكم في مصيرهم ورقابهم برغم شدته عليهم وصعوبة تحمُّل وقعِه في كثير من الأحيان، إلا أنني أجد نفسي هذه المرة مِن واجبي أن أُنبِّه إلى أن نوعية الخطاب السياسي السائد وطريقة إخراجه، والعبارات التي يستخدمها، والاستفزاز الذي يحمله، والضَّحالة الفكرية التي يتصف بها، واللاَّوعي العقلي الذي يتحرك من خلاله، والاستخفاف بذكاء الآخرين الذي يبرزه دوما، فضلا عن تلك الصفات الذميمة التي يكتسبها حتما من خلال الأفواه التي تنطق به على غير هدي وبلا إحساس بأن أمامها ملايين العقول الشابة القادرة على التقييم والتفكير والتعبير… إن هذا الخطاب، إنما يحمل مخاطر كبيرة على مستقبل البلاد.
هل يدري هؤلاء حجم الأخطاء التي يرتكبونها، وآثارها المستقبلية بعد حين أم لا يدرون؟ هل يدري هؤلاء أننا إذا لم يتم تجديد هذا الخطاب في ما بقي لنا من وقت قصير، ولم نُبادر إلى فتح الآفاق للناس والآمال لهم، وتمكينهم من لغة جديدة تكون في مستوى أحلامهم وأمانيهم وصبرهم، سندفع بالبلاد إلى المجهول وهذه المرة إلى يأس يصعب معه التقاط بصيص أمل…
لذا، لا أقول هذه المرة: يبدو لي، بل أقول: “علينا الانتباه”، إلى هذا الانحطاط في الخطاب السياسي الحالي، الذي لن يؤدي بنا من خلال إشاراته الكثيرة إلى بر الأمان، بل أضيف: ليقف هذا الخطاب تماما إذا عجزنا عن إفساح المجال لخطاب الأمل، وسيكون ذلك على الأقل أقل الخيارات ضررا، في انتظار قدوم أحسن البدائل ولو بعد حين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • م.ب ( يتبع)

    ورحنا نصدع؛ ونرفع رؤوسنا شامخة تعانق عنان السماء. ونغني عدت ياوطني. عدت. حتى آبائنا نسينا أسماءهم الاصلية وصرنا نناديهم بالاسماء الجديدة التي جاءت مع الاستقلال ( اسماء الجيش) . لايتصور الآخر. كيف خلقنا من جديد! ووكأن الحياة بدأت يوم 19مارس 1962. وعلى الساعة 12 . لم تدم الفرحة ؛وحتى نحن لم نعد أطفالا. نحن الآن شيوخ ؛ولم يعد فينا ذاك التجلمد؛ والصبر. صرنا نتألم بحرقة لما وصل أليه الطن الغالي ( الذي كنا فيه مشروع مجاهد أوشهيد§!) . نعم . خلف من آبائنا خلف. ضيعوا الآمنةوخانوا العهد. وشوهوا كلمة الجهاد؛ وعاثوا في الوطن فسادا ؛ وتلكؤوا للماضي الذي جمعهم بالرفقاء. فكانوا هم السبب فيما وصل اليه ..

  • م/ أولاد براهيم.

    صحيح يا أستاذ. وكما قال أبن الشهيد( وأكتبها بفخر؛ واعتزاز!) في تعليقه. كتبت فحللت. فعللت.فوفيت! وأنك لاتترك بصيص أمل تراء لك ؛ ولو من بعيد. الا . واعطيت الريح لقلمك السيال لملاحقتك ؛ ومحاولت التشبث به! وكيف لا وانت ؛ وانا ومن سبقنا ممن قدم آباؤهم أرواحهم رخيصة في سبيل أن يحيا الآخر ؛ وعزة ؛ وكرامة هذا الوطن المفدى.. أننا حرمنا مما كان يتمع به أقراننا في تلك الفترة!! أننا حرمنا حتى من أسماء آبائنا؛ وعودونا على أسماء مستعارة . ' كالكبار؛ والمشاهير " خوفا علينا من بطش المستدر .. لما كبرنا؛ وعاد من آبائنا من عاد بعد سبع سنين؛ ونصف ومعهم الحرية؛ والستقلال؛ وعادت لنا نحن الصغار أسماءنا الحقيقية

  • م/ب

    يا. أستاذ . أنا معجب بأفكارك؛ وتحاليلك؛ والسياق التي تطرح فيه؛ وأنها وسطية " لا تجوع الديب؛ ما تغضب الراعي.".أى لا مبالغة في التسويد؛ ولا tout vas bien . لان بعض الكلام يطرح من بعض الاعلاميين خطير . يلعب بعقول الشباب ويدفعهم أكثر فأكثر. الى المزيد من ركوب قوارب الموت. وهم؛ وأسرهم يتحملون المسؤولية كاملة.! أو المزيد من العنف اللفظي؛ والسلوكي وهنا تدخل التربية ؛ والوازع؛ والمحيط..! ثم يأتي دور مؤسسات الدولة المقصرة؟ في معالجة هذه الظواهر عن طريق أجهزتها؛ وبحكم سلطتها.على نطاق واسع ؛ عن طريق سلطة القانون والامتثال له. لكن هناك فيئة محترمة لم تقم بواجبها ؛ وبدورها أنها فيئة النخب؟!
    السلوكي

  • ابن الشهيد

    كتبت وحللت ووفيت لكن كمن يبحث عن ابرة في كومة تبن ،هل تعتقد أنهم لا يعرفون الدكتور سليم ولا مستواه ولا أفكاره ولا وطنيته ولا طينته ولا ،أن كانت هناك نخبة تحمل مثل بدرتك فيجب غرسها قبل أن تجف وتصبح غير صالحة للغرس ؟من خططوا ونفدوا لثورة نوفمبر أغلبيتهم لم يدخلوا الجامعات لكنهم في نظري عباقرة أستطاعوا أن يحددوا حدود الجزائر وشعبها ويقومون بثورة عارمة زعزعت فرنسا وحصلوا على الأستقلال واستشهدوا لكن من جاء بعدهم خان الأمانة ومشوا في ركب نفس الأستعمار وهومن يوجههم وينصحهم في كيفية التصرف مع هدا الشعب ومع البلاد اقتصادها و ثقافتها الى أن أصبحت تراوح مكانها ،ياخريجوا جامعاتنا وجامعات العالم أنهظوا؟

  • الطيب

    لسان حال الرداءة يقول أنا أو المجهول ....! الأمر الغريب يا أستاذ هو كيف عمرت الرداءة كل هذا الوقت ؟!

  • ميال كمال

    متى يعاملون المسؤولين على اننا لسن اغبياء

  • ميال كمال

    متى يعاملونا مسؤولين على اننا لسنا اغبياء