-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ويستمر ظلم المجتمع

مابين التحرش والاغتصاب وأسطورة المرأة الجالبة للشر!

فريدة بن سليم
  • 2811
  • 16
مابين التحرش والاغتصاب وأسطورة المرأة الجالبة للشر!

ساعد المجتمع وفي نماذج كثيرة، على انتشار العنف ضد المرأة بمختلف أنواعه. حتى أنه أظهر صور مستحدثة للعنف كالاغتصاب الزوجي. فمن جانب المختصين في علم الاجتماع، لازالت المرأة تظهر في صورتين: إما وفق لأسطورة “باندورا”، والتي تقول: “المرأة هي التي تجلب الشر”، فتظهر كعنصر للإثارةأو الإفساد والفتنة، أو تظهر كضحية للرجل مما يكرس لنظرة المجتمع للمرأة بنظرة سلبية، خاصة أن الكثير لازال يتعامل مع المرأة كوعاء للمتعة. ولعل هذا ما يفسر كثرة التحرشات في الشارع، وأماكن العمل وغيرها.

وبصرف النظر عن نوعية لباس المرأة سواء كانت محجبة أو غير محجبة، فغالبا ينظر إليها على أنها تجعل الرجل يفتن، وتمارس عليه أساليب الاستثارة للعواطف، والغرائز.

وتكريس النظرة السلبية للمرأة ليس بالجديد في المجتمع، فلا زالت المرأة محاصرة في أدوار الزوجة السلبية الكئيبة أو ضعيفة الشخصية أو الراضخة، أو يراها البعض المثيرة اللاهثة وراء المال، والعلاقات أو الخائنة، و إذا كانت ناجحة، وتبوأت مناصب عليا في الدولة، وخاصة السياسية، فهي في نظرهم المستغلة لجسدها في نضالها السياسي، ونجاحاها لا يقاس بمقدرتها، وكفاءتها، لكن غالبا ما وصلت إليه من خلال أساليب ملتوية منها الإغراء، وإقامة العلاقات غير الشرعية. وكأن الجمال والذكاء والنجاح كلها صفات لا تجتمع في المرأة، بل هي حكر على الرجال. لذلك غالبا ما تظهر المرأة من خلال المدخل الجسدي، والمادي.

كما يكرس الصراع بين الرجل والمرأة، أو بينهما جنس فقط. ولتوضح أن الجنس هو أساس العنصر البشري، وملازم له حتى النخاع. وهذا ما يكرس للغريزة الجنسية بالدرجة الأولى. ويساهم في الانحراف، وهذا ما يتفق عليه علماء الاجتماع من شيوع ما يسمى “التسيب وعدم الانضباط”، وحتى شيوع ثقافة هابطة تهتم وتستجيب للغرائز الدنيا، وحتى تؤثر في طريقة تفكير الرجال في النساء.

والنظر للمرأة من خلال المدخل الجسدي ما هو إلا شكل من أشكال العنف ضد المرأة، كما قد تزيد الاعتقادات الزائفة عن الاغتصاب مثل أسطورة أن النساء يردن أن يغتصبن، ويستمتعن بذلك. ومنه تجعل الرجال ينظرن للمرأة نظرة دونية، وإنها لا تصلح إلا للمتعة. ولترسم أوهاما غير حقيقية في ذهن الشباب وصورا خاطئة، يصعب التعامل معها بشكل صحيح في الواقع. خصوصا أن معظم الأسر العربية تتعامل مع أبنائها بمنطق الطابو، وعمليا يوجد الكثير من المواضيع غير المطروحة للنقاش في العائلة ضمنها الجنس، بحيث في محيطنا الأسري لم تغرس فينا الثقافة الجنسية التي تحدد لنا علاقاتنا، وسلوكياتنا، فكل شيء محرم وممنوع دون معرفة السبب، وليكون كل ممنوع مرغوب، وليمارس أولئك الأشخاص قهرهم ويطلقون العنان لمكبوتاتهم، وحتى عقدهم النفسية، على المرأة. وكلنا نعرف نتائج المجتمعات المقموعة والمكبوتة، فالمجتمع العربي لا يسمع مشاكله الجنسية إلا خفاء من خلال التحرش والاغتصاب. وليتهافتوا على مشاهدة المواقع الإباحية، وأفلام الجنس..

