-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يعتبرون الإقرار باغتيال بومنجل غير كاف.. 

مؤرخون: الجزائريون يتطلعون إلى اعتذارات صريحة وصادقة.. وتعويضات 

الشروق أونلاين
  • 1705
  • 4
مؤرخون: الجزائريون يتطلعون إلى اعتذارات صريحة وصادقة.. وتعويضات 
ح.م

يعتبر اعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمسؤولية الجيش الاستعماري الفرنسي عن “تعذيب ثم اغتيال” المحامي والقيادي السياسي في الحركة الوطنية الجزائرية، علي بومنجل، بتاريخ 23 مارس 1957، “تقدما” و”التفاتة طيبة” ولكن يبقى ذلك “غير كاف”.

وفي هذا الصدد، صرح المؤرخ محمد ولد سي قدور القورصو أن الاعتراف بعد 64 سنة من اغتيال علي بومنجل على أيدي الجيش الاستعماري الفرنسي “هو تقدم في حد ذاته ولكنه يبقى دون مستوى تطلعات وآمال الجزائريين”، مضيفا أن “ما نشهده هو تقديمات بخطى صغيرة وبشق الأنفس”، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الجزائرية.

ويرى المؤرخ أن تصريح ماكرون بالجزائر عندما كان مترشحا ترك انطباعا “إيجابيا” في النفوس و”نأمل أن يأخذ الرئيس ماكرون مسألة الاعتراف على محمل الجد”.

وحسب القورصو، فإن فرنسا من خلال الاعتراف باغتيال علي بومنجل “تريد تسوية مشكل داخلي للجمهورية”، لأن “الجزائريين لم يشكوا قط بأن الأمر يتعلق باغتيال ارتكبه شخص محترف يدعى آنذاك الرائد” أو “بالأحرى الجنرال أوساريس” و”كانت الاغتيالات على غرار التعذيب مقننة مثلما هو الشيء بالنسبة للاغتيالات الجماعية والإعدام”.

وبالنسبة لهذا الباحث الجامعي فإنه “علاوة على هذا الاعتراف الذي يأتي امتدادا للاعتراف باغتيال موريس أودان، ينتظر الشعب الجزائري أكثر من ذلك: اعتذارات واضحة وصريحة وصادقة وتعويضات”، مضيفا أن الجمهورية الفرنسية لا يمكنها “التهرب إلى الأبد” من واجب الذاكرة الذي يعد “عبءا ثقيلا” يتعين معالجته حتى تتجنب “التعرض بانتظام للقلق والنوبات التاريخية”.

واعتبر المؤرخ أن تحرر فرنسا من “ماضيها الدموي” بالجزائر سيسمح بإقرار جو من الثقة تستفيد منه كل بلدان الحوض المتوسط والبلدان المغاربية والساحل وغيرها.

من جهته، أكد الأستاذ بقسم التاريخ بجامعة أكلي محند أولحاج بالبويرة، مصطفى سداوي، أن اعتراف فرنسا بـ”تعذيب ثم اغتيال” علي بومنجل “التفاتة طيبة” و”محمودة” ولكن “غير كاف” داعيا إلى التفاتات أخرى مماثلة.

وأوضح الجامعي أن “هذا لن يسوي حقيقة المشكل، كونه عميق جدا بحيث أن قرى هدمت عن آخرها وتم الزج بسكانها في آلاف معسكرات الاعتقال والإعدامات الجماعية… إلخ، مضيفا “لقد كان أجدادنا يقصون لنا المعاناة التي كانوا يعيشونها خلال الحرب”.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد اعترف، الثلاثاء، “باسم فرنسا” أن المحامي والقيادي في الحركة الوطنية الجزائرية، علي بومنجل قد “تعرّض للتعذيب والقتل” على أيدي الجيش الفرنسي خلال حرب التحرير الوطنية.

وسجلت الجزائر بارتياح هذا الإعلان الذي ترى فيه مبادرة طيبة تدخل في إطار النوايا الحسنة والرغبة الحقيقية في تكثيف الحوار بين الجزائر وفرنسا بخصوص الحقبة الاستعمارية في الجزائر.
س.ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • ساسي

    لو خيرت فرنسا الجزائريين بين الاعتذار والتعويض ووثائق الاقامة في أراضيها لاختار غالبيتهم الساحقة الخيار الأول .

  • Djamel

    الوحش لا يقبل ان تأخذ منه فريسته بعد ان تعب في اصتيادها.

  • معلق حر

    الرئيس الفرنسي ماكرون ينتمي للجيل الجديد و هو من مواليد السبعينات، لا علاقة له بالماضي الإستعماري لفرنسا، أكيد أن هاته الصفحة ستطوى إدا تم إنتخابه لعهدة تانية، هو صرح سابقا في حالة العهدة التانية سيذهب أبعد.
    التعامل مع فرنسا يكون وفق المصالح الإقتصادية المشتركة، لأنه توجد فعلا مصلحة للبلدين في التعاون الثنائي على هاد الصعيد، أما في حالة مثلا أن اليمين المتطرف يصل للسلطة في فرنسا و يستفز الجزائر، بطبيعة الحال ستتوتر العلاقات و ستتعامل الجزائر كما يقتضيه الأمر.
    يجب الإبتعاد عن الحساسيات المفرطة.

  • احمد

    هذا بعد تقرير ستورا . ولاشيء بنسبة لقرير شيخي !!!
    بالمناسبة اين وزير المجاهدين ؟