-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مات والسلام!

جمال لعلامي
  • 1021
  • 2
مات والسلام!

تساءل أحد المواطنين: وماذا بقي للمزلوطين، عندما يتكلم الخبراء ويحذرون من انهيار القدرة الشرائية خلال 2019 بنسبة 50 بالمائة؟ وكيف بالتجار يتحدثون عن الزيادة في الأسعار، وسونلغاز عن رفع تسعيرة الكهرباء والغاز، و”الجزائرية للمياه” عن رفع تعريفة الماء الصالح للشرب وحتى الملوث؟ وإعادة النظر في الرسوم والضرائب وفوائد البنوك؟
ماذا بقي لهؤلاء وأولئك، أن يزيدوا، لجثة هامدة، لم تعد تقدر سوى على الشهيق والزفير، في انتظار أن تصعد الروح إلى خالقها، فيتوفاها الله برحمته الواسعة ويسكنها فسيح جناته، ويلهم ذويها جميل الصبر والسلوان، فقد هلك “جثمان” المواطن جرّاء انهيار القدرة الشرائية وإشعال النار في أسعار كلّ شيء، وسقوط مريب ومهين وعجيب لقيمة الدينار الذي لم يعد بـ”شلاغمو”
طبع 400 ألف مليار سنتيم، أو 40 مليار دولار أمريكي -رغم أننا في الجزائر وليس في أمريكا- هو مؤشر آخر في نظر الزوالية على أن “الواد رايح يدّيهم” لاحقا، من خلال إلهاب الأسعار و”منعهم” من دخول الأسواق والمحلات التجارية بواسطة مراجعة كلّ التسعيرات وتحرير أسعار المواد المدعمة والاستهلاكية الواسعة بشكل غير رسمي ولا قانوني!
لقد قتلت الأزمة المالية الأغلبية المسحوقة من المواطنين، الذين لم يعودوا قادرين على التحمّل أكثر، وتخفيف أوجاع المحنة التي جعلت من الموظفين والعمال “المزلوطين” مجرّد أفواه تطارد لقمة العيش، بعد ما فعلت الاتكالية الحصرية على “رزق” البترول، فعلتها وجعلت من الجزائريين يخافون من ظلهم، بسبب تحالف التجويع والترويع ضدهم!
ليس غريبا لو “مات” مزلوط أو جائع أو مرعوب، من هول “الجرائم” غير الإنسانية والمجازر الجماعية التي يقترفها ضدهم تجار عديمو الذمة ومستوردون ومنتفعون ومحتالون ونصابون ومفسدون وفاسدون ولصوص وسماسرة ومزوّرون، لا تهمهم في البداية والنهاية سوى ما يدخل جيوبهم وأرصدتهم وبطونهم التي لا تريد أن تقنع فلم تشبع!
ما الذي بالإمكان أن يحدث لمواطن قضت عليه الأزمة الاقتصادية، منذ تهاوت بورصة النفط؟ فالميت عندما يموت لا ينتظر الشفاء أو النهوض، وإنما ينتظر الدفن، وبعدها الرحمة والدعاء، وهذا ما ينتظره الغلابى ممّن يدفعون الفاتورة بالطول والعرض، ولا يجدون بما يُواجهون به آثارها سوى ربط سراويلهم خوفا هذه المرّة من سقوطها!
القدرة الشرائية انهارت و”ألـّي كان كان”، فلا داعي للتخويف أكثر، ولا طائلة من صبّ البنزين على نار أكلت الأخضر واليابس، ولا معنى لترويع “ميّت” قتلته “الخلعة”، ولا فائدة من إغراء فاقد الشهية بطبق “بايلا” بعد ما ضيّع حاسة التذوّق والشمّ!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • Ezzine

    هذه هي النتيجة المنطقية للإفلاس السياسي الذي حل بالبلاد وما بعده إفلاس بمواليها ومعارضيها. الخوف كل الخوف من الا مبالات وعواقبها السيئة. كما لو لا أحد يبالي رغم أن سفينة الجزائر تحمل الكل وإذا غرقت يغرق الكل عكس ما يعتقد البعض. راعو تحذيرات المختصين ما فتئوا يدقون جرس الخطر.

  • Abdelkader Hezil

    والله لم اجد ما اقوله فهذه البلاد فيها كمشة من الفاعلين غي الخفاء و للعيان،يتحكمون في مصير أمة و همهم الوحيد ان يكون هذا الشعب فقيرا و يقبع في مؤخرة الترتيب.