كما أن إدمان المخدرات والكحول يكون الطريق السهل أمام هؤلاء إذ يغيب وعيهم لينجروا وراء غرائزهم وشهواتهم. ناهيك عن العنف الأسري، وقسوة الآباء والحرمان من الحنان الذي يدخل ضمن العوامل النفسية التي تخلق عدوانية تجاه الغير من خلال التحرش، الاعتداء الجنسي، وحتى أن الشخص الذي يتحرش ربما قد عانى من الاضطهاد، واعتداءات، وتحرش في الطفولة ولدت لديه عقدة نفسية، ليصبح شخصية غير سوية. ومع غلاء المعيشة، وتنامي البطالة مقابل مغالاة في المهور، وعدم قدرة الشباب على الزواج، مما يجعلهم يحاولون سد النقص من ناحية العواطف، والتنفيس عن المكبوتات الجنسية من خلال التحرش وغيره.

وربما مما لا يلاحظه الكثير أن للتحرش وغيره آثار نفسية على المرأة، ليرى المختصون النفسيون أن ضحايا الاغتصاب والتحرش قد يصبحن غير متوازنات جنسيا مستقبلا، إذ التحرش قد يسبب لدى بعض النساء صدمات وآثار نفسية ووجب التكفل بمثل هذه الحالات نفسيا، فالكثيرات قد يتعقدن خاصة الفتيات الصغيرات، ليعانوا من الخوف المرضي من الجنس والرجل. وبذلك لازالت المرأة تقولب في نماذج معينة، وتكرس نظرة سلبية لا تخرج عن الصورة النمطية المعهودة التي رسمها المجتمع في المخيال الشعبي. ولتبقى المرأة كوعاء للمتعة، ومتاع للرجل، وهي التي تشجع الرجل على التحرش بها من خلال ملابسها وغيره..

وبدل إدانة الرجل المتحرش تظل المرأة متهم في نظر المجتمع، بدل أن تحسن صورتها، ومع خوف الكثيرات من الشكوى باعتبارها وصمة عار وفضيحة، فصارت المرأة تتعرض للتحرش في الأماكن العمومية وأماكن العمل، وحتى في محيط العائلة من قبل الأب و الأخ، مما جعل هذه الجريمة الأخلاقية تتزايد مع غياب الوازع الديني و الأخلاقي والرادع الاجتماعي والقانوني.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
16
  • مستغرب

    عنوانك كان عن التحرش ثم بدات مقدمة مقالك بالاغتصاب الزوجي
    ولكن حين قرات المقال لم اجد ولا دليل واحد عن مصطلح جديد اقحمتيه عمدا وهو اغتصاب الزوج لزوجته

    اضافة لبعض الترهات منها
    " والنظر للمرأة من خلال المدخل الجسدي ما هو إلا شكل من أشكال العنف ضد المرأة "
    كيف يكون النظر شكل من اشكال العنف ؟؟
    واسطورة ان النساء يردن الاغتصاب !!
    بمعنى ان مقالك مبني على كلام شوارع ومقاهي واحاديث نسوية

    اوليس عري النساء وعطورهن وخروجهن مزينات مثل الواح الرسامين المشاهير
    ايضا شكل من اشكال التحرش واثارة غريزة الرجال

    اتمنى ان يطرح هذا السؤال لمن تتزين النساء والفتيات اليوم حين يخرجن من بيوتهن ؟

  • شخص

    في زمن الفايسيبوك، إختلط الحابل بالنابل و لم نعد نعرف من الظالم و من المظلوم

  • One

    لا حول ولا قوة الا بالله. ما هذا التفلسيف والتحليل الذي ما قدم ولا أخر. الرجل ينجذب إلى المرأة وهذا فطري ولكنه مطالب بغض البصر والزواج لحفظ الدين والفرج. والمرأة كذلك مطالبة بغض البصر وستر جميع جسدها ماعدا الوجه والكفين حتى لا تؤذى من ذاك الصنف الذي لا يغض بصره ولا يخاف الله. والله هو الهادي.

