-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مأدبة من جيب “البايلك”!

جمال لعلامي
  • 1001
  • 1
مأدبة من جيب “البايلك”!
ح.م

بعد يومين من “القيل والقال”، عاد الولاة إلى ولاياتهم، محمّلين في محافظهم بتعليمات وأوامر مكتوبة وأخرى شفوية، وسيقف لاحقا المواطنون على جدوى مثل هذه الاجتماعات التي تلمّ شمل الوزراء والولاة و”كبار الدوار” من مديرين ومسؤولين مركزيين ومحليين، في لقاء يدلي كلّ  طرف بدلوه، لكن بين النظري والتطبيقي، هوّة واسعة، لا يملؤها سوى الإيمان بالرغبة في العمل وتغيير الأمور من الحسن أو من السيّء إلى الأحسن!

المتابع لبعض الولاة خلال الاجتماع، وهم “يقهقهون”، يعتقد بأن ولاياتهم سمن على عسل، وأن كلّ الأمور على ما يرام، فيما يعتقد من يرى نوعا آخر من الولاة، وهم “عبوسين” “ومكشّرين”، بأن لا شيء يقتضي في ولاياتهم الابتسامة والأمل والتفاؤل!

صدق من يعتقد بأن لا جدوى من اجتماعات الوزراء-الولاة، ما لم تـُترجم الأحاديث والتحليلات وتشخيص الواقع المحلي، إلى أرقام وأعمال وأفعال، بدل البقاء رهينة أقوال لا تسمن ولا تغني من جوع، وهو ما سئمت منه “الأغلبية المسحوقة” وكره منه المسؤولون النزهاء ممّن أغرقتهم الحاشية وبطانة السوء في الأحلام الوردية المزيفة، قبل استيقاظهم على كوابيس مزعجة!

الجميل في لقاءات الحكومة بولاتها، هو ذلك الاحتكاك في جلسات تعارف بين هؤلاء وأولئك، فلا يُعقل أن ينقطع الحبل بين الولاة والوزراء، وهم في الأصل والفصل مطالبون تقريبا بنفس المهمة والهدف، مع اختلاف في طريقة العمل والدور الوظيفي المنوط بكلّ جهة، مكلفة تحديدا بخدمة المصلحة العامة، والاستجابة لمتطلبات المواطنين!

لكن، ليس اختراعا ولا سبقا، ولا بدعة، لو قال قائم، متواجد في إحدى الربوات المنسية عبر أقطاب الجزائر العميقة، أن هناك وزراء، سابقين ولاحقين، أحياء منهم وأموات، لم تطأ أقدامهم منطقتهم، خلال فترة استوزارهم، وهو نفس الحال بالنسبة لولاة لم يكلفوا نفسهم عناء تفتيش وزيارة كلّ البلديات والمداشر والقرى التي تقع تحت طائلة وظيفتهم ومسؤوليتهم!

لا تستغربوا، فهناك أيضا أميار من أبناء البلدية التي انتخبوا فيها لتمثيل مواطنيها، وحلّ مشاكلهم، لا يعرفون بعض “الدشر” التابعة اقليميا لبلديتهم، وربما لا يزورون حتى بعض الأحياء والشوارع في البلدية نفسها، طوال عهدتهم الممتدّة على طول 5 سنوات كاملة، وهذا وحده يكفي للوقوف على حقيقة القطيعة و”الاشمئزاز” بين المواطن والمسؤول، سواء كان منتخبا أو معيّنا!

هذه هي بعض المشاهد المؤلمة والاستفزازية وغير الطبيعية، في علاقة المسؤول بالمواطن، التي ينبغي تغييرها آجلا، قبل المناداة والمغالاة بمشاريع التنمية والاستثمارات والمناطق الصناعية والجباية المحلية، وغيرها من الملفات، التي تعود كلما عادت الاجتماعات الرسمية التي يراها المواطن أنها مجرّد “مأدبة” ستنتهي بفاتورة إضافية على كاهل “البايلك”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • صالح الاوراسي

    والله يااستاذي الكريم لو قام كل واحد بالحد الادنى من عمله ومهامه لما احتجنا حتى الى هذه الاجتماعات او "المادب على ظهر البايلك" كما اسميتها.