-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ليكن رضا الله غايتك ورأس مالك

سلطان بركاني
  • 707
  • 0
ليكن رضا الله غايتك ورأس مالك
أرشيف

لعلّ من أهمّ الدّروس التي يحملها رمضان لأمّة الإسلام كلّ عام، أنّ رضا الله –سبحانه وتعالى- ينبغي أن يكون غايةَ كلّ عبد مؤمن في هذه الحياة، ورأس ماله الذي يهتمّ به أكثر من أيّ شيء آخر؛ في أيام وليالي رمضان يحرص الصّائم على ألا يقرب مفطرا من المفطرات التي تفسد صيامه، وعلى ألا يتلطّخ بمعصية تذهب أجره، وتحرمه العتق من النّار والفوز برضا العزيز الغفّار، وهكذا العبد المؤمن في حياته كلّها؛ هدفه الأسمى هو أن يرضى الله عنه، لأنّه يعلم أنّ الله إذا رضي عنه، كتب له السعادة في الدّنيا والفوز في الآخرة، وأحبّه وقذف حبّه في قلوب العباد، يقول نبيّ الهدى صلّى الله عليه وآله وسلّم: “إنّ الله إذا أحب عبداً نادى جبريل: إنّي أحب فلانَ فأحبّه، فيحبّه جبريل، ثمّ ينادي جبريل في أهل السماء: إنّ الله يحب فلانَ فأحبّوه، فيحبّه أهل السّماء، ثمّ يوضع له القبول في الأرض”؛ يحبّه الله ويحبّه جبريل، وتحبّه الملائكة. يصبح معروفا بين أهل السّماء، فإذا رفع يديه بالدّعاء، قالت الملائكة: صوت معروف من عبد معروف، فيشفعون له عند الله.. فيا لها من حياة!يوم يصبح العبد المؤمن معروفا عند أهل السّماء، ما أن يقول: يا الله، حتى تفتّح أبواب السّماء ويشعر بقرب الإجابة وهو لا يزال يدعو خالقه ومولاه.

السّعادة كلّ السّعادة في طلب رضا الله والقرب منه، وليست في إرضاء المخلوقين بمعصية الخالق كما يتوهّم بعض المحرومين، ممّن تجد الواحد منهم لا همّ له إلاّ أن يرضى عنه النّاس،ويمدحوه ويعجبوا به ويطروه، وبينه وبين الله من الوحشة ما الله به عليم،وتجد المرأة لا همّ لها إلا أن ترضى زميلاتها وجاراتها عن لباسها، أن يعجب مَن حولها بمظهرها وذوقها، والله ساخط عليها، وقلوب العباد نافرة منها.لأنّها نسيت أنّ القلوب بيد الله يقلّبها كيف يشاء، فمن أرضى الله بسخط النّاس رضي عنه الله وأرضى عنه النّاس، ومن أرضى النّاس بسخط الله سخط عليه الله وأسخط عليه النّاس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!