-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ماذا بعد إقالة والي البليدة؟!

قادة بن عمار
  • 2631
  • 4
ماذا بعد إقالة والي البليدة؟!
ح.م
مصطفى العياضي

الأحداث الأخيرة التي عرفتها الجزائر وخصوصا ما ارتبط منها بقضايا الرأي العام، على غرار مقتل شاب في “موقف سيارات” غير شرعي، ثم اكتشاف حالات الإصابة بالكوليرا وصولا إلى وفاة أستاذة جامعية بشكل مأساوي نتيجة الإهمال في ورقلة، أدّت إلى حدوث تغيّر شكلي في سلوك السلطة، أو هكذا يريد أصحاب القرار الإيحاء للمواطنين نتيجة بعض الإجراءات المتخذة مؤخرا.

وقد جاءت إقالة والي البليدة فورا عقب تورطه في مشهد غير إنساني بتاتا وهو يخاطب مريضة بالكوليرا من خلف باب حديدي، بل ومتخوفا من إخراجها ووصولها إليه، بمثابة الاستجابة لحالة الغضب التي ضجّت بها مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن تصدير المشهد عالميا عبر كثير من القنوات التلفزيونية والجرائد، وتفسيره أن الوالي وهو يتصرف بشكل تلقائي، أساء إلى سمعة السلطة التي عينته، وأكد اتسّاع الهوة الموجودة بين الحكام والمحكومين!

كيف لمسؤول محلي أوكلت إليه مهمة تسيير شؤون المواطنين أن يُحدثهم من خلف قفص؟ علما أن تلك المرأة المريضة كانت توصي الوالي بأطفالها خيرا في حال موتها، ليقوم بالرد عليها قائلا: “عندما تشفين سأتكلم مع العاصمة لحل مشكلتك المتعلقة بالسكن”! في موقف يفتقد للإنسانية وللمروءة؟!

الأمر ذاته وقع بعد مقتل شاب في موقف سيارات غير شرعي ببجاية، حيث سارعت السلطات المحلية لملاحقة كل العاملين في تلك “المواقف” والقبض عليهم ضمن إجراء يعطي انطباعا بأنها تتحرك إيجابيا ووفقا لضغط الشارع وغضبه، تماما مثل قيامها بملاحقة الفلاحين الذين قاموا بسقي أراضيهم ومحاصيلهم الزراعية بالمياه القذرة، حيث وصل الأمر بوزير الفلاحة لوصفهم بالمجرمين، رغم أن السؤال المطروح: أين كان هذا الوزير ومصالحه عندما كانت تسقى تلك المحاصيل ويأكلها الجزائريون بأسعار مرتفعة جدا في الأسواق؟ وأين كانت وزيرة البيئة مثلا وهي تحاول الآن ارتداء ثوب المدافعة الأولى عن النظافة في حين كانت الشوارع والأحياء والمدن تغرق في الأوساخ والنفايات لسنوات، وكان عمال النظافة يطالبون بتوفير أدنى شروط العمل على غرار اللباس الخاص ورفع الأجور المتدنية جدا!

سؤال آخر: أين كان وزير الصحة وهو الآن يوفد لجنة تحقيق في قضية الوفاة المأساوية لأستاذة جامعية في ورقلة في الوقت الذي كان فيه السكان يطالبون بأطباء مختصين في القلب وجراحة الأعصاب وتخصصات أخرى، ممّن كان يمكن لوجودهم أن يجنبنا مآسي عديدة على غرار وفاة الدكتورة عويسات عائشة في ريعان شبابها وعزّ عطائها العلمي!

الواقع أن وزير الصحة سبق له التفاوض مع الأطباء المقيمين على خفض عدد التخصصات في الجنوب من أجل إقناعهم بأداء الخدمة المدنية في ظل ظروف قاسية وغير ملائمة، فهل يمكن القول إنه يتحمل جزءا من المسؤولية حيال هذا الوضع الذي تعيشه الكثير من الولايات وليس الجنوب فقط؟ هل يمتلك وزير الصحة الشجاعة السياسية ليضع نفسه تحت سلطة لجنة التحقيق في تلك الوفيات بلسعات العقارب والإهمال بالجنوب أو حتى في ملف سوء تسيير الإصابات بالكوليرا التي ضربت 6 ولايات في ظرف قصير ولا زلنا حتى الآن، لا نعرف مصدرها الحقيقي؟!

الجواب عن كلّ هذه الأسئلة، سيجعلنا نتأكد ما إذا كان خبر إنهاء مهام والي البليدة، حقيقيا، أم أنه مجرد ذرّ للرماد في العيون وتكرارا لسياسة “كبش الفداء” من أجل تجاوز الأزمة وتفادي غضب المواطنين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • سامي

    وثبة برغوت..."طق هنا ...طق لهيه"؟؟؟ هذا هو سلوك المسؤولين في الجزائر...أي لا توجد استمرارية في السلوكات و في تنفيذ المهام و تطبيق القوانين؟؟؟

  • ابوعمر

    ستسمع عنه بعد حين أنه سفير في احدى الدول الشقيقة.......

  • ابن الجبل

    عندما تجد وزيرا أو مسؤولا يعتبر المسؤولية المسندة اليه تشريف وليس تكليف ، ذلك هو مرض نفسي ! وزير الصحة الذي قال قبل أيام أننا سنقضي على الكوليرا في ثلاثة أيام ، ثم أياما بعدها يقول بعد عشرة أيام ...!! اذن وزير لا يدري مايقول ولا يعرف قطاعه . هذا نموذج لمسؤولين فاشلين في قطاعاتهم ، لم يقدموا شيئا في الميدان الا الكلام والحوارات الصحفية !فمعظم الوزراء والولاة والمديرين يعتبرون أنفسهم موظفين لا غير ، أنا لا أدري لماذا ينتظر المسؤولين الاقالة ، عوض تقديم استقالتهم بمجرد الفشل في أداء مهتهم على أكمل وجه ؟!، أم أن المنصب يعمي البصر والبصيرة ؟!.

  • احمد

    بعد ان تتساءل براحتك عن كل هذا تساءل ايضا عن اخلاق شعب لا يرحم بعضه ويقتل بعضه من اجل لا شيء وقد تجد طوابير من المرضى ينتظرون طبيبا يداويهم بالمال العام في الملك العام ولكنه يحتقرهم ونفس الشيء في الادارة والعدالة والمدرسة لقد اورثنا بعضنا فقه كراهية الاخر حتى لو كنا شركاء في الوطن والسؤال هل تامن على نفسك لا قدر الله لو اصبت ولم يكن لك كتاف من القطاع او سجنت او حتى اصابك حادث مرور رايت بعيني اما تطلب بحرقة صور ابنها الميت بحادث مرور بعد ان سلب منه وهو ينازع فشكرا للجميع ولا فض حبرك وفوك