  • محمد ب

    شكرا للكاتبة :
    البشر خلقهم خالقهم بأجساد ونزوات ومشاعر مختلفة وأوضح ذلك في تعليناته (notices) وهو الوحي المنزلفإن إلتزمنا بهذه التعليمات كانت الإستقامة وإن خالفناها إنحرفنا إلى نزوات لا يحلها إجتماعي ولا فيلسوف:
    من ذلك:
    *(أفرأيت من إتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا ).ضع خط تحت (هواه).
    *(هذا صراط مستقيم فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتتفرق بكم عن سبيله.)
    *( علّموا أولادكم الصّلاة على 10 وفرّقوا بينهم في المضاجع).الخ.
    أمّ أن نجعل قدوة المرأة والرجل (الغرب) فذاك بيت الدّاء فالإباحية من عندهم وإحتقار النساء واللقطاء والتّسيّب والملاهي وحرية المرأة في جسدها و خيانة الرجل ولا عقود زواج.

  • بن عطية محمد الصالح

    من باب الراي النساء في وقت بوتفليقة طغاو لانه اعطاهم العمل المناصب السكن الشيء لي قوى الطلاق في المجتمع الخلع تقولك مانسمعش بيه عندي شهريتي تقولو انت ماكش راجل الهدرة هده بكري وماش بعيد يصرى عليها الدبزة والنخوة وتتطلق المراة تاع درك خفاف يهدرو du importe quoi ماديرش الاحترام بينها وبين زوجها . قبيحة شلاماط الراجل يهرب من الدار يولي كون يلقى مايدخلش الدار. بعد هدا كله تقوليلي المراة مظلومة ومحقورة .انا ادعو لكل واحد الراجل ولا المراة ان يتحملا مسؤوليتهما فلكل حقوق وبالتالي لكا واجبات الحياة الزوجية ما هيش عرس وفقط راهي تحمل للمسؤوليات تقاسم للمليح والحاير تكامل .تربية اولاد صالحين في دين مجتمع

  • بن عطية محمد الصالح

    يا اختاه شكون لي بيده العصمة .شكون لي لازم يكون اسرة وقتاه نقولوا تكافؤ الفرص بين الرجل والمراة في العمل كي يكون عندنا اقتصاد قوي مدر للارباح جالب لمناصب العمل الكل ينصهر في بوتقة واحدة اما عندك اقتصاد ريعي وضعيف من حيث المنافسة العالمية لا صناعة لا زراعة لا قطاع خدماتي لا قطاع تكنولوجيا الاعلام والاتصال لي يجلب العملة الصعبة من الخارج مداخيلنا من العملة الصعبة 98 بالمائة من المحروقات لي ماهوش في يدنا 2 بالمائة 600 مليون دولار تمول بها قانون المالية.لااظن ذلك

  • بن عطية محمد الصالح

    اختي الفاضلة عملوا معايا نساء والله غير هوما لي يتحرشون بالرجال وتلقاها كدابة خوها بوندي متامرة تتحرش مع الرجال على ولاد الفاميليا تقولك انا عندي كاريزما حابة نعمل ما نيش حابة ناكل بطاطا بالمرق حمراء حابة ناكل اكل هاي هاي تسالها بالشهرية او الصدقة تاع كل شهر لي مايجي ينتهي تخلص الشهرية او الصدقة قبل ما ياتي الشهر الاخر.

  • بن عطية محمد الصالح

    اسطورة المراة الجالبة للشر انا ارد يقولك ادي امراة شبعانة وماتديش امراة جيعانة الشبع والجوع في المخ وليس في البطن

  • بن عطية محمد الصالح

    نحكي على نفسي المراة في بيت زوجها مصانة مكرمة معززة تربي الاولاد وهدا ماهوش بالامر الهين .تحفظ زوجها في اهله وبيته واولاده.تخليه يتفرغ للعمل والرزق راهو بيد ربي .لايعني ان المراة العاملة رايحة زيد في دخل الاسرة نعرفوهم والله ما تشوف الدورو تاعها مالا علاه تخرج للعمل ناهيك عن التوبيخ والرخس لي تديه من مسؤولها في العمل انا افضل تجلس في البيت واترخسش على 2دورو

