مؤسسة عمومية “تجوع” عشرات العائلات لأكثر من سنة

لم يجد العشرات من عمال مصنع الآجر لصدوق بولاية بجاية، من حل أمامهم سوى العودة إلى غلق الطريق السريع الذي يربط بجاية بالطريق السيار شرق – غرب لليوم الثاني على التوالي، في ظل الصمت الذي انتهجته السلطات أمام وضعية هؤلاء العمال الذين لم يستلموا رواتبهم منذ شهر أوت من السنة الفارطة، أي لمدة تقارب 16 شهرا، وهي الوضعية التي أرقت العمال وحرمت عليهم الراحة وذلك بعد ما تم تجويع عائلاتهم من قبل المؤسسة العمومية المذكورة التي تنشط في المجال المذكور منذ سنوات الثمانينات.

وقد طرق العمال جميع الأبواب لإسماع صوتهم ومعاناتهم من خلال تنظيمهم لوقفة احتجاجية أمام محكمة أقبو قبل أن يقرروا غلق الطريق السريع المذكور للمرة الثالثة، بأمل لفت انتباه السلطات حول وضعيتهم التي أفسدت عليهم فرحة الأعياد قبل أن يحل الدخول المدرسي ليجدهم من دون دينار واحد في جيوبهم. وقد قدم العمال المحتجون اعتذارهم لمستعملي الطريق جراء المعاناة التي سببتها حركتهم الاحتجاجية، علما أن المئات من السائقين قد اضطروا للدوران والمرور عبر الطريق الوطني رقم 26 الذي يربط بجاية بولاية البويرة من أجل الالتحاق بوجهتهم.

لكن الغريب في الأمر أن السلطات الولائية قد اتخذت ككل مرة موقف المتفرج رغم أن الأمر يتعلق هذه المرة بأهم شريان في الولاية تم غلقه لليوم الثاني على التوالي، فيما غاب المنتخبون المحليون عن الميدان ولو دفاعا عن حقوق هؤلاء العمال ومستعملي الطريق.. فإلى متى هذه اللامبالاة؟ حيث يطالب في هذا الصدد عمال المؤسسة المذكورة بتدخل السلطات العليا للبلاد من أجل إنصافهم وإنقاذهم من الجوع الذي يترصدهم وعائلاتهم.