  • بن عطية محمد الصالح

    الاستاد مالك بن نبي يقول انه الراجل العربي يخاف على انثاه سواء بالدفاع عن الراي لي يقول المراة تقعد في البيت وانا من انصار هدا الراي اوالراي اللي يقول المراة يجب ان تتحرر وتدهب للعمل وان من اسباب تخلفنا مكانة المراة في مجتمعاتنا غير محترمة فلا بد بان تقتحم كل مجالات العمل وحتى المناصب التي كانت حكرا على الرجال...ياسيدي اسمع اسمع نهار الفوت يادليلة جيبو رجالتكم من ودنيهم يفوطيو...عش تشوف

  • بن عطية محمد الصالح

    هدا تحليل ذو نظرة احادية الجانب فهناك كثير من اولاد الفاميليا لي يحترموا انفسهم وناس مصلين بالعكس هناك من النساء من يستعملن العنف الجسدي والمكر والخديعة والغيبة والنميمة ضد الرجال اولاد الفاميليا في اماكن العمل قصد الظفر بمنصب عمل ولما ياتيها الراجل يطلب يدها للزواج تنظرلوا على انه ضعيف وهي تخلص خير عليه بل هناك من النساء ما يوقفوش مع رجالتهم في الضراء يوقفو غير في السراء اعطيني الشهرية وجيب الدورو دبر راسك ولو كان حرام تخشانت الراس وخلي خلي خلي

  • تفيش و الخرطي

    ما هذا و كأنني أقرأ مقالة مترجمة, يا فريدة لا يوجد عندنا اغتصاب زوجي , زوجتي و متى اريدها أطلبها و حتى ان كانت تطبخ و لا أسألها ان كانت تريدأم لا, و أتمنى العكس ايظا, لكن الحشمة تمنعها, ثانيا شريعة خالقي تعطني الحق في 4 ما دمت مستطيعا, فلماذا هذه القوانين الغربية واستعملها أجدادنا لحماية المرأة الأرملة و المطلقة و ...حماية لها و لأبناءها باعتباره تكافل اجتماعي و صدقة و تمتع بالحياة. فعلا هناك المرأة الجالبة للخير و العكس و الأمثلة كثيرة و صحيح المرأة (بعضهن) وعاء متعة الرجل لما لهن من جمال و مغناطيس جاذب و اذا زادت على هذا الجمال لباس المودة و المكياج و التعري فكيف لا يكون هناك تحرش و ازمات.

  • خليفة

    شيوع التحرش الجنسي في مجتمعنا سببه اوضاع اجتماعية اقتصادية و ثقافية ،فنعدما لا يجد الشاب العمل و لا السكن فكيف يقبل على الزواج؟ و لذا نجده يتسكع عبر الشوارع يكلم البنات و يتحرش بهن ليلبي رغباته الجنسية و لو عن طريق الكلام ،و نفس الشيء يقال عن البنات المراهقات ،حيث يبحثن عن اصدقاء في الشارع او عبر مواقع التواصل الاجتماعي،اما بهدف الزواج ، و اما بهدف تلبية رغبات عاجلة ،و في غياب المراقبة الاجتماعية و القيم الدينية صار الكل يبحث عن المتعة و غالبا ما تكون في اطار غير شرعي من خلال مغريات جنسية يقدمها الطرفان معا،و بتضييق سبل الحلال يتفشى الحرام،و تصبح نسبة الخليلات اكبر من نسبة الحليلات.

  • mohamed

    عن ابن عباس , قوله : { واللاتي تخافون نشوزهن } تلك المرأة تنشز وتستخف بحق زوجها ولا تطيع أمره

  • mohamed

    وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ

  • بومدين

    ارى من المقال نظرة قاتمة و سلبية و هدا اجحاف في حق المرأة و الرجل فالتصرفات الشادة من طرف الشواد لا تعني حكم مطلق ، فالمرأة أمي و أختي و إبنتي و زوجتي فالمقال رد عليه الاسلام مند 1400 سنة يوم كانت توءد المرأة ، انظري الى الجانب المملوء من الكأس فتجربة اجتماعية لصاحب المقال لا تعني بالضرورة كون الامر متفشي و خارج عن السيطرة ، هناك احترام و تقدير للمرأة سواء التي تحترم نفسها أولا لان الاحترام واجب و غض البصر واجب ايضا و القانون فوق الجميع سواء القانون الرباني او قانون الدول .
    لكل مرأة عفيفة طاهرة محترمة او ما دون دلك ، عاملة او ماكثة في البيت لك احترامي و تقديري.